أكد الدكتور حسام بدراوي رئيس مؤسسة النيل بدراوي للتعليم والتنمية، أن "الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا لا يمكن حلها وتخطيها بنفس طريقة التفكير التي نشأت بها هذه المشاكل". وقال "بدراوي"، خلال مؤتمر مستقبل التعليم في مصر المنعقد بأحد الفنادق، إن "التعليم مر بمراحل تقدم كثيرة، حيث تم استخدام القلم والكتاب ثم الكاميرا والصورة والحاسب الآلي وشرائح الذاكرة"، مؤكدا أن "كل شئ تغير إلا شكل المدرسة". وأوضح أن "هناك 3 سيناريوهات قد يمر بها التعليم في مصر، فإما أن يظل الحال على ما هو عليه، أو السيناريو الثاني المتمثل في أن يتم التطوير بجدية تحت مظلة واضحة تلتزم بها كافة الحكومات المتتالية، وهو ما نسير عليه منذ سنوات، أما السيناريو الثالث فهو أن يكون هناك إبداع في وضع سياسات التعليم بشكل غير مسبوق". وقال بدراوي إن "مشكلة مصر أنها اختارت السيناريو الثاني منذ سنوات وهو ان يتم الاكتفاء بتطوير الوضع القائم دون إبداع". وأشار إلى أن "هناك 2 مليون موظف في وزارة التعليم وأكثر من مليون معلم في مصر، ومع ذلك هناك مدارس فيها عجز في المعلمين بسبب سوء التوزيع". وأوضح بدراوي أن "المعلم هو السقف الخاص بتحسين حال التعليم في مصر"، مشيرا إلى أنه لا بد من الاهتمام بتدريب جميع المعلمين في مصر على طرق و مهارات التدريس الجديدة، وأضاف قائلا: إنه لابد من تنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات لدى طلاب المدارس، مؤكدا أنه لابد لتطوير التعليم أن يتم النظر للتعليم نظرة فوقية ليتم رؤية الصورة كاملة وربط كافة أجزاءها. وقال إن "المجتمع لا يثق في القائمين على العملية التعليمية في مصر"، مؤكدا أنه "لابد أن يكون هناك سياسة وطنية معلنة لتطوير التعليم، ولابد من إلغاء الربط بين الشهادة و العملية التعليمية ، فلابد ان يتم التعامل مع التعليم على أنه يخلق الإنسان السوي وليس مجرد وسيلة للحصول على الشهادة، وكل هذا لا يمكن أن يتم تنفيذه مركزيا، بل لابد أن يكون كل مدير مديرية في كل محافظة هو وزير تعليم في محافظته في اطار قواعد عامة تضعها وزارة التعليم". وأوضح بدراوي أنه "لا بد من تطوير التعليم في المدارس على مراحل بتأني وتخطيط جيد"، لافتًا إلى أنه "لا بد أن تكون الميزانية الخاصة بالصرف على خطط التعليم جاهزة، ولابد أن يكون محدد لكل خطة مسئولا ينفذها في زمن محدد مع تحديد كيفية مراقبته ومحاسبته".
