أكدت الكاتبة الصحفية صفاء نوار، مدير تحرير جريدة الأخبار، إيمانها العميق بأن الأعمال الإنسانية سلوكيات ومواقف، مضيفة: "السلوكيات والمواقف هي التي تصنع الريادة وهي التي تعيش فى القلوب وتتحول إلى تعاليم وقيم تنتقل وتنتقى الكوادر العاملة في المجال الإنساني، وتحولهم من مجرد كوادر إلي ملائكة رحمة يعطون بإصرار وإيمان وبلا كلل ولا تأفف ولا ملل، متابعة "دائمًا ما أتذكر مقولة الكاتب الصحفي مصطفى أمين حينما نصحني فى بداية عملي بالصحافة الإنسانية بالبحث والتحقق أولًا، وألا تجعل نفسها طرفًا فى القضية، وأن تكون دائمًا مشاهدة ومحققة حتى تصل إلى الحقيقة". وأضافت "نوار"، خلال كلمتها فى فعاليات المؤتمر الدولى الثانى للريادة والابتكار والتميز الذى تنظمه مؤسسة مصر الإمارات بالتعاون مع الهيئة العالمية لتبادل المعرفة، أن "مصطفي أمين" كان رائدًا فى العمل الإنساني فاستطاع مع توأمه علي أمين، أن يحدثا تطورًا كبيرًا في الفن الصحفي، بأن أطلقا مشروعًا إنسانيًا ضخمًا عام 1958 باسم "ليلة القدر"، يهدف لمساعدة المحتاجين الذين قست عليهم الحياة، وسدت في وجوههم أبواب الرجاء، فالمشروع ولد بفكرة في مكتب الأخوين في أخبار اليوم، وانهالت عليهما الخطابات، وبدأ محررو الأخبار يجوبون القري والنجوع؛ لتحقيق أمنيات القراء، واستمرت ليلة القدر، وأصبح بها العديد من الأبواب الإنسانية "لست وحدك" و"أسبوع الشفاء" و"مساعدات الطلبة" وغيرها. وأوضحت "نوار"، أن "العام الماضي تم توزيع أكثر من 8 ملايين جنيه منها 5 ملايين لخمس محافظاتسوهاج وقنا وبني سويف ودمياط والأقصر، اخترنا أفقر قري مصر وقدمنا لها المساعدات، بالإضافة إلي 3 ملايين منها مليون قدمناها لشباب بلا عمل، ليبدأوا مشروعات صغيرة تدر دخلًا لهم، ومليون للمرأة المعيلة، ومليون أخري لأسر فقيرة بلا مصدر دخل، فهكذا بدأت ليلة القدر، وهكذا استمرت حتي يومنا هذا تساعد وتمد العون لمن يلجأ إليها، وترفع نفس الشعار الذي رفعته منذ 40 عامًا نحن لا نعطي الجائع سمكة، ولكن نعطيه سنارة ونعلمه كيف يصطاد السمكة". وأشارت إلى أن الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم، ورئيس تحرير جريدة الأخبار، عرض مبادرة "اصنع نفسك"؛ لمساعدة 200 شاب علي عمل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر ليجدوا مصدر دخل في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، مضيفة: "لم يقتصر رواد الصحافة الإنسانية على دار أخبار اليوم بل امتدت لتشمل العديد من المؤسسات القومية، وفى مقدمتهم الكاتب الصحفى عبد الوهاب مطاوع الذي أفنى 18 سنة من عمره في الإنصات لمشاكل أهل بلده، وبذل المستحيل لإيجاد الحلول لهم سواء كانت مساعدات مادية أو معنوية".