* علي جمعة: * السماء والأرض تبكيان عند موت عالم أزهري * محمد علي لم يكن أميًا رغم عدم استطاعته كتابة اللغة العربية * معظم لافتات محلات وسط البلد والمهندسين مخالفة للقانون * 1620 كلمة لم تتكرر في آيات القرآن إلا مرة واحدة * زواج الشاب من فتاة يرفضها أهله ليس عقوقا تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، في حلقة اليوم من برنامجه «والله أعلم» عن كيفية الحفاظ على اللغة العربية ودور محمد علي باشا في النهضة بالتعليم، كما أوضح حكم زواج الرجل من فتاة دون موافقة أهله، وفسر قول الله تعالى: «وأَخي هارون هو أَفصح منّي لسانًا». في البداية، نعى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، العالم الكبير الفقيه الدكتور محمد عبد الرحمن الهواري أستاذ الفقه المقارن ورئيس قسم الشريعة بجامعة الأزهر. وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن "الأمة الإسلامية فقدت أمس العالم الكبير الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء، واليوم تودع الدكتور محمد عبد الرحمن، وكأن الراية تسلم من الجيل القديم إلى الحديث ليستكملوا المسيرة العلمية". وقال المفتي السابق إنه "عندما يموت العالم الأزهري تبكي عليه السماء والأرض، هكذا كان المشايخ في الأزهر ينعون من يموت من مشايخهم عند صلاة الجنازة عليه وتعلمنا منهم هذا». وتقدم بخالص العزاء والمُواساة للعالم الإسلامي، وللأزهر الشريف ولأسرة الراحل، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ". دور محمد علي باشا في نهضة التعليم: رأى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن محمد علي باشا لم يكن أُميًّا بل كان يتحدث باللغات الألبانية والفرنسة والتركية والعربية ولا يكتب بها. وكشف «جمعة»، عن أن محمد علي أجاد اللغة العربية قراءةً لا كتابةً، نظرًا لأنه كان من «كاڤالا» فى مقدونيا القريبة من إسطنبول، مؤكدًا أنه اهتم بتدريس اللغة العربية وجعلها لغة الدولة والتعليم في المدارس. وأشار المفتي السابق، إلى أن كُتب الطب وغيرها كانت تكتب باللغة العربية في عصر محمد علي، مشيرًا إلى أنه أرسل البعثات العلمية إلى فرنسا، واستطاعوا أن يتعلموا الفرنسية في نحو 6 أشهر وألقوا بها القصائد، وحينما جاءت البعثات مرة أخرى إلى مصر لم يهملوا اللغة العربية بل كتبوا بها علمهم. وألمح عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن العربية ظلت لغة التعليم في الدولة إلى أن جاء الاحتلال الإنجليزي وتمكن في سنة 1897 من تحويل لغة التعليم في مصر إلى الفرنسية، مضيفًا «أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة وهذه القاعدة لا مفر منها، فإذا أردت نهضة صحيحة للأمة أحسن لغتها». كتابة لافتات بلغة أجنبية مخالف للقانون: طالب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بالحفاظ على اللغة العربية وجعلها لغةً لجميع العلوم والمواد التي تدرس. وذكر أن الدولة شرعت قانونًا للمحافظة على اللغة العربية بمنع كتابة لافتات المحلات بلغات أخرى غير اللغة العربية، وجعلت مجمع اللغة العربية مشرفًا على هذا القانون ويطبق الضبطية القضائية ولكن المجمع لا يؤدى دوره الآن في ذلك، منوهًا بأن معظم لافتات محلات وسط البلد والمهندسين مخالفة للقانون، لأنها متكوبة بلغة أخرى غير العربية. الإعجاز البلاغي في القرآن: بيّن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أنه يوجد في القرآن «ثلاثمائة وعشرون ألفًا وخمسة عشر حرفًا»، مشيرًا إلى أن عدد كلمات القرآن سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة"، منوهًا بأنه توجد في القرآن 1620 كلمة لم تتكرر في آيات القرآن بل ذكرت كل كلمة منها في آية واحدة فقد وهذا قمة الإعجاز البلاغي مثل كلمة «ضِيزَى» في قول الله تعالى: «تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى» وردت في سورة النجم الآية 22، ولم ترد في أي سورة أخرى. ولفت عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن تكرار الكلمات لم تسلم منه الكتب والراويات، مشيرًا إلى أن العلماء حكموا ببلاغة رواية الحرب والسلم «لليو تولستوي» لأنهم لقوا فيها 4 كلمات فقط لم يكررها المؤلف في أسطر روايته مرة أخرى. الزواج بدون موافقة الأسرة حلال: أفتى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، بأن زواج الشاب من فتاة لا يوافق أهله عليها ليس من العقوق، ولكنها مسألة اجتماعية تتوقف على مدى تعلق الشاب بتلك الفتاة. واستكمل: «ليس كل مخالفة مع الأب والأم تعد عقوقا.. وإذا أراد الزواج فليتزوج»، متابعًا: «لو تزوج الشاب الفتاة وأهله غير راضين عنها فسيقابله مشاكسة اجتماعية، حيث إن الأهل قد يكشرون في وجهها أو يسيئون معاملتها»، منوهًا بأن هذه القضية تحتاج إلى حكيم يدرسها فإذا وجد أنه لابد أن يتزوج تلك الفتاة فليتزوجها ولا ينظر لها من جهة العقوق. «وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا»: وأردف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن "سيدنا موسى -عليه السلام- كان يتحدث بلغتين، العبرية والهيروغليفية المصرية التي كان يخاطب بها فرعون. ونبه «جمعة» على أن "أم سيدنا موسى -عليه السلام- هي من علمته اللغة العبرية التي كان يتحدث بها بنو إسرائيل، أما اللغة الهيروغليفية المصرية فتعلمها في بيت فرعون". وفسر قول الله تعالى: «وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا» بأنه ذهب عدد من المفسرين إلى أن قول نبي الله موسى -عليه السلام- في الآية المباركة السابقة راجع إلى عُقدة كانت في لسانه عبارة عن رثة تشبه التمتمة وأنها رافقته منذ صغره عندما أدخل فرعون الجمرة في فمه. واختتم: أن موسى عليه السلام امتحنه فرعون بهذه الجمرة لما نتف موسى شيئًا من لحيته فهم فرعون بقتله، فقالت له زوجته آسيا: إنه صبي لا يعقل ولا يستطيع التفرقة بين التمرة والجمرة، فقربتها إليه فأخذ الجمرة فأصابت لسانه بهذه «التمتمة»، مشيرًا إلى أن هذه الرواية ذكرها ابن كثير والرازي في تفسيرهما لآية «وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ» سورة القصص الآية 34.