انخفاض أسعار الذهب اليوم الجمعة في مصر وسوق الصاغة    محافظ المنوفية يطالب بمتابعة دورية لمنافذ بيع السلع الغذائية واللحوم    فصل التيار الكهربائي عن 9 مناطق وقرى ببيلا في كفر الشيخ غداً للصيانة    وزارة الصحة الفلسطينية: لا أدوية لإنقاذ الجرحى في مستشفى كمال عدوان    خالد البلشي: العدوان على الصحفيين في لبنان جريمة حرب لا بد من وقفها    بوتين: روسيا وكوريا الشمالية تعملان على تطوير العلاقات في جميع المجالات    جهاد جريشة: إلغاء هدف الزمالك أمام الأهلي قرار صحيح.. ولاعب الأحمر يستحق الطرد    ضبط تشكيل عصابي تخصص في تزوير المحررات الرسمية بالبحيرة    ضبط 7900 قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    بعد ظهورها الجرىء..إطلالات ل إنجي علي أثارت الجدل في مهرجان الجونة (تقرير)    وفاة شقيقة راغب علامة بسبب أزمة قلبية حادة.. لماذا لم يودّعها؟    توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس الصحي المصري وهيئة الرقابة الصحية    وزيرة التخطيط والتعاون توقّع مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على تجديد البرنامج القُطري حتى 2025    كيف أكدت كلمة الرئيس أهمية تعزيز الاستثمارات النسبية لدول بريكس    ضبط المتهمين باحتجاز شخص وإجباره على توقيع «وصل أمانة»    خلال 24 ساعة.. تحرير 617 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    ميناء دمياط يستقبل 38 سفينة حاويات وبضائع عامة    أخبار الأهلي : أزمة تضرب الأهلي قبل مواجهة العين الإماراتي    مصر ملتزمة باستمرار إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة رغم التعنت الإسرائيلي    "ليست ترتيبه".. حتحوت يكشف تفاصيل إهدار شيكابالا لركلة الترجيح ضد الأهلي    بعد قليل.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد بدر بالسويس    الدورة ال32 لمهرجان الموسيقى العربية بوابة رسائل ودعم النجوم لفلسطين ولبنان    وزير الصحة يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس الصحي المصري و«الرقابة والاعتماد»    أبوبكر الديب يكتب: مع اقتراب 2025.. هل يهدد الخطر اقتصاد العالم ؟    وزير الإسكان: 4 نوفمبر.. بدء تسليم قطع أراضي الإسكان المتوسط بالمنيا الجديدة    مسؤول سابق: علاقات الاتحاد الأوروبي بإسرائيل تخضع للتدقيق في المستقبل    قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة شرق القدس المحتلة    إعادة محاكمة متهم بأحداث عنف الزيتون| غدا    حبس المتهم بإشعال النيران بمخزن والده لطرده من المنزل في الشرقية    10 قتلى من ضباط وجنود الاحتلال خلال 24 ساعة في جنوب لبنان    وزيرة التنمية المحلية تتابع مع المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية التحضيرات الجارية للمنتدى الحضري العالمي    «منها 13 جديدًا أو إحلالًا».. الأوقاف تفتتح 23 مسجدًا    قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تنظم عددًا من الأنشطة والفعاليات    وفاة والدة الفنان أحمد عصام.. موعد ومكان الجنازة    محافظ أسيوط يشهد انطلاق مؤتمر اليوم الواحد الأدبي تحديات الأدب في عصر الرقمنة    كيفية غسل الميت للرجال والنساء.. اعرف الطريقة الشرعية    وصول أبطال كأس السوبر المصري إلى القاهرة عبر مصر للطيران    رئيس جامعة القاهرة يستعرض تقرير القافلة التنموية الشاملة بكفر طهرمس    هيئة الدواء: ضخ 47 مليون عبوة دواء من المضادات الحيوية وعلاج الضغط بالصيدليات    بحضور شيخ الأزهر .. بروتوكول تعاون بين «الرعاية الصحية» وبيت الزكاة والصدقات لعلاج المرضى غير القادرين    «الإفتاء» توضح عدد ركعات سنن الجمعة وحكم الصلاة دون أدائها (فيديو)    أمطار رعدية وسيول.. الأرصاد السعودية تطلق تحذيرا عاجلا من طقس اليوم    محافظ أسيوط يكرم الفائزين بالمسابقات العلمية الدولية ويطلب تنظيم مسابقة لأوائل الطلاب    الآلاف يحتفلون بالليلة الختامية لمولد إبراهيم الدسوقي| فيديو    ميدو: شيكابالا قائد بمعنى الكلمة..