ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الخميس أن استهداف سيارة دبلوماسي إسرائيلي في العاصمة الهندية نيودلهي، وتفجير حافلة الركاب الاسرائيليين في هجوم مدينة "بورجاس"البلغارية، جميعها شواهد على مؤامرات تحيكها إيران ضد إسرائيل خلال الحرب الباردة الدائرة بينهما على حد وصف الصحيفة ونقلت الصحيفة-في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني -عن بعض المسئولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية قولهم "أن هناك عشرات المؤمرات التي تحاك ضد إسرائيل والتي تشكل العمود الفقري للهجوم المستمر من قبل إيران وحزب الله اللبناني ضد إسرائيل وحلفائها في الخارج" وتابع المسئولون قولهم بالإشارة إلى أن تلك المؤمرات تبدو ضعيفة في بعض الأحيان، ولكن التكتيكات المتغيرة،وانتشار الأهداف في جميع أنحاء العالم قد يسهل على تلك المؤمرات والمخططات تحقيق مرداها. ويقول محللون إن ظلال الحرب بين إسرائيل من جهة وإيران وجماعة حزب الله اللبنانية من جهة أخرى،تشبه إلي حد كبير المناورات التي كانت تحدث بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية واستخبارات الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة بينهما. وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى ما جاء على لسان كداندرو إكسوم -وهو باحث بارز في المركز الأمريكي الجديد للأمن في واشنطن- "أن إيران تريد أن تضفي الغموض على الاحداث لتزرع بذور الشك حول هوية الفاعلين الحقيقيين،ومن ثم جعله من الصعب على كل من إسرائيل أو الولاياتالمتحدة الرد على تلك المؤمرات ". وتابعت الصحيفة بالقول أنه بعد هجوم "بورجاس" الاخير نفت كلا من إيران وحزب الله تورطهما في تلك العملية،في الوقت الذي أشار فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأصابع الاتهام إليهما. وأردفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقول أن مسئولين أمريكيين وبلغار أيدوا اتهامات إسرائيل ولكنهم لم يعلنوا ذلك،لاسيما بعد أن أكد أحد كبار المسئولين في جهاز المخابرات الاسرائيلية"الموساد"أن الجهاز يمتلك أدلة تفيد تورط إيران في تفجيرات بورجاس من خلال مكالمات هاتفية عديدة تم رصدها بين لبنان وبورجاس خلال الشهرين اللذين سابقا الحادث. كما أوضح المسئول الإسرائيلي أن الاستخبارات الإسرائيلية ليست على استعداد للكشف عن تفاصيل العملية بشكل علني لان ذلك سيضع عليها عبء إثبات ذلك،مؤكدا بالقول "نحن نعلم أن مصادر في لبنان هي من قامت بالتفجيرات" ولكننا لا نعلم هوية الطرف الآخر في بلغاريا. وقالت الصحيفة إنه بعد أسابيع من هجوم بورجاس،توقفت التحقيقات البلغارية الى حد كبير ولم يتم تحديد حتى الان شخصية المهاجم الذي قتل أيضا في الانفجار أو شركائه المشتبه بهم،كما أن بلغاريا مترددة في إعلان حزب الله مسئولا دون دليل . وأشارت الصحيفة الى أن التحقيقات في نيودلهي مازالت مستمرة،ولكن العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين إيران والهند تبقى المعضلة في كشف الحادث،حيث أن إيران هي المورد الرئيسي للنفط إلى الهند التي سعت جاهدة لتحقيق التوازن بين علاقاتها مع إيران وإسرائيل والولاياتالمتحدة. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن بعض الخبراء يؤكدون أن إيران وحزب الله يسارعون في التخطيط لمؤمرات ردا على الهجوم الغربي على البرنامج النووي الايراني، وقيام إسرائيل بتصفية العلماء النووين الإيرانيين وقيادات حزب الله،كما أن الثورة السورية قد تؤدي الى فقد إيران وحزب الله حليف قوى لهما.