حتى وقت قريب لم يكن يعرف الكثير منا عن ما يسمى بالألتراس لكن مع تداول هذا اللفظ كثيرا في وسائل الإعلام خاصة الرياضية ونتيجة لإشتراكة في عدد من الأحداث والقضايا جعل هناك نوع من الشغف للتعرف على الألتراس بشكل أكثر تفصيلا.الألتراس كلمة تطلق على مجموعة من المشجعين لفريق كرة قدم والمعروفين بانتمائهم وولائهم الشديد لهذا الفريق ويميلون لاستخدام الألعاب النارية (الشماريخ)والأسلوب العدائي في ترديد الهتافات الحماسية لتدعيم فريقهم كما يجب عليهم التنقل مع فريقهم في كل مكان بغض النظر عن مستوى الفريق ونتائجه.يتشكل الألتراس على هيئة مجموعات ولكل مجموعة قائدها ومكانها الخاص لتجتمع فيه حتى تتلقى القرارات وتتبادل الأفكار وسُبل تنظيم المجموعة من تنقلات وتمويل وإحضار اللافتات والأعلام التي تحمل أسماء ورموز المجموعة ولكل مجموعة شعار خاص بها على أفرادها إتقان هذا الشعار لأنة بمثابة بطاقة هوية للمشجع. وكى تكون احد إفراد الألتراس عليك الالتزام بأربع مبادئ 1- لا تتوقف عن الغناء والتشجيع طيلة المبارة مهما كانت النتيجة 2- يمنع الجلوس أثناء المبارة 3- حضور أكبر عدد ممكن من المباريات ذهاب وإياب 4- الاحتفاظ بولائك لمجموعتك وقائدها وعدم الانضمام لمجموعة آخري. بداية ظهور الألتراس كانت فى البرازيل عام 1940 ثم انتقلت الظاهرة لدول أوروبا تحديدا إيطاليا حيث قام مشجعي فريق الإنتر بتكوين أول ألتراس وبعدها الى أوكرانيا ويوغسلافيا سابقا . فى مصر ظهر الألتراس منذ سنوات قليلة وأصبح لكل فريق مجموعة من المشجعين يطلقون على أنفسهم ألترا وأشهرهم ألتراس أهلاوى ,إسمعلاوى,إتحادوى,مصرواى وألتراس وايت نايتس (ألتراس الزمالك) وغيرهم وكانت مهمتهم الوحيدة تشجيع الفريق وتدعيمه ورفع روحة المعنوية وإظهار الشكل الجمالي للملعب لكن تدريجيا أزداد نفوذ الألتراس وتوطدت علاقتهم بالفريق وإدارته فأصبح هناك مسئول عنهم يذهب الى النادي ليحصل على التذاكر بأرخص الأسعار كما يسمح للألتراس دخول الملعب فى وقت مبكر عن باقى الجماهير ويخصص لهم مدرجات بالإضافة لتخصيص أماكن داخل النادى حتى يحتفظوا بالأعلام والشعارات واللوحات وباقي متعلقاتهم .ثم أزداد نفوذ الالتراس فى الفترة الأخيرة ليحصلوا على مزيد من الصلاحيات فأصبح يتدخل فى سياسة النادي والاعتراض على المدربين واللاعبين ومراقبتهم داخل الملعب وخارجة كل هذه السلطات والصلاحيات والتسهيلات التى تقدم لشباب الالتراس جعل منهم قوة ينضم إليها الكثير من الشباب للفوز بهذه التسهيلات . هذه القوةالتى شعرت أنة لا يمكن السيطرة عليها وتستطيع إن تحقق كل ما تريده فرغم ما يصدر عنها من أفعال كإشعال الشماريخ وإحراق الملعب وإيقاف المبارة أو إلغائها بسببهم وإلقاء الألفاظ النابية على المشجعين والاعتداء عليهم وعلى الأمن وينتج عنها كوارث كحادثة بور سعيد التى راح ضحيتها أكثر من 70 مشجع كانت تقابل كل هذه الأفعال من قبل المسئولين ان ما يحدث ليس أكثر من تشجيع حماسي زائد وتركوا هذه الظاهرة تتفاقم حتى أصبح الالتراس ستارة يتوارى خلفها كل جرائم عالم الرياضة .بعد ثورة يناير 2011 أصبح للالتراس توجه سياسي وكان لهم دور محمود فى الثورة خاصة يوم جمعة الغضب 28 يناير كذلك المشاركة فى مليونية 9 سبتمبر التى انتهت باقتحام مقر السفارة الإسرائيلية وحماية اسر الشهداء يوم محاكمة مبارك لكن بجانب هذا الدور الإيجابي للالتراس لهم سلبيات تحولت الى بلطجة غير مقبولة فكل كوارث الملاعب هم المتهم الأول فيها أضف على ذلك الإحداث الأخيرة حيث إقتحم ألتراس أهلاوي مبنى إتحاد كرة القدم وقاموا بتدميره وإلقاء المولوتوف وسرقة عدد من الكؤوس والتذكارات التاريخية الموجودة فى المبنى كما تعدوا بالضرب والشتيمة على لاعبي النادي الاهلى ومدربيه بعد اقتحامهم النادي قبل حادث الجبلاية بيوم . أن اختزال الالتراس فى مجموعة من المشجعين يرافقون فريقهم ليشجعوه بحماس وعصبية أصبح شيء من السذاجة الغير مقبولة فالالتراس بات قوة سائبة يفعلون كل ما يحلى لهم فى هذة البلد ففي السياسة يتظاهرون ويهاجمون الأمن ويهددون كل من يقف أمامهم وفى الرياضة يشجعون ويهتفون ويحرقون ويدمرون ويقتلون فأصبح كل شى مباح عند الالتراس .فهم لاعهد لهم يشجعون فريق ويدافعون عنة بأرواحهم ثم يهاجموه ويتعدون على لاعبيه ومدربيه لذا فإن الالتراس هذه القوة السائبة والمنفلتة تريد من يحكمها ويسيطر على أفعالها ويراقب تحركاتها ويجب أن تقابل بكل حسم وحزم حتى لا تتحول لقوة منظمة أكثر تهورا وأشد عنفوانا تهلك البلد كما أهلكت الرياضة.