قال محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هاآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، اليوم السبت، إن روسيا أصبحت تقيد الجيش الإسرائيلي وتفرض عليه واقعا سياسيا جديدا في المنطقة، مضيفا أنه لأول مرة منذ أن قام الجيش الإسرائيلي بقصف بطاريات وقواعد الصواريخ الروسية في منطقة البقاع اللبناني عام 1982، يفقد تفوقه الجوي الإقليمي بسبب تكثيف الحضور العسكري الروسي في سوريا، وهو ما أدى إلى الحد من حرية حركة سلاح الجو الإسرائيلي. وأشار الكاتب والمحلل الإسرائيلي إلى أن منظومات الصواريخ المتطورة التي وضعتها روسيا في سوريا مثل صواريخ "اس 300" و"اس 400" حدت من إمكانية إسرائيل، وإمكانية الولاياتالمتحدة على قصف أهداف معينة في سوريا، كما أنها طوقت فكرة إنشاء مناطق آمنة أو مناطق حظر الطيران في سوريا. أما من الناحية الإسرائيلية، فقال المحلل إن نشر الصواريخ له انعكاسات خطيرة على تل أبيب، فخلال السنوات الماضية، تحدثت وسائل إعلام أجنبيه عن قيام القوات الجوية الإسرائيلية بقصف أرتال تحمل شحنات أسلحة من سوريا إلى حزب الله، وبحسب مواقع نصب الصواريخ الروسية، فإن أي مقاتلة إسرائيلية لا يمكنها أن تقلع من قاعدة تل نوف الجوية بالقرب من رحوفوت، دون أن ترصدها الرادارات الإسرائيلية، وتابع أن وضع روسيا بطاريات صواريخ في منطقة طرطوس قلصت من حرية القوات الجوية الإسرائيلية في المنطقة الشمالية عند الحدود مع لبنانوسوريا. ولفت هرئيل إلى أن التقييد ليس عسكريا فقط، وإنما سياسيا أيضا، فإسرائيل وروسيا أسسوا منظومة للتنسيق المشترك بهدف تلاشي الصدامات الجوية بين الجيشين، وعلى خلفية هذا الأمر، التقى نتنياهو بالرئيس الروسي 4 مرات خلال عام واحد. وسخر المحلل الإسرائيلي من زيارات نتنياهو الأربعة إلى روسيا، وقال إن نتنياهو حاول تسويق الزيارات باعتبارها قصة عشق رومانسية بين إسرائيل وروسيا، لكن الحقيقة المرة هي أن إسرائيل كانت مضطرة للتقارب من روسيا في اللحظة التي قرر الدب الروسي المجيء إلى فنائها الخلفي.