ولم يسعى لأخذ اللقطة    مواعيد تشغيل مترو الأنفاق في التوقيت الشتوي    "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".. موضوع خطبة الجمعة بمساجد الأوقاف اليوم    قوات الدفاع الشعبي والعسكري بالغربية تنظم عدداً من الأنشطة والفعاليات    بعثة الأهلي تصل إلى القاهرة بعد التتويج بالسوبر المصري    حمادة هلال ينعى والدة أحمد عصام    إدارة نوادي وفنادق القوات المسلحة تفتتح نادى النيل بعد انتهاء أعمال تطويره    أيهما أفضل أداء تحية المسجد والإمام يخطب أم الجلوس والاستماع؟.. لجنة الفتوى توضح    سوليفان: واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في طهران    طريقة عمل الكيكة السريعة، لفطار مميز وبأقل التكاليف    محمد صلاح: الزمالك قدم مباراة قوية رغم الظروف.. وجوميز أخطأ في التشكيل منذ البداية    ارقصوا على قبري.. سعاد صالح توجه رسالة نارية لفنان شهير    رد فعل شيكابالا عقب إهدار ركلة الجزاء في مباراة الأهلي والزمالك    مي فاروق تختتم مهرجان الموسيقى العربية بأغنية "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزهر في «2016».. إطلاق استراتيجية للإصلاح والتجديد.. قوافل دعوية في العالم.. مساعدة متضرري السيول ب«14 مليون جنيه».. وتوزيع الزكاة على 750 ألف فقير.. ووأد الفتنة في الصعيد
نشر في صدى البلد يوم 29 - 12 - 2016


* كشف حساب الأزهر في «2016»:
* تطوير التعليم الأزهري وتشجيع البحث العلمي
* حراك فكري وثقافي بمدينة البعوث الإسلامية والجامع الأزهر وأروقته
* نشاط مكثف وزيارات رسمية لمرصد الأزهر لمواجهة الفكر المتطرف
* مساعٍ علمية جادة لتجديد الخطاب الديني ليواكب مقتضيات العصر
* اهتمام كبير بقضايا الشباب لترسيخ فكرة الحوار المجتمعي
* أنشطة مكثفة لبيت العائلة ولجنة المصالحات لوأد الفتن وتحقيق السلام المجتمعي
* جولات ناجحة للإمام الأكبر لمواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة التعايش والسلام
حرص الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، منذ بداية عام 2016، على أن يكون هذا العام هو عام العمل والإصرار والعزيمة وإنكار الذات، والتطوير الشامل والحفاظ على وسطية الأزهر وتجديد الخطاب الديني ومواجهة التحديات داخليًّا وخارجيًّا، وتبنى الأزهر هذه الأفكار مُقدِّمًا العديد من الجهود والإنجازات الملموسة التي تابع العالم كله نتائجها من تطوير للمناهج التعليمية، ومواجهة للإرهاب والفكر المتطرف، ومخاطبة للعالم الخارجي من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، وأدوات الأزهر الإعلامية وقوافله الدعوية والإنسانية، وجولات فضيلة الإمام الأكبر الخارجية.
ويرصد «صدى البلد» أبرز ما قدمه الأزهر، مع التأكيد على أن هذا هو جانب من جوانب الجهود والإنجازات الكبيرة التي حققها الأزهر في 2016 محليًا وإقليميًا وعالميًا من خلال قطاعاته المختلفة، والتي من الصعب حصرها في تقرير واحد، فالأزهر الشريف الذي يتعدى تاريخه الألف وستين عاما، يقود الأمة بمنهجه القويم الذي يقوم على الوسطية والاعتدال ونشر التعايش والسلام في جميع ربوع العالم.
