أكد الأهلي أنه فرس الرهان الأول في بطولة الدوري المصري لكرة القدم هذا الموسم، بعدما تربع على الصدارة عقب انتهاء جولة الذهاب للمسابقة. وتوج الأهلي (حامل اللقب) بطلا للدور الأول بعدما غرد وحيدا في القمة برصيد 45 نقطة، بفارق خمس نقاط أمام أقرب ملاحقيه مصر المقاصة، الحصان الأسود للبطولة، الذي مازال يمتلك مباراة مؤجلة غاية في الصعوبة أمام الزمالك، صاحب المركز الثالث برصيد 34 نقطة، الذي لديه لقاء آخر مؤجل أمام طلائع الجيش. ورغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالأهلي قبل انطلاق البطولة مباشرة، والتي تمثلت في الخروج المبكر من مرحلة المجموعتين ببطولة دوري أبطال أفريقيا واستقالة المدرب الهولندي مارتن يول وتعيين المحلي حسام البدري خلفا له في ولايته الثالثة للفريق، فضلا عن رحيل المحترف الجابوني ماليك إيفونا واللاعب الشاب رمضان صبحي اللذين لعبا دورا مهما في استعادة الفريق لقب الدوري الموسم الماضي، إلا أن المارد الأحمر نجح في اجتياز كل تلك العقبات بامتياز خلال النصف الأول من الموسم الحالي. وكشر الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (38 لقبا)، عن أنيابه لبقية منافسيه في البطولة بعدما حقق أكبر عدد من الانتصارات (14 فوزا) مقابل ثلاثة تعادلات فقط، علما بأنه الفريق الوحيد في البطولة الذي ظل محافظا على سجله خاليا من الهزائم طوال جولة الذهاب. وحقق الأهلي أعلى رصيد له من النقاط خلال أول 17 مباراة له في المسابقة منذ تسعة مواسم، ليستعيد الكثير من بريقه الذي فقده خلال السنوات الماضية، ويعيد إلى الأذهان الحقبة التي قضاها تحت قيادة الساحر البرتغالي مانويل جوزيه حينما كان الفريق يحسم بطولته المفضلة قبل انتهائها بفترة طويلة. وارتفع مستوى الأهلي كثيرا خلال هذا الموسم، لاسيما خط دفاعه الذي لم يستقبل سوى أربعة أهداف فقط، وهو ما لم يحدث منذ موسم 2005 - 2006، في ظل المستوى اللافت الذي قدمه قلبا الدفاع سعد الدين سمير ومحمد نجيب اللذين نجحا في تعويض غياب المدافعين الأساسيين رامي ربيعة وأحمد حجازي بسبب الإصابة. وظهر حارس المرمى شريف إكرامي بشكل جيد للغاية بعدما حافظ على نظافة شباكه في 13 مباراة، ليمحو الصورة الباهتة التي بدا عليها خلال الفترة الماضية، فيما واصل الثنائي عبد الله السعيد ومؤمن زكريا ممارسة هوايتهما في هز الشباك بعدما تقاسما صدارة هدافي الفريق في البطولة برصيد ستة أهداف لكل منهما، كما نجح النيجيري جونيو أجايي، الوافد الجديد، في تقديم أوراق اعتماده لدى جماهير الأهلي بعدما أحرز خمسة أهداف حتى الآن كان آخرها في مرمى الغريم التقليدي الزمالك. في المقابل، دفع الزمالك ثمن رحيل مجموعة من نجومه البارزين خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية مثل عمر جابر ومحمود عبد المنعم (كهربا) ومحمد كوفي وأحمد حمودي وحازم إمام، بالإضافة لغياب عدد من عناصره الأساسية عن معظم المباريات بسبب الإصابة مثل مصطفى فتحي ومحمد إبراهيم، ليفقد الفريق 11 نقطة خلال 15 مباراة خاضها حتى الآن. ولم تفلح الصفقات الجديدة التي أبرمها الزمالك مطلع الموسم الجاري في تعويض تلك الغيابات، خاصة في خط الهجوم الذي عاني من المشاكل، ليكتفي الفريق بتسجيل 19 هدفا فقط. ويتصدر باسم مرسي قائمة هدافي الزمالك برصيد أربعة أهداف، يليه محمود عبد الرازق (شيكابالا) الذي أحرز ثلاثة أهداف، ثم أحمد رفعت وإبراهيم صلاح (هدفين)، فيما اكتفى النيجيري ستانلي أوهاويتشي، المعار من وادي دجلة مقابل 900 ألف دولار، بتسجيل هدف وحيد. وعلى النقيض تماما، ظهر خط دفاع الزمالك على أفضل ما يكون، حيث لم تهتز شباكه سوى بأربعة أهداف فقط، بفضل تألق قلبي الدفاع علي جبر