تنتظر وزارة الطيران المدنى قرار القيادة السياسية بشأن تفعيل اتفاقية النقل الجوى الموقعة بين سلطتى الطيران المدني في مصر وإيران في أكتوبر 2010 بعد قطيعة بدأت منذ عام 1979، أنهاها الرئيس محمد مرسى بزيارته الأخيرة إلى طهران وحضور قمة عدم الانحيازالسادسة عشر. وأعلن وزير الطيران المدني، سمير إمبابي، أنه لا توجد موانع فنية لتفعيل اتفاقية النقل الجوى بين مصر وايران والتي تقضي بالسماح لشركات الطيران بالبلدين بتنظيم 14 رحلة طيران أسبوعيا لكل جانب، وتوقع إمبابي زيادة الحركة السياحية الوافدة من إيران لزيارة مصر في حالة تشغيل الرحلات الجوية بين البلدين خاصة تلك التي تعتمد على المزارات الدينية. كانت مصر قد جددت في أكتوبر 2010 اتفاقية النقل الجوي بحضور وفد إيراني برئاسة حميد بقائي نائب الرئيس الإيراني و تم التوقيع علي أول اتفاقية تعاون رسمي بين البلدين، لتحل محل الاتفاق الموقع بالأحرف الأولي بين البلدين عام 1976 ليواكب تطورات النقل الجوي بين البلدين ويتماشي مع المنظمة الدولية للطيران المدني " الإيكاو" فيما يخص سلامة وأمن الطيران. وأوضح أن هذا الاتفاق يسمح لمؤسسات نقل جوي إيرانية ومصرية بتسيير رحلات جوية دولية منتظة بين البلدين بواقع14 رحلة لكل دولة دون تحديد نوع أو سعة طراز الطائرات كما يسمح الاتفاق بدخول هذه المؤسسات أو شركات الطيران في البلدين في ترتيبات تجارية مثل التشغيل المشترك بنظام المشاركة بالرمز مما يعد إضافة قوية لحركة الركاب والبضائع ودفعة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين ، كما توفر الاتفاقية فرص عمل من خلال أقامة مشروعات وشركات طيران مشتركة . وشهدت الاتفاقية تحركات عملية بدأها رجل الأعمال رامي لكح الذي قام بشراء شركة طيران إيجيبشن ميشن من مالكها الإيطالي ليبدأ في اتفاق مع شركة طيران إيرانية خاصة كيشن إير لتنظيم رحلات بين البلدين، وأصطحب لكح الوفد الإيراني معه في طائرة مصرية خاصة تابعة لشركة سمارت للطيران وتوجه من القاهرة إلي طهران لتكون أول طائرة مصرية تتوجه مباشرة من القاهرة إلي طهران. حيث احتفل الإعلام الإيراني بوصول هذه الطائرة مثلما احتفل بتوقيع اتفاقية التعاون واعتبرت وكالة أنباء إيرنا الإيرانية في إحدي برقياتها ان إيران انتصرت علي الغرب والولايات المتحدة في ثلاثة مواضع أولها الاتفاقية التي وقعت بين مصر وإيران بفتح وتسيير الطيران المباشر بين القاهرةوطهران ووصفتها بالانتصار الدبلوماسي للسياسة الإيرانية مما أجبر الغرب علي الصمت أمام المكاسب الإيرانية علي حد قول الوكالة. وأشارت الوكالة إلي أن إيران مستعدة لتطبيع العلاقات مع مصر في حالة موافقة القاهرة وأن الرئيس أحمدي نجاد أكد استعداده لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر وفتح سفارتها في أقل من 24 ساعة. من ناحية أخرى توقع خبراء الطيران والاقتصاد أن يفتح هذا الخط الجوي الجديد بين مصر وإيران مجالات جديدة لفرص عمل للمصريين وزيادة في حركة السياح إليها كما سيساعد علي زيادة ركاب وتجارة الترانزيت باعتبار أن مصر ستكون بوابة إيران إلي أفريقيا كما ستكون طهران بوابة القاهرة إلي دول آسيا خاصة الكومنولث الروسي سابقاً وتساعد علي زيادة الحركة التجارية بين البلدين التي تصل إلي أقل من 1% من حجم التجارة الخارجية لكلا البلدين.