ترمب يوقع أمرا تنفيذيا لبناء جدار عازل على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك قدرت كلفة الجدار الحدودي العام الماضى بثمانية مليارات دولار أمريكى يمتد الجدار لمسافة 1600 كيلومتر من الحدود الأمريكيةالمكسيكية الممتدة بطول 3 آلاف و200 كيلومتر يعبر الحدود 350 مليون مسافر بشكل شرعي سنويا، وما بين 400 ألف و1.2 مليون غير شرعي اعتقلت السلطات الأمريكية 187.284 مهاجرا غير شرعي مكسيكي عام 2015 و227.371 آخرين من دول أمريكا الوسطى وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمرًا تنفيذيًا، امس الاربعاء ، بشأن بناء جدار عازل على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وذلك لتعزيز أمن الحدود مع المكسيك، وهو الوعد الأكثر رمزية إبان حملته الانتخابية. من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إن "بناء هذا الحاجز أكثر من مجرد وعد انتخابى. إنه خطوة أولى منطقية من أجل تأمين فعلى لحدودنا التى يسهل اختراقها هذا سيوقف تدفق المخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية إلى الولاياتالمتحدة". يأتي القرار قبيل اجتماع مرتقب بين الرئيس ترمب ونظيره المكسيكي، إنريكى بينيا نييتو فى 31 يناير الجارى فى واشنطن. ويبدأ العمل فى تشييد الجدار خلال الأشهر القليلة القادمة وقد قدرت كلفة الجدار الحدودي العام الماضى "بثمانية مليارات دولار على الأرجح" وسوف يتحمل دافعو الضرائب الأميركيون تكلفة بداية تشييد الجدار إلا أن الأموال الأميركية المستخدمة في بداية المشروع ستسددها المكسيك لاحقا "بنسبة 100%"، بطرق لم تحدد بعد، وهو ما يرفضه الرئيس المكسيكي. ويمتد الجدار العازل لمسافة 1600 كيلومتر من الحدود الأميركية المكسيكية الممتدة بطول 3 آلاف و200 كيلومتر وتعد الحدود الأميركية المكسيكية واحدة من أطول حدود بين دولتين في العالم، ما يجعل مراقبتها أمرا صعبا خصوصا مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين على الولاياتالمتحدة مدفوعين ب الحلم الأميركي. ويبلغ طول الحدود الأميركية المكسيكية 3145 كيلومترا، وتتخللها جبال وعرة، ونهرا كولورادو وريو غراندي، وتمتد غربا من مدينة تيخوانا بولاية باخا كاليفورنيا المكسيكية، ومدينة أمبريال بيتش بولاية كاليفورنيا الأميركية إلى ماتاموروس بولاية تاموليباس المكسيكية وبراونزفيل بولاية تكساس الأميركية شرقا. والولايات الأميركية الممتدة على طول تلك الحدود هى كاليفورنيا، وأريزونا ونيو مكسيكو وتكساس، وتضم الحدود الأميركية المكسيكية 42 معبرا حدوديا بين البلدين. وتبدأ رحلة المهاجرين غير الشرعيين عادة من القطارات المنطلقة مدينتي كواتزاكوالكوس وتونسكى المكسيكيتين على بعد خمسين كيلومترا من الحدود مع جواتيمالا لنقلهم إلى الحدود الأميركية. ويقع العديد من المهاجرين ضحية لعصابات المخدرات، التي تقوم بسرقة أموالهم ومطالبتهم بإتاوات لركوب القطارات، وتقوم أحيانا بخطفهم للحصول على فدية من أهاليهم، مما يضطر أغلبهم للسير على الأقدام إلى تلك الحدود، وهو ما يسهل القبض عليهم من قبل حرس الحدود الأميركيين. كما يتوجه عدد من المهاجرين إلى مدينة تيخوانا المكسيكية الحدودية مع ولاية كاليفورنيا، في محاولة للتسلل عبر الجدار