صدرت حديثا عن (الدار المصرية اللبنانية) رواية (فرقة ناجي عطا الله) للكاتب يوسف معاطي، بالتزامن مع عرضها كمسلسل تليفزيوني. وتتكون الرواية من 12 فصلا طويلا لأنها تحتوي على الأحداث التي تم حذفها من المسلسل وهي الرواية الثانية كنص إبداعي للكاتب معاطي، والتي لم تكتب كسيناريو بداية ، كما في أعماله السابقة، بعد روايته (بانجو) ، والتي صدرت منذ عامين عن نفس الدار. وفي رواية (فرقة ناجي عطا الله) يخرج الحدث ، من شكله الدرامي على الشاشة الصغيرة إلى قلب المأساة وعمقها والبحث عن جذورها ، فإذا كان الحدث الرئيسي في الرواية يدور حول سرقة بنك في قلب إسرائيل، فإن معنى السرقة هنا ، يكتسب أبعادا سياسية واجتماعية ، ليلمح إلى سرقة أكبر يقوم بها عدو غاشم هي سرقة وطن بكامله، وإغراقه في المشكلات والتفاصيل. وهنا يحاول معاطي التنبيه إلى طريقة تفكير العدو، وطرق تعامله مع فرائسه ، وإصراره على الكذب والسرقة والنهب ، والإدعاء. وتسافر بنا الرواية - إنطلاقا من مغامرة سرقة بنك - إلى أماكن وتواريخ وبشر ولغات ولهجات وصراعات دولية عميقة يستعصي على الكثيرين فهم أبعادها ، فمن مصر ، إلى الأرض المحتلة ، ورفح ، إلى بغداد وتركيا والشام ، وفي كل بلد تمر به المجموعة بقيادة ناجي عطا الله نتعرف على بشر وتفاصيل وأحداث ، وعلى ملامح الأمكنة وروائح البشر وأهم الأحداث، التي يستغلها البطل في كثير من الأحيان ، وأبرز ملامح معاناة البشر داخل تلك الأماكن. وفي هذا الإطار الكوميدي المأساوي يصحب ناجي عطا الله بطل الرواية وفرقته القراء للمعارك والهروب والترقب والانفعالات من الأكمنة ، وعالم المخابرات بتفاصيله الدقيقة المستحيلة ، فكل تفصيلة قد يغفل عنها البطل تودي بحياة شخص ، لكن الرواية تنجو من كابوسية هذا العالم ، وتحوله إلى مادة جذابة، فكاهية الموقف، وليس اللعب بكلمات ، سخرية نابعة من تناقضات الموضوع، لا من ظاهرية الشكل . وتنشر الرواية كاملة ، دون حذف كانت تقتضيه الأحداث عند تحويلها إلى مسلسل ، أو لدواعٍ أمنية . وكتب معاطي في مقدمة العمل شكرا توجه به إلى الكثير من الأشخاص عراقيين وسوريين ومن الأرض المحتلة؛ ليدقق لهجة ، أو ليمحص حدثا،أو يعرف خلفياته الاجتماعية والموضوعية. وكما يبدو من الحلقات التي تم عرضها من المسلسل التلفزيوني فإن الرواية المكتوبة تختلف بشكل كبير عن الشكل الدرامي.