ومحمود حمدي، ومن خلفهما الحارسان أحمد الشناوي ومحمود عبد الرحيم (جنش) ليتقاسم لقب أفضل خط دفاع مع الأهلي حتى الآن. ومازالت الفرصة مواتية أمام الزمالك، الذي يمتلك 12 لقبا في البطولة، للدخول بقوة في صراع المنافسة على الصدارة حال فوزه في مباراتيه المؤجلتين، حيث سيتقلص الفارق مع الأهلي حينها إلى خمس نقاط فقط. ويسعى الزمالك خلال الفترة المقبلة لإنهاء حالة الغموض التي تحيط بمستقبل الثلاثي باسم مرسي والمدافع أحمد دويدار والمحترف النيجيري معروف يوسف، في ظل رغبة إدارة النادي في تجديد عقودهم التي ستنتهي بنهاية الموسم الجاري. من جانبه، أكد فريق مصر المقاصة قدرته على مقارعة الكبار بعدما أنهى جولة الذهاب وفي جعبته 40 نقطة ليحتل المركز الثاني في ترتيب المسابقة عن جدارة واستحقاق، محققا أعلى رصيد من النقاط خلال دور واحد طوال مسيرته القصيرة في المسابقة التي تمتد لستة مواسم فقط. وحقق المقاصة، الذي حصل على المركز التاسع الموسم الماضي برصيد 47 نقطة، طفرة هائلة هذا الموسم تحت قيادة مدربه الشاب إيهاب جلال، بعدما حقق 13 انتصارا مقابل تعادل وحيد (الأقل تعادلا في البطولة مع المصري) وخسارتين. ويمتلك الفريق، الذي ينتمي إلى محافظة الفيوم، أقوى خط هجوم في البطولة حتى الآن برصيد 31 هدفا، كما يعد ثالث أقوى خط دفاع بعد الأهلي والزمالك، حيث منيت شباكه ب11 هدفا. وتمثلت خطورة المقاصة في الثنائي أحمد الشيخ، الذي عاد للفريق مرة أخرى على سبيل الإعارة قادما من الأهلي، والغاني نانا بوكو، الذي سيفتقده المقاصة خلال النصف الثاني من الموسم بعدما انتقل إلى صفوف الشباب الإماراتي خلال فترة الانتقالات الشتوية. ويتقاسم الشيخ وبوكو صدارة هدافي البطولة حاليا برصيد تسعة أهداف لكل منهما، أي أنهما أحرزا بمفردهما أكثر من نصف أهداف المقاصة حتى الآن، فيما سجل أحمد عبد الظاهر وبولان فوافي، لاعبا الفريق، أربعة أهداف لكل منهما. من ناحيته، يواصل المصري عروضه القوية في البطولة للموسم الثاني على التوالي بقيادة مديره الفني حسام حسن، حيث يحتل الفريق المركز الرابع برصيد 34 نقطة، بفارق الأهداف خلف الزمالك. وحصد الفريق البورسعيدي 11 فوزا حتى الآن، وهو ثالث أكبر عدد من الانتصارات في البطولة، مقابل خمس هزائم وتعادل وحيد، حيث يأمل في مواصلة التواجد بالمربع الذهبي من أجل انتزاع أحد المقاعد المؤهلة للبطولات القارية في الموسم المقبل. ويضم المصري عددا كبيرا من اللاعبين الأكفاء مثل المهاجم أحمد جمعة، هداف الفريق برصيد سبعة أهداف، وأحمد كابوريا، صاحب الأهداف الخمسة، بالإضافة إلى أحمد شكري وأحمد شرويدة ومحمد حمدي وفريد شوقي والإيفواري هيرمان كواو. وشهدت باقي الفرق الأخرى تباينا في نتائجها مثل أندية سموحة وطلائع الجيش وبتروجت، التي احتلت المراكز من الخامس إلى السابع، فبعد انطلاقتها القوية في المسابقة، إلا أن مستواها سرعان ما تراجع، لتبتعد عن مراكز المقدمة تدريجيا. وتنعم أندية المقاولون العرب ووادي دجلة والاتحاد السكندري بالتواجد في المنطقة الدافئة بوسط الجدول، فيما واصل الإسماعيلي، الأكثر تعادلا في المسابقة برصيد عشرة تعادلات، وإنبي ظهورهما الباهت في البطولة للموسم الثاني على التوالي، ليحتلا المركزين التاسع والثاني عشر على الترتيب. ويعاني الإنتاج الحربي، الذي احتل المركز السابع الموسم الماضي، من تراجع حاد في نتائجه، حيث يقبع في المركز الثالث عشر حاليا، فيما يشهد صراع الهروب من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية صراعا خماسيا، يبدأ من طنطا، صاحب المركز الرابع عشر برصيد 15 نقطة، حتى الشرقية متذيل الترتيب برصيد ثماني نقاط، مرورا بأندية الداخلية وأسوان والنصر للتعدين.