إنجازات الأزهر الداخلية
طرحَ الأزهر الشريف خلال العام 2016، استراتيجية شاملة للتطوير والإصلاح وتجديد الخطاب الديني، وأول ما حرصت عليه الاستراتيجية هو تطوير جميع المناهج الدراسية في التعليم قبل الجامعي، وتحقيق انطلاقة قوية على صفحات التواصل الاجتماعي تستهدف الملايين حول العالم، وإطلاق عدة برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأوَّل مرة خلال شهر رمضان الماضي، كان على رأسها برنامج "الإمام الطيب" للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ ليناقش عددًا من القضايا الحياتية والفكرية، بالإضافة إلى عدة برامج لشباب دعاة الأزهر الشريف.
واستهدفت استراتيجية الأزهر تطوير آليَّة العمل بالمركز الإعلامي للأزهر، وبوابة الأزهر الإلكترونية، وإطلاق مركز الأزهر للرصد والفتوى الإلكترونية (أون لاين) بلغات عدة؛ للإسهام في القضاء على فوضى الفتاوى، وغيرها من مجالات التطوير لقطاعات الأزهر الشريف المختلفة.
تطوير التعليم الأزهري
واصل الأزهر الشريف جهود تطوير وإصلاح التعليم ما قبل الجامعي، وشهد عام 2016م صحوة تعليمية أزهرية في كثير من المجالات، حيث نجح الأزهر الشريف في ضبط العملية التعليمة والقضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات، ومنع محاولات الغش تمامًا، كما انتهت اللجان المشكلة من تطوير جميع مناهج التعليم قبل الجامعي وتنقيح المناهج التعليمية، كما شمل التطوير التوسع في البنية التحتية التعليمية، وتوقيع عدد من البروتوكولات لضمان الجودة والتنمية المهنية.
وأمر الإمام الأكبر بتدريس مادة الثقافة الإسلامية التي تعالج القضايا المعاصرة وتصحح المفاهيم المغلوطة، كما توسع الأزهر في افتتاح فصول رياض الأطفال بالمعاهد الأزهرية النموذجية والعادية، واعتبار هذه المرحلة مرحلة أساسية في التعليم الابتدائي.
واستمر الأزهر بقيادة الإمام الأكبر في تطوير منظومة الطلاب الوافدين والارتقاء بهم، واستحدث الأزهر لجنة تطوير منظومة الوافدين، لإدارة وتطوير منظومة العمل المعنية بالطلاب الوافدين، لحل مشاكلهم والاستماع إلى مطالبهم، والتأكد من التزام جميع طلابه بوسطية المنهج الأزهري.
ووضع الإمام الأكبر وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية للوافدين الدارسين بالأزهر، لخدمة 40 ألف وافد يدرسون بالأزهر الشريف.
حراك فكري وثقافي
شهد الجامع الأزهر ومدينة البعوث الإسلامية خلال العام حراكًا فكريًا وثقافيًا؛ وتم تدشين عدد من الندوات والبرامج التعليمية والمسابقات الأدبية والثقافية والدينية لإعداد طلاب الأزهر وافدين ومصريين ليكونوا سفراء للوسطية والسلام يحملون المنهج الأزهري المعتدل، كما تم عقد تعاون مستمر ومثمر بين مدينة البعوث واللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر؛ لتدريب الأئمة الوافدين على أحدث أساليب الدعوة الإسلامية، كما افتتح الرواق الأزهري فرعا له في التجمع الخامس وآخر في محافظة دمياط، ونظم العديد من المجالس العلمية لكبار العلماء، والمسابقات في حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
نشاط مكثف وزيارات رسمية لمرصد الأزهر
أطلق مرصد الأوهر باللغات الأجنبية حملتين توعويتين تحت عنوان "يدّعون ونصحح" و"مفهوم الجهاد في الإسلام"، لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد ما تستند عليه جماعات التطرف والإرهاب، كما شارك المرصد في العديد من المؤتمرات والفعاليات، كان من بينها الملتقى الدولي الأول للشباب المسيحي والمسلم، والمؤتمر الوطني الأول للشباب، بمدينة شرم الشيخ تحت شعار "أبدع.. انطلق"، والمؤتمر الدولي لوقاية الشباب من التطرف والإرهاب، في مقاطعة "كيبك" بكندا، واختتمها بمؤتمر التنوع الديني "التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي في المنطقة العربية" في العاصمة الأردنية عمان.
