احتشد مئات الآلاف من اليمنيين اليوم (الجمعة) في ساحات وميادين التغيير في عدد من المدن اليمنية للتعبير عن رفضهم لحكومة الوفاق الوطني التي تم تشكيلها بين المعارضة والحزب الحاكم قبل يومين. وتجمع عشرات الآلاف في صنعاء بشارع الستين بالقرب من جامعة صنعاء حيث يعتصم المناهضون للنظام منذ نحو عشرة اشهر، وذلك في جمعة أطلقوا عليها اسم "جمعة الاصطفاف الثوري". وأكد المتظاهرون رفضهم لبعض الوزراء من حزب المؤتمر الشعبي العام ( الحاكم ) والذين ضمتهم التشكيلة الحكومية، والذين يعتبرونهم من المشاركين في قمع التظاهرات والتحريض على العنف التي شهدتها البلاد وادت الى سقوط قتلى وجرحى خلال الاحتجاجات. وقال الناشط في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية وليد العماري "نحن نرفض الحكومة الجديدة لانها ضمت عناصر تلطخت اياديهم بدماء اخواننا الثوار، وعلى المجتمع الدولي ان يلتفت الى مطالب الشعب اليمني وليس مطالب الاحزاب السياسية في البلاد". واطلق المنظمون اسم جمعة "الاصطفاف الثوري" تاكيدا على استمرارهم في الاحتجاجات السلمية حتى تحقيق اهدافهم . وقال الناشط الشبابي عبد الرزاق حمود "نحن نؤكد استمرارنا وبقائنا في الساحات حتى تحقيق كامل اهداف ثورتنا التي خرجنا من اجلها ، ونحن نرفض الحكومة الجديدة ونرفض منح القتلة حصانة، وسوف نحاكمهم ان شاء الله". وذكرت مصادر محلية في مدينة تعز جنوب صنعاء وهي المدينة التي بدئت فيها الاحتجاجات ضد نظام الرئيس صالح ، ان مئات الآلاف شاركوا في تظاهرة حاشدة بساحة الحرية بالمدينة، للتعبير عن رفضهم للحكومة التي كلف بتشكيها المعارض محمد باسندوه، كما شهدت مدن اخرى منها اب والحديدة وذمار تظاهرات مماثلة. وعلى غير العادة لم يشهد ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي بصنعاء مظاهرات مؤيدة للنظام للمرة الاولى منذ اندلاع المظاهرات المؤيدة والمعارضة في اليمن مطلع العام الحالي، وذلك بعد اعلان حزب المؤتمر الشعبي العام عن وقف التظاهرات الاسبوعية التي يحشد لها انصاره . وقال الحزب الحاكم فى بيان له انه أوقف تنظيم التظاهرات الأسبوعية المؤيدة له لافساح المجال لتطبيق اتفاق نقل السلطة الذي وقع عليه الرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة الشهر الماضي في العاصمة السعودية الرياض مشيرا إلى ان "قرار حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) سوف يسري اعتبارا من يوم (الجمعة) لاظهار الالتزام بتطبيق مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي تنص على انهاء المسيرات المتنافسة بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني". وجاءت خطوة وقف التظاهرات بعد ساعات من وصول مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر للعاصمة صنعاء للاشراف على تطبيق القرار الأممي رقم 2014 والمبادرة الخليجية واحالة تقرير في هذا الصدد إلى مجلس الأمن الدولي. وذكر البيان ان "حزب المؤتمر الشعبي العام يأمل أن يتخذ أخوتنا في أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، والذين أصبحوا شركاء في حكومة الوفاق الوطني، يتخذوا نفس الخطوة ويلتزموا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". ويتوقع مراقبون سياسيون ان تمضي المبادرة الخليجية قدما، رغم الصعوبات التي قد تواجهها في تنفيذ اليتها على الواقع العملي. ويرون ان التوقيع على المبادرة الخليجية التي تدعمها الاممالمتحدة، يعد خطوة متقدمة في انهاء الأزمة التي تعيشها اليمن منذ مطلع العام الحالى لاسيما أنها تضمنت انتقالاً سلميًا ومنح الرئيس صالح معاونية حصانة من الملاحقة القضائية، والتي جنبت البلاد الدخول في اتون حرب أهلية وفقا لما يرون.