قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الاستكثار من الطاعات التي يؤديها المُسلم تجعله يقع في ثلاث مهلكات. وأوضح «جمعة» في تصريح له، أن استكثار الطاعة يوقع بالمُسلم في ثلاث مهلكات، أولها جحود نعمة الستر والإمهال، وثانيها ورؤية الحق على «الله تعالى»، وأخيرًا الاستغناء الذي هو عين الجبروت والتوثُّب على «الله تعالى». وأضاف أن جحود نعمة الستر والإمهال، يعني ظن العبد بأنه شيء كبير جدًا عند اللّٰه، لأنه يستجيب لدعائه، فهذا يهلكه هلاكًا، لأنه لا يشعُر بمِنَّة الستر في البلاوي التي يفعلها، ولا بمنة الإمهال أن اللّٰه لم يخسف به الأرض، منوهًا بأنه ليس بصيرًا وصادقًا فالبصير الصادق هو العارف باللّٰه فلا يأمن مكره، ويعظم منته، ولا يجحد فضله. وتابع: أما رؤية الحق على « الله تعالى»، فتعني أن يُخاطب العبد ربه قائلًا: أنا صليت لِمَ لا تستجيب دعائي؟! ظنًا منه بأن له حقًا على اللّٰه، واللّٰه ليس عليه حق بل هو سبحانه متفضل من كل جانب، وبالنسبة للاستغناء الذي هو عين الجبروت والتوثُّب على «الله تعالى»، فهو ظن العبد بأنه ليس فقيرًا إلىٰ اللّٰه، قلبه غير ساجد للّٰه. واستشهد بما قال أهل اللّٰه: إذا سجد قلبك لربك لا يقوم أبدًا، يسجد وينتهي الأمر -فاللهم أسْجِدْ قلوبنا إليك- فكل الكائنات ساجدة له سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن القلب محل اللطيفة -كالعقل محله المخ- ، وهذا المحل للقلب الذي هو أحد لطائف الإنسان الخمس «القلب، الروح، السر، الخفي، والأخفىٰ»، وكذلك أحد لطائف مظهر وإظهار تجليات اللّٰه سبحانه وتعالى علىٰ الإنسان، محل للترقي في معرفة اللّٰه. ولفت إلى أن التوثب على اللّٰه يكون بالمنازعة فيما ليس للإنسان، بالدخول في دائرة الجبروت، الذي هو للّٰه؛ وفي الحديث القدسي: «قَالَ اللّٰهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعِزَّةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أُلْقِيهِ فِي النَّارِ».