قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الحادث الأليم الذي استهدف الكنيسة البطرسية يستهدف كل أركان الدولة وعلى رأسها سيادة الرئيس والحكومة، ورجال وزارة الداخلية، موضحًا أن هذا الحادث الأليم أثر في جموع الشعب المصري، وله تداعيات كثيرة في الخارج. وأضاف تواضروس، خلال كلمة له عقب عودته من زيارة إلي اليونان، أنه يتمنى الشفاء العاجل للمصابين والرحمة للمتوفيين في هذا الحادث الأليم. وكانت الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية شهدت صباح أمس تفجيرا إرهابيا، وأكد مصدر أمني أنه ناجم عن عبوة ناسفة شديدة الانفجار. وقال مصدر أمنى بوزارة الداخلية إن حصيلة قتلى انفجار الكنيسة البطرسية وصل حتى الآن إلى 24 شهيدا و70 مصابًا فضلًا عن بعض الأشلاء الجاري فحصها، وأضاف المصدر، أن المعاينة المبدئية لخبراء المفرقعات والمعمل الجنائي، تشير إلى أن العبوة كانت تحتوى على نحو 12 كيلو جرامًا من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار. وأدان الرئيس عبد الفتاح السيسى، ببالغ الشدة العمل الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية صباح اليوم وأسفر عن استشهاد مواطنين مصريين من أبناء هذا الشعب العظيم. وأكد الرئيس أن هذا الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه وأن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكا أمام هذه الظروف، وتوجه الرئيس بخالص العزاء والمواساة لأسر شهدائنا، ودعا الله العزيز القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وشدد على القصاص العادل لشهداء ومصابي هذا الحادث الغادر، وأكد أن الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباءً وإنما سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد. وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة القبطية، حيث أعرب الرئيس عن خالص العزاء والمواساة لشهداء الوطن الذين سالت دماؤهم الطاهرة نتيجة العمل الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية بالقاهرة صباح اليوم، مؤكدًا عزم مصر شعبًا وحكومة على الاستمرار في التصدي للإرهاب حتى اجتثاث جذوره تمامًا من تراب مصر المقدس. وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني من جانبه على تماسك ووحدة الشعب المصري وقدرته على الصمود أمام هذه الشدائد وتنفيذ القصاص العادل من مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية الأليمة. فيما أكد أحمد عماد الدين وزير الصحة، خلال تصريحات تلفزيونية لقناة «صدى البلد»، أنه تم نقل المصابين لمستشفيات "دار الشفاء والدمرداش والإيطالى والزهراء، مشيرا إلى أن أغلب المتوفين سيدات. ووجه وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار بتشكيل فريق بحث موسع لسرعة تحديد هوية الجناة المتورطين فى الانفجار وضبطهم. وتلقت النيابة فور وقوع الحادث إخطارا بالانفجار وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بانتقال أعضاء النيابة إلى موقع الحادث وإجراء التحقيقات الفورية للتوصل إلى كيفية ارتكاب الحادث. وانتقل المستشار المحامى العام الأول لنيابة استئناف القاهرة والمحامى العام الأول لنيابة أمن الولة العليا والمحامى العام لنيابة غرب القاهرة وفريق مكبر من أعضاء النيابة العامة إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة اللازمة للكاتدرائية والمناطق المجاورة لمسرح الأحداث. كما قامت النيابة بمناظرة الجثامين وندب الطب الشرعي لتوقيع الكشف عليها وتحيديد أسباب الوفاة وصرحت بدفنها والانتقال إلى المستشفيات للاستماع إلى شهادات المصابين جراء الحادث والتحفظ على الكاميرات المتواجدة داخل وخارج الكنيسة. كما أمر بتكليف المعمل الجنائي وخبرات المفرقعات بإجراء المعاينة لموقع الانفجار ورفع أثارة وفحصها وبيان دلالتها وإعداد التقرير الفنى اللازم.