أكد سيد أبو زيد سفير مصر السابق لدى لبنان أن زيارة الرئيس اللبنانى ميشال عون لعدد من الدول العربية، والتى بدأها بالمملكة العربية السعودية وبعدها قطر وقد تكون فيما بعد مصر هامة للغاية لطي صفحة من الخلافات، التى نشبت بين لبنان وعدد من الدول العربية بسبب الحرب فى سوريا. وأوضح أبو زيد فى تصريحات ل"صدى البلد" أن موقف لبنان وتحديدا حزب الله ما يحدث فى سوريا ودور المملكة العربية السعودية فى الحرب الدائرة هناك خلق فجوة بين لبنان وعدد من دول الخليج ناهيك عن خلو منصب رئيس الجمهورية اللبنانية الذى ظل شاغرا لمدة عامين ونصف العام إلى أن تم انتخاب عون. وأكد أبو زيد، أن بلاد الأرز استطاعت ترتيب البيت الداخلي بانتخاب عون رئيسا وتعين سعد الحريري رئيسا للوزراء وتشكيل الحكومة وكان لابد من إعادة العلاقات لنصابها مع البيت الكبير وهو الدول العربية فجاءت زيارة عون للملكة، لافتا إلى أن القاهرةوالرياض بوابة اى دولة عربية لتجاوز خلافاتها. وشدد سفير مصر السابق لدى لبنان على أن المملكة العربية السعودية تريد أيضا استعادة دورها فى لبنان وعودة التوازن فى العلاقات عقب تنامى الدور الإيراني داخل البلد العربي، بالإضافة إلى أن لبنان تريد عودة الاستثمارات السعودية ووقف اقتطاع جزء من المعونة العسكرية وهذا ماظهر فى اصطحاب عون عدد من الوزراء المعنيين بهذا الشأن. وكان العاهل السعودى سلمان بن عبد العزيز عقد فى قصر اليمامة بالرياض، الثلاثاء جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس اللبناني ميشال عون تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها فى مختلف المجالات، كما استعرضت تطورات الأحداث فى الساحتين العربية والدولية. ووصل عون السعودية، الاثنين فى أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للبنان، في أكتوبر الماضى على أمل تخفيف التوتر بين الرياض وطهران، علما أن جولته الخارجية تشمل أيضا قطر وإيران. وكانت السعودية ألغت في فبراير الماضى حزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني، كما نصحت رعاياها بعدم زيارة لبنان، الذي يعتمد بشدة على السياحة. وهددت تلك التوترات مصير حوالى 750 ألف لبناني يعيشون ويعملون في السعودية ودول الخليج الأخرى ويحولون إلى ذويهم فى لبنان ما بين سبعة وثمانية مليارات دولار فى السنة. وشهدت التوترات انخفاضا بعد انتخاب عون رئيس للبنان، في اتفاق شهد اختيار سعد الحريري رئيسا للوزراء، علما أن الأخير وصف زيارة عون للرياض ب "خطوة مهمة" نحو تطبيع علاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج.