أكد خبراء أن 70% من مباني المدن الإيطالية لا توافق المعايير الدولية لمقاومة الزلازل، ولا تطبق هذه المعايير على المباني القديمة عن تجديدها، كما لا يتم مراعاتها على الإطلاق في المباني الجديدة. فقد أظهر مبنا "برج الساعة الحجرية" الذي يعود إلى القرن 13 الميلادي في مدينة "أماتريس" صمودا أمام زلزال الأربعاء، بينما لم تصمد مدرسة تسمى رومولو كابرانيكا في المدينة، وهي التي تم ترميمها حسب المعايير المضادة للزلازل، حسب ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية. ووصلت أثار زلزال يوم الأربعاء إلى بعد 135 ميلا بعيدا عن مركزه، في مدينة بولونيا في الشمال، ومدينة نابلس في الجنوب. وتهدمت المباني ودفن السكان تحت الركام في مدينتي أكومولي وأركواتا وبيسكارا ديل ترونتو على بعد 60 إلى 90 ميلا إلى شمال روما. وقتل في أماتريس وحدها 184 شخصا، إذ يقول عمدة المدينة أن المدينة محيت من الوجود، وهي التي سُجلت كواحدة من أجمل المدن التاريخية في العالم العام الماضي، ولا يوجد تقدير حقيقي للمفقودين إذ أن المنطقة كانت تعج بالزوار قبل عيدها الخمسين عندما وقع الزلزال. ويعتقد أن فندق "روما" في أماتريس كان يأوي وحده 70 شخصا، ثم خفض العدد إلى 35، كثيرون منهم لم يتم إحصائهم بعد. وقد أقيمت الخيام والمطابخ حول المناطق المنكوبة، إذ يخشى 1200 شخص العودة إلى منازلهم، خوفا من توابع أخرى للزلزال المدمر. خصصت الحكومة مليار دولار بعد زلزال ضرب منطقة لاكيلا عام 2009 لتجديد المنازل، وذلك بعد مقتل 300 شخص، إلا أن عمليات الترميم كانت تسير بشكل بطئ جدا نظرا للبيروقراطية الشديدة. ويقول أحد المسئولين المعماريين في المنطقة التي تعد مركزا للزلازل أن الحكومة لم تقم بشئ، مؤكدا أن تجديد المباني لتتحمل الزلازل لا يتكلف كثيرا، إلا أن أقل من 20% من المباني جددت بهذا الهدف، إذ أن معظم المباني تستخدم الخرسانة بدلا من الأخشاب. ومثل هذه المباني الحديثة هي الأقل أمانا خلال الزلازل، حيث قتل عام 2002 حوالي 11 طالبا خلال هزة أرضية ضربت لاكيلا، خلال وجودهم داخل مبنى سكن طلابي حديث. وقال أكثر من 600 مطعم إيطالي إنها ستتبرع بمبلغ 2 يورو للصليب الأحمر عن كل طبق تبيعه دعما لضحايا الزلزال الأخير.