اختيارات ترامب: الممول السابق لحملته الانتخابية وملياردير يعرف باستحواذه على شركات الصلب والفحم ترامب يتخلى عن أعماله الخاصة رشح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمس، الأربعاء، الممول السابق لحملته الانتخابية ستيفين منشوينا، ليتولى منصب وزير الخزانة في الإدارة الأمريكية الجديدة، حسبما أكدت وسائل إعلام محلية. وذكرت قناة "سي أن بي سي" الأمريكية أن "ترامب رشح المصرفي السابق والمستثمر المخضرم يلبر روس ليتولى حقيبة التجارة"، هذا وستباشر الإدارة الأمريكية الجديدة عملها بعد تنصيب ترامب في 20 يناير عام 2017. ومنوتشين (53 عاما) هو شريك سابق في شركة غولدمان ساكس وكان رئيسا لحملة ترامب، بينما روس مستثمر كسب المليارات من الاستحواذ على شركات كانت تعاني من أزمات. وبتعيين منوتشين، فإنه يحصل على مكافأته مقابل الوقوف إلى جانب ترامب في الوقت الذي تخلى عنه كبار المانحين السياسيين في الحزب الجمهوري ومن بينهم الإخوة كوش الأثرياء. واختيارات ترامب هذه، التي يتعين تأكيدها من قبل فريق الانتقال إلى البيت الأبيض، ستكون أول تعيينات مهمة في فريقه الاقتصادي. فيما أعلن ترامب بأنه سيتخلى عن أعماله الخاصة لتجنب أي تضارب في المصالح أثناء توليه الرئاسة، فيما أكد أنه ليس ملزما قانونيا بالقيام بذلك. وفي سلسلة من التغريدات قال ترامب إنه سيكشف عن خططه في مؤتمر صحافي في نيويورك مع أولاده في 15 كانون الأول/ديسمبر. وقال إنه سيناقش "مسألة أنني سأترك أعمالي العظيمة جميعها من أجل التركيز بشكل كامل على إدارة البلاد من أجل جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وأضاف "رغم أني غير ملزم قانونيا بذلك، أشعر أنه أمر مهم لي كرئيس بأن لا يكون هناك أي تضارب في المصالح مع أعمالي المختلفة". ولم يوضح الملياردير بعد بالتفصيل كيف ينفصل عن امبراطوريته المعقدة أثناء توليه الرئاسة. وعادة ما يضع الرؤساء الأمريكيون أرصدتهم في صناديق سرية تدار دون تدخلهم. إلا أن ترامب قال إنه يريد ترك إدارة مصالحه الواسعة لأولاده. وفي الوقت ذاته، تردد أنه طلب حصول صهره جاريد كوشنر على تصريح أمني حتى يتمكن من مواصلة عمله كمستشار خاص له. دى ستيفن منوتشين سجل مهني مميز حيث درس في جامعة يايل المرموقة وكان شريكا في مؤسسة غولدمان ساكس المالية، قبل أن يطلق صندوقا استثماريا يحظى بدعم جورج سوروس الذي يدعم الحزب الديمقراطي، وتمويله إنتاجات أفلام هوليوود ومن بينها "آفاتار" و"سويسايد سكواد" (الفريق الانتحاري). ويتعين على منوتشين أن يساعد ترامب على الوفاء بتعهداته خلال الحملة الانتخابية التي حققت له إمكانية الفوز بمنصب الرئاسة، وسط نمو متواضع للاقتصاد وقلق بشأن الوضع الاقتصادي. وتعهد ترامب بخفض ضرائب الشركات، في مسعى لتشجيع الشركات المتعددة الجنسيات على ضخ إيراداتها في الولاياتالمتحدة، وإلغاء قانون دود-فرانك للإصلاح المالي الذي وضع لحماية المستهلكين والنظام المالي من إفراطات وول ستريت التي تسببت في الأزمة المالية. أما روس، فهو مستثمر ملياردير يعرف باستحواذه على شركات الصلب والفحم وبيعها بعد ذلك مقابل ربح كبير. وسيشرف على العديد من الخلافات التجارية مع دول من بينها الصين، يتعلق معظمها بشكاوى من إغراق الأسواق الأمريكية بالصلب والألمونيوم الرخيص. وتقدر ثروة روس بنحو 2,9 مليار دولار، ودعا إلى فرض تعريفات كبيرة على الواردات الصينية. أما فيما يتعلق بمنصب وزير الخارجية، فلا يزال ترامب مترددا بين الجمهوري المعتدل ميت رومني والمدير السابق للسي آي إيه الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس والسناتور بوب كوركر. وتدور معركة ضارية حول هذا المنصب، إذ يمثل وزير الخارجية صوت أمريكا ووجهها في العالم، وهو الشخصية الثالثة في الدولة على رأس شبكة من 70 ألف دبلوماسي في العالم. ومن المفترض أن تفضي المشاورات التي أجراها ترامب في عطلة عيد الشكر في النادي الخاص الذي يملكه في فلوريدا، والمفاوضات التي يواصلها هذا الأسبوع في برجه "ترامب تاور" في مانهاتن، إلى تعيين وزرائه الرئيسيين.