أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن أسفه حيال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي من خلال الاستفتاء الذي جرى أمس الخميس، محذرا من خطر تصاعد الشعبوية و التيارات المتطرفة. جاء ذلك في تصريح له عقب الاجتماع الوزاري الذي عقده صباح اليوم/الجمعة/ بقصر الاليزيه بحضور الفرنسي بيير موسكوفيسي المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية و المالية و ذلك في أعقاب الاستفتاء البريطاني الذي أسفر عن التصويت لصالح الخروج من الإتحاد الاوروبي. وأكد الرئيس أولاند أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يضع الأخير في اختبار و عليه التحلي بالصلابة و القوة، بوضع الحلول الملائمة للسيطرة على المخاطر الاقتصادية و المالية الناجمة عن ذلك. و أعرب عن ثقته في فاعلية التدابير التي تم بالفعل اتخاذها فور اعلان المملكة المتحدة عن قرارها بالانفصال عن التكتل الاوروبي، مشيرا إلى أن الاجراءات المنصوص عليها في الاتفاقات الأوروبية سيتم تفعيلها دون تأخير . و أكد أولاند أن خروج بريطانيا يتطلب أيضا إدراك النواقص على الصعيد الأوروبي و تراجع ثقة الشعوب في المشروع الذي يحمله الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن بلاده عازمة على مواصلة العمل مع بريطانيا التي نرتبط بها من حيث التاريخ و الجغرافية و كذلك على المستوى الإنساني و الاقتصادي و الثقافي، فضلا عن العلاقات الوثيقة في المجالات الدفاعية التي سيتم المحافظة عليها. و شدد على أن فرنسا ستتحرك حتى تركز أوروبا على قضايا أساسية مثل ضمان الامن و الحماية لاوروبا و تأمين الحدود و حفظ السلم حيال التهديدات ، و الاهتمام بالاستثمارات لدعم النمو و التوظيف و تفعيل سياسات صناعية في مجالات التكنولوجيات الجديدة و التحول في الطاقة. كما أشار إلى أن باريس ستدعم تدابير من شأنها عمل موائمة اجتماعية و ضريبية لوضع قواعد للاقتصادات الأوروبية و منح ضمانات لمواطنينا، فضلا عن تعزيز منطقة اليورو و الحوكمة الديمقراطية الخاصة بها. و أعلن أنه سيشارك الثلاثاء في المجلس الاوروبي و ذلك بعد إجرائه لقاءات بالمسؤولين السياسيين البارزين في فرنسا ، كما سيتوجه الإثنين إلى برلين للتباحث مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وكذلك مع رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي الاجراءات اللازمة للاعداد لهذا المجلس. و من المقرر أن يعقد الرئيس فرانسوا أولاند مساء اليوم الجمعة اجتماعا وزاريا ثانيا لبحث تداعيات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.