قال الدكتور محمد محمود نجيب، أستاذ علم النفس بجامعة حلوان، إن وصول عدد المرضى النفسيين المُراجعين للمستشفيات النفسية إلى 516 ألفاً، حسبما أعلن تقرير الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة "نذير خطر"، ونابع من أن هؤلاء يتعرضون للقهر، مؤكدًا أن تلك الأعداد قابلة للزيادة. وقال "نجيب" في تصريح ل"صدى البلد":" الظروف الاقتصادية التي تحياها مصر الآن هي السبب في هذه التشوهات النفسية، فالمصريون يتعرضون لضغوط شديدة منذ أكثر من 50 عامًا، فهم يعانون من فقدان المقومات الأساسية للحياة، فلك أن تتخيل أن رغيف العيش أصبح أزمة حقيقية للمصريين". وأضاف أن نوعية الدراما والفنون والميديا المقدمة للمصريين تصيبهم بالإحباط، فالاختلاس الآن أصبح بالملايين، وهذا بالطبع يلقي بظلاله على التفاؤل والأمل لدى المواطنين، وأيضا التوزيع الظالم لثروات مصر أعادنا لنظرية 0.5%، التي تعني أن الثورة تتركز في يد 0.5% فقط من المصريين، لافتا إلى أن الإحباط أساس كافة الأمراض النفسية. وفيما يتعلق بأن المراهقين والأطفال هم الفئة المتصدرة لأعداد المرضى النفسيين، أكد أستاذ علم النفس أن هذا يأتي نتيجة طبيعة المرحلة العمرية، فمرحلة المراهقة تعتبر من أهم المراحل لأنها تحول الإنسان من "فطري دون الإنسانية" إلى إنسان اجتماعي، كما يشهد تغيرات فسيولوجية ونفسية تحتاج إلى مقومات المرور بسلامة إلى مرحلة الرشد، فإذا لم تتوافر له هذه المقومات دخل مرحلة الرشد مشوها نفسيا، فمرحلة الطفولة والمراهقة تعد مزرعة نفسية خصبة للإحباط، فالطفل المصري طفل يائس نتيجة التربية طرق التربية الخاطئة. وأوضح أن هناك 3 سبل للتفريغ النفسي لا مفر منها وهي، التطرف في السلوكيات وهذا حادث الآن، والإدمان وهذا حادث أيضا، والأمراض النفسية وعلى رأسها القيام بعمليات الانتحار، وهذا ملاحظ خلال الفترة الماضية. وأضاف أن الحل يكمن في إعداة توزيع ثروات مصر بصورة عادلة، والتكافل؛ فإذا أدى الجميع زكواتهم لن نرى فقيراً أو جائعًا أو عاريًا في مصر، وتحقيق العدالة الاجتماعية. يذكر أن تقريرا رسميا صادرا عن الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، كشف عن ارتفاع عدد المرضى النفسيين المترددين على المستشفيات التابعة ل«الأمانة» خلال العام الماضي، مقارنة بالأعوام السابقة. وقال التقرير إن عدد المرضى الذين ترددوا على مستشفيات وزارة الصحة بلغ 516 ألف حالة فى العيادات النفسية، إضافة إلى 74 ألف مريض ترددوا على عيادات علاج الإدمان، فى 2016، لافتا إلى أن نسبة المراهقين (13- 18 سنة) فى مقدمة المترددين على العيادات النفسية بواقع 371 ألفا و775 مريضا، يليهم الأطفال حتى 12 عاما ب31 ألفا و249 مريضا، ثم البالغين بإجمالي 27 ألفا، وأخيرًا المسنون من 61 عامًا فأكثر بإجمالي 14 ألف مريض.