عدة كتب وأبحاث أجريت عن الشائعات وكيفية استخدامها وخاصة في الحرب العالمية الثانية ،وتذكر المراجع أن المخابرات البريطانية أول من أنشأوا وحدة الحرب النفسية ويعمل به علماء نفس واطباء نفسيون متخصصون في اطلاق الشائعات التي تصدر الاحباط و الخوف لدي الاعداء،وتطورت الحروب النفسية وأصبح يطلق عليها حروب السايبر cyberwarfare تعتبر الحروب النفسية الآن مصطلحا قديما في مراجع علم النفس العسكري وقد تطورت المصطلحات وأصبحت تسمي في الثمانينيات من القرن الماضي تحت اسم العمليات النفسية ثم في بداية التسعينيات إلى حرب المعلومات ثم العمليات المعلوماتية ودعم المعلومات وصولا إلى المصطلح الأخير إدارة الإدراك. نأتي إلى أبسط تعريف للحروب النفسية وهي التطبيقات العسكرية لعلم النفس، وللدعاية ومحاولات التأثير على الروح المعنوية للجماعات المعادية والصديقة في زمن الحرب في هذه الحرب يكون هناك مواجهات عسكرية مباشرة ويحدث خلالها شائعات وقد بدأت تتطبق أثناء الحرب العالمية الثانية وأول من طبقها هتلر. أما العمليات النفسية فهي عمليات مخططة وممنهجة يتم من خلالها اختيار معلومات محددة ومعينة وتوصيلها إلى الأعداء والحكومات الخارجية المضادة ويكون الهدف من هذه المعلومات هو التأثير نفسيا ومعنويا وعلي عواطف ودوافع الشعوب وبالتالي على صناع القرار. للقيام بتطبيق العمليات النفسية يكون هناك دراسة كاملة على طباع وعادات الشعوب وسلوكياتهم وقد طبقت أُثناء الحرب الباردة وقد استخدمت بقوة أثناء الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان واستخدم دافع الديمقراطية والتخلص من الإرهاب للعب على المشاعر وأخذ تأييد العالم للغزو. أما حرب المعلومات فقد بدأت في نهاية التسعينيات ومع تطور تكنولجيا المعلومات واستخدام الحواسب الآلية في تخزين معلومات عسكرية واستخدام البنوك لشبكات إلكترونية. تم استخدام التكنولوجيا في اختراق وتدمير مواقع إلكترونية تابعة للبنوك وتابعة للبنتاجون وجهات حكومية ووضع بدلا منها معلومات مغلوطة وأوضح مثل لهذه الحروب الفيروسات التي تصيب آلافا من أجهزة الكومبيوتر بجانب الهاكرز. نأتي إلى العمليات المعلوماتية وهي خطة ممنهجة مدروسة يتم استخدام التكنولجيا ووسائل التواصل الاجتماع في نشر معلومات كاذبة ومضللة أثناء الأزمات التي تتعرض لها البلاد من أزمات اقتصادية وثورات وحروب يكون الهدف من هذه المعلومات زيادة الفوضي والإحباط وبث الرعب وأبرز مثال وتطبيق ثورات الربيع العربي. والجديد الذي يطبق الآن هو إدارة الوعي والإدراك ويتم استخدام أحدث وسائل غسيل المخ واللعب على العقل الجمعي وإثارة الرأي العام ويتم استخدام الدعايا والإعلام والمشاهير والأفلام والمسلاسات والصحف والمواقع الإلكترونية لتوجيه الرأي العام لمعلومة محددة وهدف معين وليس خفيا سيطرة المخابرات الأمريكية وعلاقتها الوثيقة بصناع الإعلام وصناع السينما في هوليوود. باختصار كل الحروب و العمليات تعتمد علي الشائعات وكيفية توظفيها.
وفي ورقة بحثية حديثة تكلمت عن التحليل النفسي للشائعات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشرها و ابتزاز الاشخاص وممارسة البلطجة عليهم الدراسة اجريت في امريكيا بين طلبة المدراس المراهقين و اكد 60 في المئة من اجريت عليهم الدراسة انهم استخدموا الفيسبوك في نشر شائعات واكاذيب عن زملائهم وانهم وقعوا في فخ نشر شائعات ومعلومات طبية وعسكرية وسياسية خاطئة .Facebook bullying: An extension of battles in school 20133 نشرت علم 2013. ووجدت الدراسة ان اكثر الشائعات التي تنتشر شائعات موت المشاهير وإفلاس الشركات وانتشار الامراض وارتفاع الضرائب ،والفضائح الجنسية المفبركة ، الدراسة تفول ان الشائعات تننتشر وقت الفوضي ووقت الازمات وان الشائعات التي تنتشر سريعا عادة ما يكون 10 في المئة معلومة صحيحة و الباقي معلومات كاذبة و يكون وراء النشر مؤسسات استخباراتية او مؤسسات اقتصادية هدفها ضرب الاقتصاد او احداث فوضي. الدراسة طرحت سؤالا لماذا يشارك جمهور التواصل الاجتماعي في نشر الشائعة بدون تقكير او تدقيق؛ اجابة البعض 60 في المئة وجدنا المعلومة منشورة في موقع الكتروني كبير، أو شخصا شهيرا او موثوقا فيه نشر المعلومة اربعين في المئة قالوا ان وجدنا عددا كبيرا جدا ينشر المعلومة فنشرنها بدون تدقيق. والبعض قال ان الموضوعات والشائعات تكون مثيرة وذلك ما يجعلهم يستمعون. للأسف هذا ما يحدث في مصر الان ، شائعات يومية عن الجيش والاقتصاد والدواء وصحة المواطنين وعن علاقات مصر بالدول الخارجية ،يساهم في نشر هذه الشائعات وخلقها مجموعة اشخاص ومنظمات محترفة و مدربة علي اللعب علي الدوافع النفسية للناس مما يجعلهم في حالة خوف وهزيمة ويستخدم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي وصل عدد المستخدمين لها في مصر الي حوالي 20 مليون مستخدم اغلبهم ينشر دون تدقيق و بعتمد علي التعميم في التفكير. نحتاح الي وقفة وتوعية اكثر وتدقيق في المعلومة ومصدرها للقضاء علي الشائعات التي اصبحت تهدد الامن القومي.