وزار المرصد الرئيس توني تان، رئيس جمهورية سنغافورة، وجيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، وفولكر كاودر، زعيم الأغلبية البرلمانية بالبوندستاج الألماني، والشيخة لبنى القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح الإماراتية، وغيرهم الكثير الذين أشادوا بدور المرصد في مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب في العالم أجمع.
تجديد الخطاب الديني
طرَق الأزهر الشريف أبواب تجديد الخطاب الديني - انطلاقًا من مسئوليته الدعوية والتعليمية- بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومحاربة التطرف، وضبط العمل الدعوي، ومواكبة العصر، وسلك الأزهر الشريف كل السبل لتحقيق هذه الأهداف، فرحب بالنقد في إطار الحفاظ على الثوابت، وأقام حوارًا مجتمعيًا بهدف تحقيق التواصل مع جميع فئات المجتمع، خاصة فئة الشباب، وكثف عمل مرصده بهدف تصحيح المفاهيم وتفكيك أفكار وأطروحات التنظيمات المتطرفة، وأقام رواق الأزهر دورات تجديد الخطاب الديني في كثير من المحافظات، وشرع الأزهر في إنشاء أكاديمية للدعاة لضبط العمل الدعوي وصقل مهارات الدعاة، كما يستعد الأزهر لافتتاح مركز عالمي للفتوى الإلكترونية لوقف فوضى الفتاوى وفتاوى الدم، كما انطلق الأزهر بشكل جديد ومكثف على صفحات التواصل الاجتماعي.
إصدارات علمية وقوافل توعوية
أصدر مجمع البحوث والدراسات الإسلامية خلال عام 2016م سلسة كتب علمية لتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم، كان على رأسها: كتب "الغلو والتطرف"، "تصحيح المفاهيم"، "الإرهاب وخطره على السلام العالمي"، كما نفذ المجمع تجربة "المقهى الثقافي" في عدد من المحافظات في إطار اهتمام الأزهر بالنزول إلى أرض الواقع والتعرف على الأفكار التي تدور في أذهان الناس والإجابة عن أسئلتهم، وأرسل المجمع قوافل وعاظ الأزهر في مدن السلوم، وسيدي براني، والخارجة، والداخلة، والفرافرة، وسيوة، ومرسى علم، وحلايب، وشلاتين، وأبوسمبل، ومحافظات السويس والإسماعيلية ودمياط والجيزة والقاهرة وغيرها من المحافظات؛ لتوعية المواطنين وتعريفهم بصحيح الدين.
وأوفد مجمع البحوث الإسلامية عام 2016 نحو 304 مبعوثين تضمنتهم حركة الابتعاث لهذا العام إلى العديد من الدول حول العالم لنشر صحيح الإسلام ومواجهة الأفكار المنحرفة والمضللة.
الاهتمام بقضايا الشباب
أَوْلَى الأزهر الشريف فئة الشباب اهتمامًا كبيرًا، وشهد عام 2016 م نشاطًا متزايدًا للأزهر الشريف فيما يتعلق بقضايا الشباب، حيث التقى الإمام الأكبر في يناير بمجموعة من الشباب المثقف وشباب الإعلاميين وشباب الرياضيين، وأجرى حوارًا مفتوحًا معهم، كما عقد الأزهر العديد من الندوات واللقاءات ضمن سلسلة لقاءات المرحلة الخامسة من مبادرة الأزهر يجمعنا تحت عنوان "عيشها صح"، لتحذير الشباب من مخاطر الهجرة غير الشرعية، كما عقد في لقاء حواري مع بعض شباب جامعات "القاهرة - حلوان – الأزهر- بني سويف- عين شمس" تحت عنوان "التحرش مش من أخلاقي" بهدف مواجهة الظواهر السلبية التي يتعرض لها المجتمع.
