طالب المشاركون فى ورشة التعليم والبحث العلمى من مختلف المحافظات خاصة المحافظات الحدودية والمناطق النائية بالاهتمام بقضايا التعليم والبحث العلمي، مؤكدين أنه الأساس فى تقدم أى أمة. كما طالب ممثلو شباب محافظة مطروح بالاهتمام بفئة رياض الأطفال واشتكوا من قلة عدد المدرسين وسوء أحوال المبانى المدرسية والكثافة الطلابية العالية داخل الفصول، ورددوا جملة «اهتموا بالمعلم حتى يعطى جهده لخدمة الطلاب، وفروا له حياة معيشية تليق به من مسكن وغيره حتى يستمر معنا دون مغادرتنا»، مضيفين أن غالبية المدارس فى الصحراء والطلاب يعانون معاناة كبيرة فى الوصول إلى مدارسهم. اما ممثلو شباب محافظة جنوبسيناء، فأشاروا الى ان مدارس التعدين يتخرج منها سنويا عدد كبير من الطلاب ولا يجدون عملا، مطالبين بسرعة التنسيق بين وزارة البترول ومدارس التعدين للاستفادة من هؤلاء وحل ازمة البطالة. اما طلاب وشباب محافظة المنيا فناشدوا وزير التعليم العالى السماح لمدربى التنمية البشرية بدخول الجامعات وتدريب الطلبة حيث يتم منع دخولهم نهائيا، وأكدوا أنه لابد من تعديل وتطوير التعليم من خلال منظومة التعليم بجوانبها الأربعة بالتوازي، مطالبين بمشاركة منظمات المجتمع المدنى فى حل قضايا وتطوير التعليم، معربين عن حزنهم من ان مشاكل التعليم وقضاياه تنقل وتعرض دون وجود حل. وأشاروا إلى أن دور الدولة فى تطوير التعليم امر أساسي، حيث تلعب دور المنسق بين الجهات المختلفة سواء المعلمون والمناهج. وأكد الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى أن منظومة التعليم مكونة من أربعة اتجاهات هى الطالب والمعلم والمناهج وطرق التدريس، والاهتمام بكل هذه الجوانب سيساعد فى حل مشاكل قضايا التعليم المتعددة، مشيرا الى ان المعلم هو الخطوة الاولى والأساسية فى اصلاح هذه المنظومة ولابد من تأهيله والاهتمام به. وأوضح الوزير أن الكثافة فى الفصول عالية ولكنها ليست السبب الأساسى فى مشاكل التعليم كما يرى البعض، فهناك أسباب عديدة اخرى ولا يوجد دولة فى العالم راضية عن طرق تعاليمها ومناهجها بنسبة 100 %، مضيفا انه للأسف التعليم فى مصر لا يدفع الطالب الى تخرجه فى المستقبل معلما جيدا. وقال: لو تمت مقارنة مناهج مصر مع الدول المتقدمة سنجد اننا بحاجة الى تعديل المناهج بنسبة 30%، مؤكدا اننا نعلم الطلاب بطريقة خاطئة، ونخرج متطرفين أحيانا من المدارس بسبب عدم تنمية طريقة التفكير، ولابد من النهوض بالمستوى الفكرى للطالب ونجعله يعتمد على تفكيره اكثر من السمع فقط والحفظ فبهذا نعد معلمين جيدين للمستقبل. وأشار الوزير الى ان طريقة التعليم فى مصر مازالت تقليدية ولابد من تغييرها من اجل ان تخاطب فكر الطالب وتنمى قدراته على الابداع، ولو قمنا بهذا سنجد الطالب فيما بعد يطور نفسه بنفسه. من جانبه اكد الدكتور أحمد الجيوشى نائب وزير التربية والتعليم ان مشاكل التعليم عديدة، موضحا انه لابد من إعادة النظر فى الهدف وان نفرق بين الحلم وبين طريقة تحقيقه، مضيفا ان من مشاكل التعليم ان هناك جزءا اقتصاديا فمن يصرف على التعليم ويتحمل تكاليفه وخاصة التعليم المجاني، بالإضافة الى قلة الموارد وغيره. وأشار إلى أن غالبية الناس حولت التعليم من هدف الى مجرد شهادة توضع على الحائط، موضحا ان علينا ان نربط الطموحات بالامكانات وننظر للواقع كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحتاج إلى التحول من مرحلة الحفظ الى الابتكار والابداع والتفكير. وأكد أنه مثلما توجد مدارس سيئة هناك فى المقابل مدارس شديدة التميز، ولكى نعالج مشاكل التعليم علينا النظر أولا الى ما نحصل عليه من أموال من اجل تطويره وننظر الى كيفية تطويره، مشيرا الى ان هناك من يعمل فى منظومة التعليم وسط ظروف صعبة من اجل تحسين مستوى التعليم. وشدد نائب الوزير على أهمية دراسة التنمية البشرية وتدريب الطلبة على الابداع، مطالبا أيضا بأن نحول مدارس التعليم الفنى الى مدارس منتجة. وقال: علينا البدء فى نظام تعليمى يهتم بطموحات الطالب والمعلم ولكن هذا الامر يستغرق بعض الوقت ولذلك علينا الصبر حتى نجد النتائج المرجوة. ومن جانبها، أكدت الدكتورة مرفت الديب منسق المجلس الرئاسى لعلماء مصر ان المنهج الدراسى ليس كتابا فقط فلابد للطالب ان يكتسب طرق التعلم المختلفة، مشيرة الى انه لكى نعالج القضايا التعليمية لابد ان نضع نصب اعيننا المعلم فهو العنصر الأساسى فى التطوير.