- ترامب يغير من السياسة الأمريكية في سوريا - الرئيس المنتخب يعدل خريطة التحالفات بوقف دعم المعارضة وإطلاق يد الأسد وروسيا - الأسد الفائز من تغيير المعادلة الأمريكية على الأرض مع مجئ ترامب - مصير "قوات سوريا الديمقراطية" أصبح غامضا وبدون رعاية دولية - السي أي أيه ربما توقف برامجها لتسليح المعارضة السورية بعد تولي ترامب ازداد المشهد في سوريا، تعقيدا، مع فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسعيه لتغيير السياسة التقليدية التي اتبعتها إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه الأزمة السورية المتمثلة في دعم قوات المعارضة المعتدلة تجاه بشار الأسد وقتال تنظيم داعش. وقد أصبحت خريطة الحرب غامضة، وربما يكون موقف الرئيس السوري، هو الأفضل بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية وسعيه لتغيير معادلة المساعدات على الأرض، مما يعني أن الحل الدبلوماسي ربما قد تبخر لإنهاء الأزمة. - التخلي عن المعارضة وظهر هذا التوجه جليا في أول حوار يجريه الرئيس الأمريكي المنتخب يوم الجمعة الماضي، مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكي، حيث أوضح ترامب أنه من المرجح أن يتراجع عن الجهود الأمريكية لدعم المعارضة المعتدلة في سوريا التي تقاتل حكومة بشار الأسد، قائلا:" ليس لدينا فكرة من يكون هؤلاء الأشخاص". وأشار ترامب إلى أنه يعطي أولوية كبيرة لحل الأزمات الاقتصادية الداخلية في أمريكا، لاسيما سعيه لإعادة قوانين اقتصادية سابقة وعد بها خلال حملته، إلا أنه يعتقد أنه لا يزال على أمريكا أن تلعب دورا في الحرب في سوريا، لكن في زاوية واحدة وهي قتال تنظيم داعش. ويصر الرئيس الأمريكي الجديد أن معركته ليست ضد بشار الأسد أو حلفاءه الروس، ولكن ضد إرهاب تنظيم داعش، لذلك يدعو ترامب إلى تكثيف العمليات العسكرية على تنظيم داعش وإنهاء المعركة سريعا معه. - دعم بشار الأسد وكان النصف الثاني من عام 2013، شهد العالم جدلا واسعا، بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية حينها وفرنسا وبريطانيا أنها ستتحرك لقصف مواقع قوات الأسد في سوريا بعد استخدامه أسلحة كيميائية ضد مدنيين في الغوطة، وبالفعل حشدت فرنسا وبريطانيا قواتها الجوية لتنفيذ هذه الضربات من خلال قواعد قريبة، إلا أن العملية توقفت قبل أيام قليلة من انطلاقها بسبب رفض برلمانات الدول الثلاثة شن هذه العملية. هذا الموقف العدائي الأمريكي تجاه النظام السوري المتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية، يبدو أنه تبخر أو أصبح من الأيام الخوالي مع مجيء الرئيس الجمهوري الجديد الذي لا يرضى حتى باتخاذ موقف الحياد ولكنه دعم القوات الروسية والسورية ضد المعارضة. وخلال حواره مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أوضح ترامب أنه سيحاول التوصل إلى أرض مشتركة مع القوات السورية والداعمين الروس لهم، قائلا بصراحة: "أنا لدي وجهة مختلفة عن الكثير من الناس تجاه سوريا". وأضاف ترامب:" موقفي هو أنكم تقاتلون سوريا، وسوريا تقاتل داعش، وأنت في نفس الوقت تقصف داعش. وروسيا في الوقت الحالي منحازة بشكل تام لسوريا، والآن تنحاز إيران إلى جانب سوريا، بعد أن جعلناها قوية". وتكشف هذه التصريحات عن عزم ترامب تغيير السياسة الأمريكية في سوريا، وأنه بدلا من دعم المعارضة، سيدعم الطرف الأخر، كما سيتحالف مع الدول المنخرطة مع الأسد في الحرب لقتال تنظيم داعش. - مأزق قوات سوريا الديمقراطية وفي هذا التغيير في المعادلة أصبحت قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم داعش وقوات متشددة أخرى، تواجه موقفا غامض حقا، خصوصا أن من يدعمها ويدربها هي القوات الأمريكية، باعتبارها بديل للنظام في دمشق والمتطرفين الذين يقاتلون الأسد والمعارضة المعتدلة. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فأن قوات سوريا الديمقراطية التى تضم نحو 30 آلف مقاتل ومدعومة من أمريكا وتحاول في الوقت الحالي حصار عاصمة داعش، الرقة، سوف يصبح موقفها غامضا، لاسيما وأنها تحصل على دعم سياسي أيضا من قبل واشنطن، وعسكري من القوات الخاصة الأمريكية التي ترافقها في العمليات الحربية. وأوضحت الصحيفة أن خطط ترامب تأتي في تضاد أيضا مع برامج وكالة الاستخبارات الأمريكية، التي أطلقتها بتوفير صواريخ مضادة للدبابات لقوات المعارضة، وهو ما سيوقفه بالتأكيد ترامب. يبرر ترامب الخط الجديد الذي يرغب في تبنيه بسوريا بقوله: "إذا استمرينا في هذا الخط سوف ينتهي بنا المطاف إلي قتال روسيا وقتال سوريا". وبينت الصحيفة أن الحجة التي يمكن لترامب الاعتماد عليها في تغيير خط سياسته في سوريا هو أن جماعات المعارضة في سوريا دخلت في تحالفات على الأرض مع جماعات متطرفة تنتمي لتنظيم القاعدة، وهي الحجة التي يستخدمها الأسد وسوريا بأنهما يهاجمان القاعدة وأنه على الولاياتالمتحدة أن تدعم هذه الجهود، وقد اعترف وزير الخارجية الحالي، جون كيري أن عدم التفاهم مع القوات السورية والروسية حول تحالف المعارضة مع القاعدة، قد تسبب في إفشال محاولات وقف إطلاق النار والوصول لهدنة. - عدو عدوي صديقي وتوضح "نيويورك تايمز" أن ترامب يستند لقاعدة أن عدو عدوي صديقي، والتي حاول تأكيدها خلال حملته الرئاسية، بالقول:" أنا لا أقول أن الأسد رجل جيد، بالتأكيد أنه ليس كذلك، لكن أكبر مشكلاتنا ليس الأسد وأنما داعش". غير أن الموقف الجديد لترامب سيكون بمثابة مكافئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبدلا من الضغوط التي كان يتعرض لها القائد الروسي بوقف مساعدته للأسد، ستصبح يده مطلقة لاستمرار وزيادة الدعم.