كما شارك الأزهر شباب جامعة القاهرة تدشين حملة ثقافية توعوية لتحصين شباب الجامعة ضد التيارات المتشددة تحت عنوان: "نوّر عقلك تفهم دينك" وتم تخصيص الخط الساخن للأزهر الشريف (19493) والموقع الرسمي للأزهر، ومرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية؛ لتلقي أسئلة الشباب والإجابة عليها من خلال علماء الأزهر المتخصصين على مدار 24 ساعة.
ومن أجل وضع رؤية وطنية تمثل استراتيجية شاملة لتجديد الخطاب الديني وترسيخ قيم الولاء والانتماء والأخلاق بين الشباب، أطلق الأزهر الشريف فعاليات الحوار المجتمعي، ليبين للشباب وسطية الإسلام، ويحميهم من الفكر المتطرف ومن الأفكار الخبيثة التي تحاول تدميره فكريًا ومعنويًا.
دعم قضايا المرأة
نادى الأزهر الشريف والإمام الأكبر بقضايا المرأة والدور المهم الذي تلعبه في بناء الأسر وحماية المجتمع؛ في كل المناسبات الخاصة بالمرأة بتمكينها واهتم بقضاياها اهتمامًا كبيرًا، مطالبًا العالم أجمع بتعزيز حقوق المرأة، ودعم دورها في بناء المجتمع.
واستقبل الإمام الأكبر خلال العام، زينب حوا بانجورا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، والدكتورة أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات، للتأكيد على وقوف الأزهر بجانب المرأة ورفضه لأي ممارسات خطف أو عنف أو جرائم ترتكب بحقها، كما عقد الأزهر في أكتوبر مؤتمرًا دوليًا للمرأة تحت عنوان "المرأة ومسيرة التطور التنويري الواقع والمأمول"، كما ألقى فضيلة الإمام الأكبر خطابا تاريخيا في افتتاح القمة العالمية لرئيسات البرلمانات، والتي عقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت عنوان "متحدون لصياغة المستقبل"، والتي شارك فيها العشرات من القيادات البرلمانية النسائية حول العالم.
بيت العائلة المصرية ولجنة المصالحات
أدى بيت العائلة المصرية، ولجنة المصالحات بالأزهر، جهدًا متواصلًا، للحفاظ على التعايش السلمي ووأد الفتن وتحقيق سلامة البناء المجتمعي، وقد توجه البيت مناديًا بسرعة إدانة ما وقع من أحداث مؤسفة بين عائلتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية بقرية الكرم بالمنيا، وقام بترميم وإعادة بناء ما تضرر من جراء تلك الأحداث، فضلًا عن قيامه بجهود تهدئة مكثفة في أحداث العنف في "طهنا الجبل" بالمحافظة ذاتها، داعيًا أهالي البلدة إلى التهدئة وضبط النفس.
وشكل الأزهر لجنة التوعية الدينية ولجنة المصالحات، لتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم ووأد الفرقة والخلاف في مختلف المحافظات، وقد أخذت هذه اللجان على عاتقها منذ بدء عملها القضاء على عادة الثأر في ربوع الوطن، خاصة في صعيد مصر، ونجحت في حل عدد من قضايا الثأر، كان أبرزها المشاركة في مبادرة "سوهاج خالية من الثأر"، وإتمام الصلح وإنهاء الخصومة الثأرية بين عدد كبير من العائلات في صعيد مصر.
قوافل إنسانية وإغاثية لرفع المعاناة
أرسل الأزهر الشريف خلال العام العديد من القوافل الإنسانية الطبية والإغاثية داخليا وخارجيًّا، رغبةً منه في رفع المعاناة عن أبناء الشعب المصري، وتعزيزًا لدوره الإنساني والدعوي، فداخليًّا أرسل الأزهر قافلة دعوية وتكافلية وطبية إلى أهالي محافظة مطروح، وقافلة أخرى إلى محافظة أسوان، وعقب السيول التي ضربت محافظتي سوهاج والبحر الأحمر في نوفمبر.
ووجه الإمام الأكبر قافلتين لحصر أعداد المتضررين من السيول، وتم صرف تعويضات بمبلغ 14 مليون جنيه، ولم يكتف شيخ الأزهر بتقديم المعونات المادية فقط فأرسل قافلتين طبيتين لهم في الشهر ذاته قامتا بتوقيع الكشف الطبي على قرابة 8 آلاف مريض وأجرت حوالي 200 عملية جراحية.
