قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهرية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن كثيرًا ما يُسمي الناس قلة العبادة معصية، لكن الأمر ليس كذلك، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. وأوضح «جمعة» في تصريح له، أنه ليس من الضروري تأدية الطاعات والعبادات بعد رمضان، كما كانت فيه، مشيرًا إلى أن ذلك لن يحدث، لأن ظروف المُسلم خارج رمضان مختلفة وليس فيها معونة، وإنما فيها حياة والدين جزء من الحياة ولذلك لن يستطيع. وأضاف أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، بمعنى أنه إذا كان المُسلم يُصلي التراويح ثماني أو عشرين ركعة في رمضان، يمكنه أن يصلي ركعتين ويداوم عليها طوال العام، وإذا كان يقرأ جزء أو اثنين من المُصحف يوميًا، فليداوم على صفحتين، وهكذا مع العبادات الأخرى، فقلة العبادة ليست معصيةً. وتابع: فالقضية أن يُحسب للمُسلم كل ما كان يفعل في رمضان إذا داوم عليه، لقوله -صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ»، فينبغي للمُسلم ألا يكون مثل أولئك الذين كانوا يقومون الليل وتركوه، مشيرًا إلى أن صلاة العشاء والفجر في جماعة هو أقل قيام ليل. ولفت «المفتي الأسبق» إلى أنه ينبغي على الإنسان فهم أن عبادته القليلة الدائمة أرجي وأقوى وأثقل في الميزان عند الله من أي شيء آخر، فلا يهتم بالكم وإنما الديمومة فهي ما تؤثر في النفس، منوهًا بأن المعصية تعني فعل المُحرمات وما دونها ليس بمعصية، والمُسلم مُطالب بتركها بقوة في رمضان وفي غيره.