أكد كرم سعيد، الباحث المتخصص بالشأن التركي، أن ما حدث في الساعات الأخيرة في تركيا سيكون له تأثيره على السياسة التركية داخليا وخارجيا، فربما يعاد التفكير مرة أخرى في فكرة طرح الدستور للتعديل للتحول من نظام برلماني إلى رئاسي خاصة أنه يلقى معارضة شديدة في الأوساط التركية. وقال "سعيد" في تصريح ل"صدى البلد": من الواضح أن الانقلاب انتهى بالفعل وعادت السلطة لأردوغان وحكومته، وهذا يعني إنهاء مسلسل الانقلابات الذي عانت منه تركيا من 1960، وهذا سيكون له انعكاس واضح على الشأن الداخلي التركي، إذ ستجرى تعديلات جذرية داخل المؤسسة العسكرية، وسياسيا ربما يعاد التفكير في التحول من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، كما أنه ربما يحدث تقارب بين الدولة والقوى المعارضة وسيعاد المشهد مع القوى الحزبية التي ناهضت هذا الانقلاب رغم التوتر الحادث بينها وبين أردوغان. وأضاف أنه ربما سيكون هناك مسعى لتغيير استراتيجية التعامل مع الأكراد خاصة أنهم التزموا الحياد أمام الأحداث فلم يؤيدوا الانقلاب والتزموا الصمت، إلا أن هذه الأحداث سيكون لها تداعيات سلبية كبيرة على الاقتصاد التركي خصوصا السياحة. وعلى المستوى الخارجي، فقد حدث تحول نوعي في الموقف التركي تجاه بعض القضايا المشتعلة في المنطقة، منها القضية الروسية حيث تراجعت تركيا عن خيار إسقاط الأسد، وكذا بدأ إعادة تشكيل للعلاقات مع العراق، فيما كان لرئيس الوزراء التركي تصريحات قبل الانقلاب مؤداها سعي تركيا لإصلاح علاقاتها مع مصر. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن صباح السبت 16 يوليو 2016، إنهاء محاولة الانقلاب في تركيا، متهما فتح الله غولن، المعارض التركي المقيم في الولاياتالمتحدة بأن أنصاره يقفون وراء هذه المحاولة، مضيفا أن السلطة ستقوم بما وصفه ب"تنقية الجيش من الإرهابيين".