الحديدي الذي شيدته السلطات الأميركية. ويواجه مواطنو أميركا الوسطى مهمة شاقة لبلوغ الحدود بين المكسيكوالولاياتالمتحدة، تبدأ بعبورهم الحدود بين جواتيمالا والمكسيك حيث خطر الموت غرقا في نهر سوشيات بولاية تشياباس المكسيكية الشمالية وسوء المعاملة على أيدي شرطة المكسيك. وفي مرحلة ثانية، يواجهون تحدي عبور الحدود بين المكسيكوالولاياتالمتحدة، من خلال انتظار اللحظة المناسبة للهروب من دوريات مراقبة الحدود الأميركية، ويساعدهم في ذلك مهربون يطلق عليهم لقب "الذئاب" يتلقون آلاف الدولارات من كل شخص للقيام بتلك المهمة. ويوصف هؤلاء المهربون بالقسوة، فعند شعورهم بمخاطر أمنية لا يترددون في التخلي عن المهاجرين الذين يكونون في الغالب محشورين بقاطرات أو شاحنات وسط صحراء شديدة الحرارة. وتشكل التضاريس الجبلية الوعرة أيضا -في جزء كبير من المنطقة الحدودية- مشكلة مزدوجة للشرطة والمهاجرين المتسللين حيث يواجه رجال الأمن مهمة صعبة في تنظيم دوريات بالوسائل التقليدية، ما دفعهم إلي استخدام الخيول للتمكن من السير في مناطق لا يمكن للسيارات الدخول إليها، ومع ذلك تظل هناك مساحات هائلة لا يمكن إحكام السيطرة عليها بنسبة كاملة. يعبر 350 مليون مسافر الحدود الأميركية المكسيكية بشكل شرعي سنويا، وما بين 400 ألف و1.2 مليون حالة هجرة غير شرعية سنويا من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة، تشمل ضبط أو إعادة أو رفض دخول من المعابر الشرعية لتلك الحدود لحوالي 2500 شخص يوميا. وخصصت السلطات الأميركية إمكانيات هائلة لتأمين حدودها الجنوبية من خلال إنفاقها 3.5 مليارات دولار، ونشر 17 ألف عنصر أمن من حرس الحدود يجوبون المناطق الحدودية مدعمين بدوريات سيارات ومروحيات وصور الأقمار الاصطناعية ويساعد هؤلاء متطوعون أميركيون، خصوصا من المتقاعدين، الذين يعتبرون أن الهجرة غير الشرعية تضر بالاقتصاد الأميركي والأمن الداخلي بسبب تزايد أعداد عصابات السرقة وتجارة المخدرات والأسلحة. وشرعت الحكومة الأميركية -بعد مصادقة مجلس الشيوخ عام 2006- في تشييد سور على كامل الحدود تنتشر في محيطه أسلاك، ووضعت حوله آلاف الكاميرات وأجهزة الرؤية الليلية والاستشعار. واعتقلت السلطات الأميركية 187.284 مهاجرا غير شرعي مكسيكي عام 2015 بالإإضافة إلى 371.227 آخرين من دول أميركا الوسطى الثلاث المعروفة ب"المثلث الشمالي" وهي السلفادور وهندوراس وجواتيمالا، واكتشفت منذ عام 2006 عددا من الأنفاق في منطقة الحدود تستخدم في تهريب المخدرات. ويبلغ حجم التجارة بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك عبر الحدود البرية فقط مليون دولار كل دقيقة اى اكثر من 1450 مليون دولار يوميا حوالى 550 مليار دولار سنويا. ويعتمد الاقتصاد المكسيكى بشكل قوي على السوق الأمريكي، إذ إن المكسيك تبيع 80% من صادراتها إلى أمريكا، ويبلغ حجم التجارة بين البلدين أكثر من 500 مليار دولار. وتتم عملية الإنتقال السرية من خلال شبكات ومنظمات محلية أو عالمية الى داخل الولاياتالمتحدة عبر الحدود وبكلفة باهظة قد تبلغ 10 آلاف دولار عن الشخص الواحد. وتقدر الولاياتالمتحدة اليوم عدد المهاجرين غير الشرعيين فيها بحوالى 12 مليون شخص بينهم نحو 6.2 مليون مكسيكي.