تباينت آراء علماء الأزهر والأوقاف حول الحكم فى مصر المرحلة المقبلة، وماذا لو حكمها السلفيون، فمنهم من رحب بتولى الإسلاميين الحكم لأنه سيكون فى صالح الجميع مسلمين ومسيحيين، ومنهم من رفضهم، مؤكدين أن شرع الله ليس بحاجة إلى تولى التيارات الحكم لتطبيقه. يؤكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، أن الانتخابات مازالت مستمرة ولم تنته بعد، ولذلك فلا نستطيع أن نحكم عليها الآن، والسلفيون إذا حكموا سيحكمون بالإسلام لكن لابد أن يكون للجميع رأى فى صياغة هذا الدستور، مسلم وغير مسلم، يمينى ويسارى، رجل وامرأة، ومن سيحكم سيلتزم بالدستور، ومن لن يتوافق مع الجميع سينزل الجميع إلى الميدان. وتقول الدكتورة آمنة نصير، الأستاذ بجامعة الأزهر، نحن فى فترة انتشرت فيها ثقافة التمرد والاستفزاز، فالكل يسعى من أجل فرض نفسه على الساحة السياسية، وانفراد تيار بالحكم لن ينجح وسيكون مصيره الفشل. وتساءلت نصير: كيف يسمح أتباع التيار السلفى أو غيره من التيارات الإسلامية أن يستخدموا مصطلحات يحاولون من خلالها إقناع الناس بأنهم وحدهم العارفون بشريعه الله والقادرون على تطبيقها؟ أما الدكتور زكى عثمان، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، فيقول إن الدولة ليست فى حاجة إلى من يسعى إلى مصلحته الشخصية، فمن غير المعقول أن يركز السلفيون على الوازع الدينى لدى الشعب المتدين بطبيعته لجذبه إليهم، ولسنا بحاجة لمن يأتى ليقول لنا سنطبق شريعة الله، لأنها تطبق بالفعل من هذا الشعب. ويقول دكتور نشأت المصرى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: "هناك بلاد حكمها الإسلام السياسي كتركيا وكانوا ناجحين فى إدارة بلادهم بما يتناسب مع الواقع ولكن علينا أن نعطى السلفيين الفرصة، وإذا تشددوا وتعاملوا بشراسة مع غيرهم فسيكون التغيير مصيرهم". ويرى الشيخ محمد عوف، وكيل مؤسسى نقابة الدعاة، أن مايحدث من وسائل الإعلام ضد التيارات الإسلامية من هجوم شرس هو فى الواقع هجوم على الإسلام وهو التحريض بعينه ضد الإسلام.
