أيام قليله ويبدأ عام دراسى جديد ، وتتزين شوارعنا بأسراب العصافير ، وهى ترتدى الزى المدرسى ، فيا عزيزى الطالب أرفع همتك منذ بداية العام ، فالعام الدراسى ليست بعمل روتينى ، بل هو عمل ُيرضى عنا خالقنا ويسعد به آباؤنا ، ويرسم لنا ملامح المستقبل ، وتنهض به بلادنا ، فالأحلام الكبيرة تحقق من مجموعة خطوات صغيرة ، فعليك بسلاح الصبر ، فأفتح قلبك بالحب لزملاؤك ومعلميك ، وأغلق نوافذ أحقادك ، وارتق بهمتك نحو العلا . فالعلم نور للعقل وانشراح للصدر ، وقد كرم الله سبحان وتعالى _ العلم فكانت أول آيه من القرءان الكريم : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ}... (العلق:1-3) وشرف آلة الكتابة وهى القلم ، بتسمية سورة القلم ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ) يطلق أسرى الغزوات فى مقابل تعليم عشر أفراد لا يقرؤن ، ولأهمية المعلم قال الشاعر : قم للمعلم و فيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ؛ وقال أخر : العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها ، والجهل يهدم بيت العز والشرف ؛ وتقول الحكمة القديمة الأدب فضلوه على العلم ، كى تجعل من الانسان رقيب على أفعاله مع الآخرين ، فلا يسب ولا يشتم ، ولا يخرب ، فيعم الأمن والسكينة على المجتمع ؛ وأيضاً جآء فى الدعاء ، اللهم أنى اعوذبك من علم لا ينفع ، فنجد طبيباً يتجاوز أشارة المرور ، أو يتعامل مع المريض بسلوك سيئ يخلو الرأفة . احذر الأساة لزملاؤك ومعلميك ، كن متسامحا ، سابق فى ألقاء السلام ، ابتسم ، نم مبكرا ، وستيقظ مبكرا ، ولا تهدر ليلك فى مشاهدة التليفزيون تقلب بالريموت ؛ انظر نحو العلا تعلو ، فعمر الانسان أيام كلما مضى يوم مضى بعضه.