وعمل بيت الزكاة والصدقات على تحمل تكاليف العمليات الجراحية لقائمة الانتظار بمستشفى أبو الريش للأطفال، وتوزيع الطرود الغذائية ل750 ألف أسرة من مستحقي الزكاة في جميع أنحاء الجمهورية طول شهر رمضان بالتعاون مع بنك الطعام المصري، كما وزع 17 ألفًا و400 صك أضحية على الأسر المحتاجة بقيمة تقارب 26 مليون جنيه، وشارك ب 100 ألف بطانية ضمن حملة المليون بطانية لأهالي الصعيد.
وخارجيًا، أرسل الأزهر قوافل طبية وإغاثية إلى دولة تشاد، والبوسنة والهرسك، ومخيمات اللجوء في إفريقيا الوسطى، ونيجيريا، والسودان، حيث وقعت تلك القوافل الكشف الطبي على الكثير من المرضي، وصرفت الدواء لهم بالمجان، وأجرت العديد من العمليات الجراحية لأبناء تلك الدول، وقدمت لهم المساعدات والأغذية والأدوية بالمجان.
هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
تتألف الهيئة من كبار علماء الأزهر في جميع المذاهب الفقهية الأربعة، تواجدت في عام 2016 بشكل قوي معبرة عن مواقفها بوضوح تجاه القضايا التي تهم الأمة الإسلامية.
جاءت مواقف هيئة كبار العلماء بالأزهر هذا العام قوية وواضحة، من أبرز هذه المواقف: رفض الهيئة القاطع للدعوات الإقليمية لتدويل إدارة الحرمين الشريفين، في الأراضي المقدسة، واستهجانها استخدام أمور الدين والنعرة الطائفية؛ لتحقيق أهداف سياسية، وشددت الهيئة على أن هذا الطرح الغريب هو باب جديد للفتنة يجب إغلاقه.
وعن الخطبة المكتوبة، أعلنت هيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة الإمام الأكبر، رفضها بالإجماع لما يسمى "الخطبة المكتوبة" في مساجد مصر، وقالت في سياق رفضها، إن "الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات؛ حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها؛ ما سيُؤدِّي بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكرِه وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التي تتَّخذ الدِّين سِتارًا لها".
وتصدت هيئة كبار العلماء لكل من يقف ضد الأزهر كائنًا من كان، موجهًة عدة رسائل قوية لبعض وسائل الإعلام، حيث أدانت الهيئة في بيانها الدعاوى الباطلة التي تريد النيل من الأزهر الشريف ومسئوليته الدينية والشرعية، ومنها الدَّعوة إلى إلغاء المعاهِد الدِّينية، بحجة توحيد التعليم قبل الجامعي، والدعوة إلى إلغاء مادة الدين في التعليم العام، والحط من قيمة خلق «الحياء» الذي يعد شعبة من شعب الإيمان، مشددة على أن الأزهر هو صمام الأمان للأمة، وهو المدافع الأول عن الأمة ومقدساتها.
وعن الإرهاب وجرائمه، كان موقف الهيئة ثابتا ورافضا لكل أنواع القتل بغير الحق، وكان أبرزها إدانة هيئة كبار العلماء لمحاولة الاغتيال الفاشلة للدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق.
إنجازات الأزهر الخارجية
حرص الإمام الأكبر خلال العام على نشر ثقافة السلام، مكثفًا جهوده لتعميق لغة الحوار مع العالم والمؤسسات الدينية، وسعيًا لتحقيق هذا الهدف، سجل العام قيام الإمام الأكبر بعددٍ كبير من الجولات الخارجية في عددٍ من الدول الأوروبية والعربية، بدأها في 21 فبراير بزيارة تاريخية إلى إندونيسيا، ناقش خلالها عددًا من القضايا والتحديات الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وأطلق دعوة للتصالح والتسامح بين علماء الأمة.
