لاول مرة يخرج الرئيس عبدالفتاح السيسي ليحذر من حرب معلوماتية ونفسية تدار حولنا وقد نجحت بالفعل في تدمير عدة دول مطالبا بضرورة دراستها ومواجهة آثارها علي شباب مصر وتوعية المجتمع ضد مخاطرها وتحويلها لخدمة أهدافنا القومية.. الخبراء العسكريون اكدوا ل«الأخبار» ان تحذير الرئيس من حرب المعلومات وبعد ساعات قليلة عقب وصوله من جولة اسيوية شملت الصين وسنغافورة واندونيسيا ومن قبلها روسيا تشير إلي انه كان يتابع ما يدور وينشر من أخبار كاذبة ومضللة بمصر خلال فترة جولته بالخارج بهدف اثارة سخط المصريين فضلا عن انه بالتأكيد اطلع علي البرامج المتقدمة التي تطبقها الدول التي قام بزيارتها لمواجهة تلك الحرب المعلوماتية والنفسية واراد ان ينقل تلك التجربة للمصريين بسرعة. في البداية يقول اللواء نصر موسي سالم رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق ومستشار اكاديمية ناصر العسكرية ان حرب المعلومات أو (information warfare) ليست محصورة بنطاق عسكري وإنما تشمل جميع المجالات سواءً السياسية والاقتصادية والثقافية والنفسية للشعوب وان هذه الحرب خلال الثلاث سنوات الماضية حققت نتائج مذهلة كبيرة.. واسقطت دولا وقسمتها وقال ان من يقوم بشن هذه الحرب ما كان لينجح لو قام باستخدام قوته العسكرية وانفق بلايين الدولارات عليها موضحا ان اتحاد العلماء الأمريكيين خرجوا خلال الاعوام الماضية في بيان لهم ليؤكدوا « إن العالم لم يعد يُدار بالأسلحة أو الطاقة أو المال.. إنه يدار بالأرقام والأصفار الصغيرة.. إن هناك حرباً تحدث الآن.. إنها ليست من يملك أكثر رصاصاً.. إنها حول من يسيطر علي المعلومات.. ماذا نسمع أو نري؟.. كيف نقوم بعملنا ؟.. كيف نفكر ؟.. إنها حول المعلومات.. واضاف سالم ان ادوات حرب المعلومات كثيرة ومن اهمها الآن الاعلام ووسائل التواصل والمنظمات غير الحكومية مضيفا ان توقيت تحذير السيسي بتلك الحرب جاء بعد زيارته للصين وسنغافورة وهما من الدول اللاتي يمتلكن برامج قوية لحماية انفسها من حرب المعلومات لذلك كان حريصا علي ان يتحدث للشباب في تلك القضية ليحترسوا من تلك الحرب ويستعدوا لها.. كما انه يريد من ذلك التحذير ان يقول انه كما تسير مصر بخطوات واثقة نحو التنمية والازدهار فإن هناك دولا لاترغب في تقدم مصر وستحاول استخدام تلك الحرب الناعمة لوضع السم في العسل وتدمير معنويات المصريين بمختلف الطرق مؤكدا ان السيسي اختار طلبة الكلية الحربية ليس لانهم عسكريون ولكن لانهم يمثلون شباب مصر الذي اراد مخاطبتهم . وقال رئيس جهاز الاستطلاع الاسبق ان حرب المعلومات شعارها هو «اقتل نفسك بنفسك» فهم يقومون بإعطاء الشعوب معلومات لتدمير انفسهم وأن رسالة السيسي انتبهوا لان هناك اعداء يوجهون سهام حرب معلومات وانشطة مضادة تضع السم في العسل وانه يري مؤامرة ما للتصدي لاعداء النجاح. ويقول اللواء جمال حواش الاستاذ باكاديمية ناصر العسكرية ان أنواع حروب المعلومات هي سبعة أقسام اولا حرب القيادة والسيطرة و «الحرب الاستخبارية» و«الحرب الإلكترونية» و «حرب العمليات النفسية» و «حرب المعلومات الاقتصادية» «حرب المعلومات الافتراضية». وطالب حواش بضرورة توخي الحذر في ظل عصر ثورة المعلومات ووقوف الإنسان أمام كم هائل ووفير من المعلومات التي تعتبر بمثابة حركة جارفة تتدفق بدون سدود تعتمد علي تكنولوجيات متقدمة متعاظمة ومتسارعة يصعب علي الفكر الإنساني أن يستوعبها، مما ادي لظهور شبكات الحاسبات المتصلة مع بعضها البعض وتطورت لتصل إلي شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) . ويري اللواء دكتور سيد غنيم الخبير العسكري ان مصطلح حرب المعلومات «cyber war» ومترادفاته « Iwar, Iw» يستخدم بكثافة هذه الأيام في وسائل الإعلام المختلفة وغالباً ما يساء فهمه علي انه يعني استخدام الأسلحة عالية التقنية في الجيوش التقليدية، والصحيح أن حرب المعلومات تختفي فيها المدافع والصواريخ او تتأخر للخلف، وتتقدم الحواسب للخطوط الأمامية للجبهات وفي كل مكان وفي اللامكان أيضاً. واضاف ان حرب المعلومات لها اهداف اشمل يتم تحقيقها بوسائل عديدة فهي جزء من العمليات المعلوماتية فهي قائمة علي اختراق (Hacking) المواقع في شبكة الانترنت، ونشر الفيروسات Viruses او الشائعات او ما شابهها من البرامج المؤذية لإرباك الحاسبات الآلية أو إتلاف محتوياتها.محذرا ان الحرب الجديدة (حرب المعلومات) قد تؤدي إلي نتائج اخطر مما ينجم عن استخدام الاسلحة المدمرة في الميدان،