سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نادية عمارة تجيب عن : حكم قراءة «الإخلاص» في جميع الصلوات.. وتسمية المولود ب«مالك».. وتكشف عن أهل بلد ليس عليهم طواف الوداع.. وطريقة طهارة ووضوء أصحاب الأعذار.. وتنصح تائبة ب7 أمور
* الدكتورة نادية عمارة: * قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في كل الصلوات جائز شرعا * الرسول الكريم لم ينهِ عن تسمية المولود ب«مالك» * النقاب فضيلة وليس فريضة.. ولا إثم على عدم ارتدائه * طواف الوداع يسقط عن أهل مكة والحائض والنفساء أجابت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، عن العديد من أسئلة المشاهدين خلال تقديمها حلقة اليوم، الاثنين، من برنامجها «قلوب عامرة» المذاع على فضائية «الحياة»، ومنها:- حكم قراءة سورة معينة في كل الركعات: قالت الدكتورة نادية عمارة، إنه يجوز للمصلي أن يقرأ سورة معينة بعد الفاتحة في الركعة الأولى، ثم يقرأ نفس السورة في الركعة الثانية وكذا المداومة على قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في كل ركعة، وفي جميع الصلوات ولكن المستحب والأفضل له: أن ينوع في قراءته، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. وأوضحت «عمارة» خلال تقديمها ببرنامج «قلوب عامرة» أن يجوز للمصلى أن يقرأ سورة الإخلاص مثلًا بعد الفاتحة في الركعة الأولى، ثم يقرأ نفس السورة في الركعة الثانية، وصلاته صحيحة. واستدلت على جواز ذلك بما رواه أبو داود (816) عن رجل من جهينة: «سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ «إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْضُ» فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا»، صحيح سنن أبي داود. وبيّنت أن العلماء رأوا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كرر قراءة السورة عمدًا وليس سهوًا، ليعلم الناس أن الأمر جائز شرعًا، وروى البخاري (7375) ومسلم (813) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ لا يَقْرَأُ بِأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ تَعْنِي يَخْتِمُ إِلاَّ بقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّهُ»، موضحة: فَكَانَ هَذَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ تَكْرَارُ سُورَةٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. وأفادت بأن المداومة على قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في كل ركعة، وفي جميع الصلوات: جائز، وهو مذهب جمهور العلماء، وجاء في "الموسوعة الفقهية" (25/290): «ذَهَبَ الْجُمْهُورُ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ إلَى أَنَّهُ: لَا بَأْسَ لِلْمُصَلِّي أَنْ يُكَرِّرَ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ الَّتِي قَرَأَهَا فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى». تسمية المولود باسم «مالك»: رأت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، أنه يجوز تسمية المولود باسم «مالك»، مؤكدة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يطلب من الصحابة الذين كانت أسماؤهم «مالك» تغييرها. ونوهت الداعية الإسلامية، بأن اسم (مالك): على وزن فاعل من الفعل مَلَكَ، ولا حرج في التسمية بهذا الاسم، وإن كان يطلق على الله عز وجل؛ إلا أنه يقصد به في حقنا غير ما يقصد في حق الله تعالى، مشيرة إلى أن الحصكفي قال في "الدر المختار" (6/ 417): «وَجَازَ التَّسْمِيَةُ بِعَلِيٍّ وَرَشِيدٍ مِنْ الأَسْمَاءِ الْمُشْتَرَكَةِ، وَيُرَادُ فِي حَقِّنَا غَيْرُ مَا يُرَادُ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى». وأشارت إلى أن اسم مالك ورد في القرآن الكريم تسمية أحد ملائكة الله -عز وجل- به وهو مالك -عليه السلام- خازن جهنم، قال تعالى: «وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ» [الزخرف: 77، 78]، وقال العلامة الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج" [ 4/ 295 ط دار الفكر]: «وَلا تُكْرَهُ التَّسْمِيَةُ بِأَسْمَاءِ الْمَلائِكَةِ وَالأَنْبِيَاءِ وَيس وَطَه». حكم ستر الوجه والكفين: اعتبرت الدكتورة نادية عمارة، أن ستر الوجه والكفين للمرأة المسلمة ليس فرضًا، وإنما يدخل في دائرة المباح، فإن سترت وجهها وكفيها فهو جائز، وإن اكتفت بالحجاب الشرعي دون أن تغطي وجهها وكفيها فقد برئت ذمتها وأدت ما عليها. وأضافت في إجابتها عن سؤال «هل النقاب فرض؟ وما رأي الفقهاء في تغظية المرأة وجهها؟» أن النقاب فضيلة وليس فريضة على المرأة، ولا تأثم على عدم ارتدائه، مؤكدة أن الزي الشرعي المطلوب من المرأة المسلمة هو أي زي لا يصف ولا يشف ويستر الجسم كله ماعدا الوجه والكفين، وزاد الأحناف باطن القدمين، مشيرة إلى أنه يجوز للمرأة أن تلبس الملابس الملونة بشرط ألا تكون لافتة للنظر أو تثير الفتنة. واستطردت: أن نقاب المرأة الذي تغطي به وجهها وقفازيها الذين تغطي بهما كفيها فجمهور الأمة أجمع على أن ذلك ليس واجبا وأنه يجوز لها أن تكشف وجهها وكفيها أخذًا من قول الله تعالى: «وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا»، سورة النور الآية 31، موضحة أن المقصود بقوله «مَا ظَهَرَ مِنْهَا» أي: «الوجه والكفّان» كما ذكر بعض المفسرين. حكم طهارة صلاة مرضى سلس البول: أكدت الدكتورة نادية عمارة، أن الإسلام راعى أصحاب الأعذار الذين لا يستطيعون السيطرة على البول أو الريح ودم الاستحاضة لمرضهم، ورخص لهم بأن يتوضؤوا لكل صلاة عند وقتها، ولا يلتفتوا إلى ما يخرج أو ينزل منهم أثناء أداء العبادة. واستشهدت بما روي عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: «جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا، إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي»، قَالَ: وَقَالَ أَبِي: ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى يَجِيءَ ذَلِكَ الْوَقْتُ». رواه البخاري ( 226 ) – واللفظ له – ومسلم (333). وشرحت الحديث السابق، مبينة «أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال للسائلة: إن «ذلك عرق» أي أنه دم استحاضة وليس دم حيض، والمستحاضة هي التي ترى الدم من قُبلها في زمان لا يعتبر من الحيض والنفاس، وهذا مرض ولون دم الاستحاضة أحمر وليس له رائحة كريهة ولا يُصاحبه – غالبًا – آلام، مضيفة: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أرشد السائلة إلى ما تفعله في هذه الحالة، فقال: «فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي»، مؤكدة أن هذا ما يفعله كل أصحاب الأعذار أثناء أدائهم الصلاة. وبيّنت أن تطهير الملابس الداخلية من أثر إنزال الدم أو البول، يكون بغسلها، وإن خصص ملابس للصلاة طاهرة يحملها معه كان أفضل، لأن الطهارة شرط في صحة الصلاة. هل طواف الوداع يسقط عن أهل مكة أيدت الدكتورة نادية عمارة، رأي العلماء بأن أهل مكة ليس عليهم أن يؤدوا طوف الوداع؛ لأنهم مقيمون في بلد الكعبة، وهذا الطواف شرع لمن أتوا إلى أداء الحج من البلاد الأخرى ليودعوا بيت الله الحرام بهد انتهاء الحج. جاء ذلك في إجابتها عن سؤال متصل «أديت الحج ولم أطف طواف الوداع لأنني مقيم بمكة؟» أنه لا طواف عليك، مؤكدة أن طواف الوداع ليس من أركان الحج عند جمهور العلماء. جدير بالذكر أن طواف الوداع واجب على كل حاج إلا -المقيم بمكة- بعد الانتهاء من مناسكه وعزمه على مغادرة مكةالمكرمة، وذلك على قول جماهير أهل العلم من الحنفية والشافعية والحنابلة وغيرهم إلا أنه يسقط عن الحائض والنفساء، ودليل ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما: «أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن الحائض» رواه البخاري. ورأى العلماء أن الواجب على من ترك طواف الوداع ناسيًا أو جاهلًا أن يريق دمًا ولا إثم عليه، فإن تركه عامدًا وجب عليه الدم مع الإثم لتعمده الترك إذا تجاوز في بعده عن مكة مسافة القصر وهي 85 كيلو مترًا تقريبًا، ويصح حجه في كل الأحوال إذا أدى ما وجب عليه. 7 أمور للتوبة من المعاصي: وطلبت متصلة تدعى شيماء من الجيزة، النصيحة من الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، مشيرةً إلى أنها ارتكبت كثيرًا من الأخطاء المُحرمة، وأقامت علاقة غير شرعية مع أحد الأشخاص، ولكنها الآن تابت، وتصلي وتصوم الاثنين والخميس. وتساءلت «شيماء» في مداخلة هاتفية ببرنامج «قلوب عامرة» «هل يقبل الله تعالى توبتي، وما عدد ركعات الصلوات المفروضة، ولماذا لا يستجيب الله دعائي؟». من جانبها، طالبت الدكتورة نادية عمارة، «المتصلة»، بالتوقف عن ارتكاب المعاصي والذنوب، وعدم إقامة علاقة غير شرعية مع أي شخص، ونصحتها بالإكثار من الاستغفار، والندم بالقلب على ارتكاب الفواحش، والتوبة إلى الله تعالى، والمداومة على الصلوات وفعل الخيرات من إطعام الفقراء وإغاثة الملهوف والصدقة. ونبهت الداعية الإسلامية، الى أنه يجب أداء الصلوات الفائتة، لأنها دين في رقبة صاحبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك». وشددت على ضرورة أداء الصلوات في أوقاتها، لما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا» قَالَ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «بِرُّ الوَالِدَينِ» قَالَ ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم- ولَوِ اسْتَزَدْتُّهُ لَزَادَنِي. متفق عليه