قال علماء أزهريون إن نجاح الإسلاميين عكس طبيعة الشعب المصرى وانحيازه للوسطية والاعتدال، مؤكدين خروج الشعب بمحض إرادته وإبداء رأيه بصراحة وحرية كبيرة فى جو من الهدوء والأمان والاستقرار. وطالبوا بعدم التخوف من حزب "الحرية والعدالة"، الذى أسسته جماعة الإخوان المسلمين لحرص الحزب على أن ينجح فى الاختبار وأولوياته فى النهوض بمصر عن طريق العمارة والإبداع والعدالة الاجتماعية وليس من أولوياته أن يحمل الناس على ما لا يطيقون. وقال الدكتور حسن الشافعى - رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر- إن الليبراليين حكمونا منذ قرن والنتيجة كانت تأخر مصر حتى أصبحت فى ذيل الأمم، مؤكدا أنه إذا نجح الإسلاميون فى تحقيق مشروع نهضة مصر وتوظيف طاقات ملايين المصريين بشكل صحيح سيكون الازدهار الحقيقى للوطن العربى والإسلامى كله. أما الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية السابق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فشدد على أن الإسلاميين مصريون وسيحكمون بالإسلام، الذى هو فى صالح الجميع لأنه دين ودنيا وعقيدة وشريعة فلماذا يخاف الناس من الإسلام والإسلاميين؟. وأضاف وصول الإسلاميين إلى الحكم أفضل من الفساد والاستغلال والاحتكار والظلم وضياع العلم والتعليم، مؤكدا أن الدستور سيحمى الجميع لأنه سيحدد طريقة الاختصاص والتشريع وسيكون لجميع الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه رأى فى صياغة الدستور ليمثل الجميع ومن سيأتى عقب ذلك متوليًا الحكم سيلتزم بإرادة الشعب. من جانبه، قال الدكتور محمود مهنا، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن التجربة الانتخابية رائعة ومحببة إلى نفوس المصريين، موضحا أن الله تعالى نادى الناس جميعًا فى القرآن الكريم بأنهم عباده وخلقه فلا فرق بين مسلم وغير مسلم فى المعاملة ولا يجبر الإسلام أحدًا على اعتناقه أو اتباع شريعته فلغيرنا شريعتهم واعتقاداتهم ولنا شريعتنا وعقيدتنا، كما أن الإسلام لم يظلم أحدًا حتى الحيوانات بدليل أنه أمر بالإحسان إلى الناس أيا كان دينهم أو معتقدهم. وأضاف أن التيار الإسلامى لم يأت من فراغ، وإنما من خلال قراءات متوازنة متزنة. مشددا على أن الإسلام يحترم النفس الآدمية أيا كانت عقيدتها مستشهدا بقوله تعالى "لا إكراه فى الدين" ، "لكم دينكم ولى دين"، وهذا الأمر حبب الشعب المصرى فى الإسلام الذى يساوى بين الناس دون ظلم أو حيف أو طغيان.