حين وصف دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه "رائع" وقال إنه "يؤيده تماما" خشي بعض المسؤولين في بروكسل من أن تكون هذه العبارة مزحة في ظل ما أبداه الرئيس الأمريكي من استخفاف بالتكتل. وتناقضت التصريحات التي أدلى بها ترامب في مقابلة مع رويترز في وقت متأخر أمس الخميس بشدة مع ما قاله الشهر الماضي حين وصف الاتحاد بأنه "أداة لألمانيا" ووصف انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه "أمر رائع" وقال إنه يجب أن تحذو مزيد من الدول حذو بريطانيا وتخرج من الاتحاد. سريعا عزا دبلوماسيون أوروبيون الفضل إلى مايك بنس نائب ترامب في إقناع الرئيس بمزايا الاتحاد بعد أن أقنعه هو نفسه مسؤولون كبار بالاتحاد الأوروبي اجتمع معهم في بروكسل في بداية الأسبوع. وقال مسؤولون إنه ليس واضحا ما إذا كانت سياسات ترامب ستتفق مع اللهجة المؤيدة للاتحاد الأوروبي التي تحدث بها بنس يوم الاثنين أم النبرة التي تبناها المخطط الاستراتيجي بالبيت الأبيض ستيف بانون الذي انعكس تشككه إزاء الاتحاد في تصريحات ترامب السابقة. وبينما كان بنس يستعد للسفر إلى أوروبا لطمأنة الحلفاء إلى أن ترامب يؤيد المعاهدة الدفاعية لحلف شمال الأطلسي ويريد التعاون معه فإن بانون قال لسفير ألمانيا الأسبوع الماضي إن واشنطن ستتعامل مع كل دولة على حدة وليس الاتحاد الأوروبي. وفي مقابلة مع رويترز عبر ترامب عن رسالة تصالحية. حين سئل عما إذا كان يؤيد الاتحاد الأوروبي بوصفه كيانا يحكم القارة أجاب "بالطبع... أنا أؤيد الاتحاد الأوروبي تماما. أعتقد أنه رائع." وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي "واحد لبنس وصفر لبانون في نهاية الربع الأول." وأضاف "هذه التصريحات تتعارض بوضوح مع ما كان يقوله بانون." وقال مسؤول كبير ثالث بالاتحاد في مجال السياسة الخارجية "بدأنا نرى بوادر براجماتية في واشنطن." ويشير دبلوماسي كبير إلى أن الاتحاد يرى الآن "بعض المردود" لما قام به من توضيح لمخاوفه لبنس من خطر التخلي عن عقود من التشجيع الأمريكي البناء لأوروبا على تشارك السيادة والموارد. لكن السؤال يظل: هل سيقول ترامب الشيء نفسه غدا؟" وعند سؤاله عن تصريحات ترامب الجديدة اكتفى متحدث باسم المفوضية الأوروبية بالقول إن الذراع التنفيذية للاتحاد قرأتها "باهتمام". وقال مسؤولون أوروبيون يوم الاثنين إنهم تأكدوا أن بنس تلقى رسالة قوية من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خلال اجتماعين منفصلين معهما فحواها أن الاتحاد مفيد للولايات المتحدة. وقال مسؤول بالاتحاد عن المحادثات مع توسك رئيس الوزراء البولندي السابق "من الواضح أن بنس فهم شيئا في الاجتماع." وأشار المسؤول إلى أن توسك تحدث بأسلوب أكثر مباشرة من المعتاد خلال المحادثات. وخلال مؤتمر صحفي وصف بنس "الاتحاد" مرارا بأنه شريك وهو ما يتناقض مع تصريحات سابقة عن زيارته الأوروبية ركز فيها على تعاون الولاياتالمتحدة مع "أوروبا".