وأكد شيخ الأزهر في زيارة ألمانيا منتصف مارس، سماحة الإسلام وحرمة سفك الدماء، ووجه رسائل مباشرة للغرب والمسلمين حول العالم مفادها أن السلام والرحمة مبادئ دينية لا غنى عنها لاستقرار الإنسانية، وأجرى حوارا تاريخيا مع أعضاء البوندستاج الألماني على الهواء مباشرة على مسمع ومرأى من المسلمين وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وناقش الإمام الأكبر في العاصمة النيجيرية أبوجا، سبل مواجهة الإرهاب، كما عقد لقاء قمة هو الأول من نوعه مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وذلك في زيارة تاريخية غير مسبوقة لشيخ الأزهر إلى الفاتيكان، وذلك بهدف تحقيق السلام للبشرية جمعاء، وتم خلاله الإعلان عن استئناف الحوار بين الأزهر الشريف والفاتيكان والإعداد لمؤتمر عالمي للسلام برعاية الأزهر والفاتيكان خلال منتصف عام 2017 في العاصمة المصرية القاهرة.
وتوجه شيخ الأزهر في زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، والتقى خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وفي أغسطس توجه الإمام الأكبر إلى العاصمة الشيشانية جروزني لحضور مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة"، بالإضافة إلى جولة خارجية ناجحة شملت البحرين وسويسرا، وذلك لتنسيق الجهود فيما يتعلق بنشر ثقافة السلام، كما الجولة تضمنت العديد من الأنشطة والفعاليات المهمة، وكذلك زيارة العاصمة الإماراتية أبو ظبي للمشاركة في القمة العالمية لرئيسات البرلمانات ورئاسة الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب.
جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب
استكمل الإمام الأكبر خلال العام جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب، التي انطلقت أُولاها في يونيو 2015 م بمدينة فلورنسا الإيطالية في مبادرة من مجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه فضيلته، ويهدف إلى نشر السلام والتسامح و التعايش المشترك بين المجتمعات.
وفي مايو 2016، انطلقت ثاني جولات شيخ الأزهر بالعاصمة الفرنسية باريس، موجهًا خطابا عالميا للشعوب الأوروبية والمسلمين حول العالم للتأكيد على مبادئ الاندماج الإيجابي والتعايش السلمي مع الآخر، وفي مطلع أكتوبر من العام ذاته جاءت ثالث جولات الحوار في مدينة جنيف بسويسرا، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر، والتي انعقدت بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي على مدار يومين، أما رابع هذه الجولات، فقد عقدت بالتعاون بين مجلس حكماء المسلمين، والكنيسة الأسقفية الإنجليكانية، بالعاصمة الإماراتية "أبوظبي" في نوفمبر الماضي، تحت عنوان "نحو عالم متفاهم متكامل"، وقد ختمت الجولة بتوصيات أكدت ضرورة نشر ثقافة السلام بين المجتمعات والعمل على خلق حوار مجتمعي، إسلامي مسيحي يكون فيه دور للمجتمع المدني في فهم وتصحيح صورة الآخر.
قوافل سلام تجوب العالم
أوفد الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، قوافل السلام الدولية لقارات العالم، بهدف نشر ثقافة السلام وتعزيز القيم النبيلة، وفي أبريل 2016 أوفد مجلس حكماء المسلمين قافلة السلام إلى نيجيريا، وقد قامت بالعديد من الأنشطة والفعاليات والندوات الجماهيرية التي عملت على إرساء قيم التسامح والسلام ومناقشة آليات مكافحة الفكر المتطرف، وزارت المركز العالمي للثقافة والتربية بمدينة أبوجا، ونظمت ندوات بمساجد النور، والشيخ التيجاني والمسجد العتيق (علي بن أبي طالب).
وفي الثاني والعشرين من أكتوبر الماضي، تم إيفاد قافلة السلام إلى فرنسا والتقت بعدد من أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية، بالإضافة إلى زيارة الجامعة الكاثوليكية بباريس، وإجراء حوار مفتوح نظمه المركز الوطني الفرنسي للعلاقات مع المسلمين، بمقر منظمة "مؤتمر الأساقفة الفرنسيين"، وذلك لمناقشة آليات نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك وقبول الآخر، كما زارت القافلة عددًا من الكنائس الفرنسية وغيرها من الفعاليات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.