أعلنت الصين اليوم الخميس تخصيص 18.9 مليار يوان (2.74 مليار دولار أمريكي) كدفعة أولى لتمويل برامجها للحد من الفقر خلال عام 2017. وقالت اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، أكبر هيئة للتخطيط الاقتصادي بالبلاد - في بيان رسمي - إن هذه الدفعة الأولى من الأموال المخصصة من قبل الحكومة المركزية للعام الحالي، ستذهب لمشاريع الإسكان في إطار خطة الحكومة لنقل 2.43 مليون مواطن من سكان المناطق الفقيرة وتوطينهم بأماكن افضل للارتقاء بمستوى معيشتهم. كانت الهيئة كشفت - خلال تقرير نشر في شهر فبراير الماضي - أن الصين تخطط لإعادة توطين 3.4 مليون نسمة من قاطني المناطق الفقيرة بمناطق أكثر تقدما هذا العام كجزء من حملتها الواسعة النطاق للحد من الفقر. وقالت إنه تم خلال عام 2016 توطين 2.49 مليون من المواطنين الذين كانوا يعيشون بالمجتمعات الفقيرة في مناطق افضل واكثر رقيا وذلك لتحقيق هدف البلاد في الارتقاء بأحوالهم المعيشية. ووفقا لأحد المسئولين باللجنة، فإنه بانتهاء عام 2016، كانت هناك مشاريع لخدمة خطط إعادة التوطين في 22 مقاطعة، شملت العديد من المجالات من ضمنها الإسكان والبنية التحتية والخدمات العامة. وتتضمن مخططات القضاء على آفة الفقر بالصين قائمة طويلة من المشروعات الهامة التي تستهدف خدمة الفقراء، منها مشروعات في مجالات الصناعات الداعمة والعمل والضمان الاجتماعي. وتقوم الصين باتخاذ إجراءات متعددة حاسمة وفعالة لضمان تخفيف حدة الفقر، من ضمنها تشجيع المناطق الفقيرة على تنمية الصناعات التنافسية، مثل الزراعة والسياحة والتجارة الإلكترونية. وقالت وثيقة أصدرها مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) حول استراتيجياته المستقبلية للتخلص من الفقر في إطار الخطة الوطنية الخمسية ال13 (2016-2020)، انه سيتم إعادة توطين بعض الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الفقيرة، مع اتخاذ إجراءات عديدة ومختلفة لضمان زيادة دخولهم. وأكدت أنه سيتم إطلاق مجموعة من البرامج الخاصة لخلق المزيد من الوظائف للفقراء وتحسين التعليم والرعاية الصحية والبيئة في المناطق التي تعاني الفقر..كما ستضمن الحكومة تحقيق مستوى معيشي أساسي للأشخاص غير القادرين على العمل. وذكرت الوثيقة - التي نشرت بالإعلام الرسمي في أوائل شهر ديسمبر الماضي - أن التخلص من الفقر يعد أصعب مهمة أمام الصين لتحقيق هدف بناء مجتمع مزدهر، حيث يمثل الفقر في المناطق الريفية العقبة الأصعب في سبيل تحقيق هذا الهدف، ولهذا فإنه سيتم مساعدة الفقراء في تعزيز قدراتهم لتحقيق التنمية الذاتية المستدامة. وتؤكد الوثيقة على اتخاذ إجراءات من شأنها تخفيف حدة الفقر في الوقت الذي يتم فيه تنفيذ استراتيجيات التنمية على المستوى الإقليمي، مع التركيز على القواعد الثورية القديمة ومناطق الأقليات العرقية والمناطق الحدودية. وقد أسست الصين في 18 أكتوبر ألماضي صندوقا صناعيا للاستثمار بتمويل من الشركات المملوكة لحكومتها المركزية لدعم التنمية الاقتصادية في المناطق التي تعاني من الفقر. ويبلغ حجم الاستثمار في المرحلة الأولى للصندوق 12.203 مليار يوان (نحو 1.8 مليار دولار)، ثم سيتم زيادته تدريجا حتى يصل إلى 100 مليار يوان. وهذه الأموال ستستخدم للاستثمار في استغلال الموارد وبناء المجمعات الصناعية وتسريع عملية التحضر في المناطق الفقيرة لدفع عجلة التنمية الصناعية الإقليمية. جدير بالذكر انه خلال أكثر من 30 سنة مضت منذ تبنيها لسياسة الإصلاح والانفتاح، انتشلت الصين ما يزيد عن 700 مليون مواطن من الفقر، بنسبة 70% من إجمالي السكان الذين تمكنوا من الخروج من دائرة الفقر في العالم، حيث تعد الصين أول دولة نامية تحقق الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة. وتعهدت الصين بانتشال 10 ملايين شخص من الفقر كل عام اعتبارا من عام 2016 عن طريق تطوير الصناعات والتحول الوظيفى وإعادة التوطين والتغطية بالضمان الاجتماعي ، من أجل القضاء على الفقر بحلول عام 2020.