أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على الأهمية الكبيرة التي توليها بلاده لزيارة نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون وذلك خلال بدء محادثاتهما في بكين بعد ظهر يوم السبت، واصفا الزيارة بالخطوة المهمة بالنسبة للاتصالات الوثيقة الجارية حاليا للترتيب للقاء قمة بين رئيسي البلدين وللتبادلات على المستويات الأخرى. من جانبه عبر تيلرسون عن سعادته لزيارة بكين التي تعطيه الفرصة لتبادل الآراء مع الجانب الصيني حول القضايا محل الاهتمام المشترك. وتعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى بكين اليوم هي الأولى له إلى الصين التي تعتبر المحطة الأخيرة في جولته بشرق آسيا والتي بدأت بزيارته إلى اليابان ثم كوريا الجنوبية. ونشرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) صباح اليوم تعليقا حول الزيارة ذكرت فيه" لم يحدث من قبل أن صارت العلاقات الصينيةالأمريكية إلى هذه الدرجة من التعقيد التي يصعب معها فهمها، وإلى هذه الدرجة من الأهمية التي تحتم عدم فشلها". وتأتي زيارة تيلرسون في وقت تواجه فيه منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم عددا من القضايا الشائكة التي تتطلب تنسيقا وثيقا بين البلدين، ولاسيما حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية، حيث إنه وقبل وصوله إلى بكين وخلال وجوده في كوريا الجنوبية دعا وزير الخارجية الأمريكي إلى نهج جديد للتعامل مع كوريا الشمالية، وألمح إلى أن الخيارات العسكرية ضد بيونج يانج مطروحة على الطاولة. ولكن، وبحسب الوكالة، فإنه ليس هناك جديد في هذا النهج، فهذه التكتيكات استخدمها ذات مرة الرئيس الأمريكي سابقا جورج دبليو بوش، وباءت بالفشل..موضحة أنه في السنوات الأولى له في الرئاسة، نفذ الرئيس الأمريكي بوش آنذاك سياسة انعزالية وقسرية ضد الطموح النووي لكوريا الشمالية، ولكن بيونج يانج لم تتراجع، وفيما بعد، بدأت إدارة بوش تتواصل مع كوريا الشمالية بشكل ثنائي ومتعدد الأطراف، وفي المقابل، أغلقت بيونج يانج منشآت يونغبيون النووية في عام 2007 وعادت إلى طاولة المفاوضات. واشارت الوكالة الى ان هذا النهج أوضح أن واشنطن بحاجة إلى الحديث مع كوريا الشمالية، وليس ترويعها..مضيفة" إنه وقبل أن يشرع تيلرسون في جولته الآسيوية، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تريد السعي لتحقيق علاقات "موجهة نحو تحقيق نتائج" مع الصين، مؤكدة أن الصين لم تقصر قط في المساهمة بنصيبها العادل، وأن الأمر متروك لواشنطن الآن فالتوصل إلى النتائج الإيجابية المرجوة تتطلب جهدا وحسن نوايا من الجانبين. ووفقا للوكالة فإنه لدى أكبر اقتصاديين في العالم كل ما يدعو إلى أن يظلا ملتزمين بعلاقات قوية في ظل النطاق العريض من المصالح المشتركة بينهما، ولاسيما في التجارة والاقتصاد، فقد تجاوزت تجارة السلع البينية بين البلدين في العام الماضي 519.6 مليار دولار أمريكي، بحسب بيانات وزارة التجارة الصينية، وهذا يجعل الصين أكبر شريك تجاري لأمريكا، فيما تعد أمريكا ثاني أكبر شريك للصين. وبينت أن التبادلات الاقتصادية، والتجارية بين البلدين بدلا من أن تأخذ فرص العمل من قطاع الصناعة التحويلية في الولاياتالمتحدة، دعمت أكثر من 2.6 مليون فرصة عمل عبر مجموعة كبيرة من الصناعات الأمريكية بدءا من السيارات ومعدات البناء وصولا إلى الزراعة. وأشارت إلى أن هذه الحقائق والإحصاءات تعد برهانا واضحا على الاعتمادية التبادلية بين أكبر اقتصادين في العالم، محذرة من أن أي نكسات في العلاقات الثنائية ستلحق ضررا يتعذر قياسه في الجانبين.