* الطيار جاد الكريم: الصندوق الأسود يرسل إشارات منذ لحظة سقوط الطائرة * الشافعي "وكالة الفضاء الروسية": "رادار بحري" للعثور على الصندوق الأسود * الرادار البحري ضروري بعد امتصاص الماء لإشارات الصندوق * لواء بحري نبيل عبد الوهاب: الصندوق الأسود على عمق 300 متر * الغواصة تستخدم ال"ROV" لتصويره وانتشاله سريعا * منطقة وجوده خالية من الشعب المرجانية والبحث بين الصخور أسهل برغم مرور أكثر من 72 ساعة.. ما زالت الصناديق السوداء لطائرة مصر للطيران من باريس للقاهرة الرحلة رقم 804، المنكوبة، مازالت الصناديق أيضا في عداد "المفقودين". فمتى تنبعث الإشارات من الصناديق للأقمار الصناعية، ولماذا لم نتوصل حتى الآن إلى مكان الصندوق، وما العمق الذي توجد فيه الطائرة وقدرة الغواصة المصرية التي تحركت اليوم على الوصول إلى مكان الصناديق، وهل ستعتمد فقط على ذبذبات الصناديق، كلها أسئلة تجيب عنها السطور التالية: "اتصل بالقمر منذ لحظة السقوط" كشف اللواء الطيار جاد الكريم نصر، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات سابقا، عن أسرار وطرق عمل الصندوق الأسود الموجود داخل الطائرات التي تسقط سواء في البحر أو البر. وقال "نصر"، في تصريح ل"صدى البلد"، إن طريقة عمل الصندوق في حال سقوط الطائرة يبدأ مع أول اصطدام له سواء بالبحر أو البر، بإرسال إشارات استغاثة إلى الأقمار الصناعية وهي إشارة للتعريف بمكان واحداثيات مكان وقوع الطائرة، وتقوم الأقمار بإرسالها للمحطات المختصة بالتقاطها وفك شفراتها. وأوضح أن إرسال الإشارة إلى الأقمار متوقف على قوة اصطدامها بالبحر وامتصاص المياه للصدمة، ففي حال ضعف قوتها لا يقوم الصندوق بتلك المهمة. وأكد أن هناك صندوقين داخل الطائرة، الأول يعطي معلومات عن سرعتها وارتفاعها واتجاهها إلى غير ذلك عن طبيعة عمل أجهزة التشغيل الخاصة بالطائرة، وهذه المعلومات يتم تفريغها بواسطة جهاز معين موجود بوزارة الطيران لاستخلاص المعلومات وقرأتها، أما الصندوق الآخر مهمته تسجيل الاتصالات والمحادثات داخل قمرة القيادة بين الطيار ومساعده، وتسجيل الاتصالات من الطائرة إلى أبراج المراقبة المختلفة أو أي تواصل من الطائرة بالخارج. ولفت إلى أن جميع الصناديق بالطائرات مهمتها واحدة ولا يختلف من طائرة لأخرى، موضحا أنه في حال تلف الصندوق بشدة يصعب الحصول على المعلومات وفي هذه الحالة قد يحتاج إلى أجهزة أخرى لمحاولة استخلاص المعلومات قد تكون غير موجودة بمصر. "رادار بحري.. وامتصاص الذبذبات" أكد الدكتور حسين الشافعي، مستشار وكالة الفضاء الروسية، أن البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية المنكوبة في البحر الأبيض المتوسط، ستستغرق وقتا أطول مما يتوقع البعض رغم إرسالهما للإشارات منذ لحظة السقوط لاسيما أن قاع البحر ممتد ومليء بالشعب المرجانية!. وأوضح "الشافعي"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن الطائرات عندما تسقط على الأرض ترسل الصناديق إشاراتها بمنتهى السهولة للقمر الصناعي ويُعثر عليها سريعا، بينما سقوط الطائرة في المحيط يؤدي إلى امتصاص الماء لنسبة كبيرة جدا من الذبذبات والإشارات، فتصبح الإشارات الملتقطة منها ضعيفة جدا، وتحتاج إلى أجهزة "رادار بحرية"، بحيث تحملها أجهزة البحث داخل الماء. وأشار إلى أنه لو حدث وسقطت الصناديق بين شعب مرجانية تصعب المهمة أكثر لأن الإشارات تكون أضعف. وقال إن الغواصة المصرية مجهزة بأجهزة رادار لتتحسس الإشارات الضعيفة المنبعثة من الصناديق، ربما تستغرق وقتا طويلا إلا أنها ستستطيع في النهاية التقاطها، لافتًا إلى أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للعثور على صناديق الطائرة المصرية المنكوبة وفك اللغز. وأشار إلى أن تأخر الطائرة في مطار شارل ديجول وانفجارها قبل الوصول إلى القاهرة بنفس المقدار الزمني الذي تأخرت به أو يزيد قليلا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الهدف كان تفجير الطائرة في قلب مطار القاهرة الدولي، وهو إن صح فسيلقي بتبعات سيئة جدا على مطار شارل ديجول، لأن احتمالات وجود قنبلة عليها ستكون مؤكدة. "300 متر" أكد اللواء البحري نبيل عبد الوهاب أن المنطقة التي سقطت بها الطائرة المنكوبة اير باص A320 رحلة رقم 804، والمرجح وجود الصناديق السوداء بها، يقدر عمقها بحوالي من 250 إلى 300 متر بقاع البحر الأبيض المتوسط، وهي في المنطقة التي تبعد عن شواطئ إسكندرية بمقدار 290 كيلو مترا مربعا. وقال "عبد الوهاب"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إن هذا العمق يضعف به احتمالات سقوط الصناديق بين الشعب المرجانية التي تتواجد أكثر بالقرب من الشواطئ وبأعماق أقل نظرا لأنها تحتاج إلى "النور". "تصوير واستكشاف" وأضاف أن هذه المعطيات، بالإضافة إلى طاقة الغواصة التي تستطيع كشف 3000 متر تحت القاع، تسهل مهمة الغواصة المصرية التي تحركت اليوم للبحث عن الصندوق الأسود، خاصة أن ريبوت التحكم أو ما يعرف ب"ROV" تستطيع الغواصة من خلاله تصوير القاع واستكشاف الصناديق بشكل أسرع، وفي هذه الحالة لا يكون الاعتماد فقط على الإشارات المنبعثة من الصندوق، فضلا عن أن ضعف وجود الشعب المرجانية بالقاع وانتشار الصخور بدلا منها يجعل المهمة سهلة، فيسهل التصوير والاستكشاف سريعا ربما خلال ساعات.