أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يجوز للزوجة أن تضرب زوجها، مشددًا على أن هذا إثم ويؤدى إلى الكُره والنفور، ولا يتفق مع قول الله تعالى: « وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً» الروم 21. وأضاف «الجندي» ل«صدى البلد»، أنّ ضرب الزوج إثم كبير، مذكرًا بأن الحياة الزوجية لا بد أن تقوم على التفاهم والمودة والرحمة، والرفق واللين والتسامح، ولا تقوم على المضاربة والمخاصمة، والمعاندة والندية، وعلى الزوجة أن تتعلّم كيف تكسب زوجها، وترضيه. ونبه المفكر الإسلامي، على أنه لا يجوز للزوجة أن تضرب زوجها إذا ضربها مهما كان الأمر لعظم حقّه عليها، لكن إن كان الضرب شديدًا وخافت على نفسها فلها أن تدافع عن نفسها بدفعه عنها بما يحميها من شره وأذاه دون الاعتداء كأن تمسك منه أداة الضرب، وتحتلف طريق الدفاع حسب حالة الزوج. وعن حكم ضرب الزوج لزوجته، أفتى بأنه لا يجوز للزوج أن يضرب زوجته، إلا إذا استنفد معها جميع الحلول السلمية، لأنه مخالفة الأمر في المعاشرة بالمعروف، وقد أمر الله تعالى الزوج بمعاشرة زوجته بالمعروف نصًّا، فقال عز وجل: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» النساء 19. وشدد على ضرورة أن يكون الضرب هو الحل الوحيد بعد استفاد آخر الحلول السليمة، بأن ينصح الزوج أولًا فإن لم تسجب الزوجة فيهجرها في الفراش، ويرسل إلى أهلها حال الإصرار على المعاندة، فإذا نفدت الوسائل السلمية فيلجأ الزوج إلى الضرب، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» سورة النساء (34). وحدد عضو مجمع البحوث الإسلامية، ضوابط لضرب الزوجة إذا احتاج الرجل لضرب امرأته، بأن يكون بعد نفاد جميع الحلول السلمية ويكون متأكدًا أن الضرب هو الحل الوحيد، يكون الضرب غير مبرّح، وغير مدمٍ، وأن يكون ضربها بسواك أو منديل مجموع، وأن يتوقّى فيه الوجه والأماكن المخوفة، لأنّ المقصود منه التّأديب لا الإتلاف. واستشهد بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنَّ النبي -صلى الله عليه- قال: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ»، وعَنْ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَة الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ». وكانت إحصائية حديثة صادرة عن محاكم الأسرة، قد أكدت أن 66% من الزوجات اللاتى يعتدين على أزواجهن بالضرب يتقدمن بطلبات طلاق وخلع للخلاص من هؤلاء الأزواج الذين لم يجدوا أمامهم سبيلا آخر للرد على العنف الذى تعرضوا له على أيدى زوجاتهم سوى اللجوء إلى انذارات الطاعة ودعاوى نشوز والتى بلغت - بحسب الإحصائية - 6 آلاف دعوى. وكشفت الإحصائية عن الأساليب والأدوات التى تستخدمها الزوجات فى ضرب أزواجهن حيث أظهرت أنهن عادة ما يلجأن إلى استخدام "الحزام والدبابيس والأسلحة البيضاء وأدوات المنزل والحذاء واليد وأحيانا يلجئن للعض ووضع الحبوب المنومة لأزواجهن كى يتمكن من ضربهن أو حرقهن. أما مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة فكان له رصد صادم عن ظاهرة "ضرب الأزواج " حيث أعلن أن مصر تحتل المركز الأول عالميا فى قائمة أكثر نساء العالم اعتداء اوضربا للأزواج بنسبة 28٪ تليها أمريكا ب 23% ثم بريطانيا بنسبة 17% ثم الهند بنسبة 11% وقال إن النسبة المصرية كبيرة للغاية وتعد ظاهرة دخيلة على المجتمع المصرى. وأشارت دراسة أخرى إلى أن أكثر من 50،6% من الأزواج في مصر معرضون للقتل من قبل زوجاتهم وأنه فى الغالب ما يسبق ممارسة العنف ضد الأزواج نشوب خلافات زوجية بين الطرفين .