قال المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة إن تنظيم "داعش" استخدم 4 آليات لتجنيد مقاتلين جدد من منطقة جنوب شرق آسيا، أولاها الاستراتيجية الإعلامية، حيث يعتمد تنظيم "داعش" على المواقع الإلكترونية التي قام بعض المتخصصين الذين انضموا إليه بإنشائها في الوصول إلى المناطق البعيدة وإقناع بعض مواطنيها بأفكاره المتطرفة ومن ثم دعم مساعيه في ضم عدد منهم. وثانيها -بحسب دراسة أجراها برنامج دراسات الحركات الإسلامية بالمركز الإقليمى بعنوان "هل يسعى تنظيم داعش للتمدد فى جنوب شرق آسيا"- استغلال القيادات المؤثرة، فقد استغل التنظيم بعض الشخصيات الجهادية المؤثرة في منطقة جنوب شرق آسيا للاعتماد عليها في تجنيد عناصر جديدة، مثل محمد علي تامباكو وعثمان باسط عثمان في الفلبين، إضافة إلى بحرون نعيم الذي ساهم في تمدد التنظيم بشكل ملحوظ في إندونيسيا. وثالث هذه الاليات هو الاعتماد على العائدين، حيث ساهمت عودة بعض مقاتلي جنوب شرق آسيا من سوريا والعراق إلى بلادهم في تمدد تنظيم "داعش" في تلك المنطقة، حيث شارك بعض المقاتلين الماليزيين والإندونيسيين في عمليات التنظيم في كل من سوريا والعراق، وعاد بعضهم في أعقاب الضربات العسكرية التي تعرض لها التنظيم، وهذا ما ساهم، إلى حد ما، في تزايد نشاط التنظيم في هذه المنطقة خلال الفترة الأخيرة. وآخرها استغلال مشكلات الأقليات المسلمة، فيبدو أن تنظيم "داعش" يسعى إلى استغلال المشكلات التي تتعرض لها بعض الأقليات المسلمة في تلك المنطقة من أجل تجنيد بعض المقاتلين الجدد، حيث يسعى في هذا السياق إلى تبني شعارات زائفة مثل "الدفاع عن المسلمين المضطهدين".. وتوقعت الدراسة ان يفرض اتجاه تنظيم "داعش" نحو دعم نفوذه في منطقة جنوب شرق آسيا تداعيات عديدة، منها: تزايد النشاط "الداعشي"، خاصة في ظل حرص التنظيم على استغلال المشكلات العديدة التي تواجهها تلك الدول، فضلا عن وجود بعض الجماعات الجهادية في توسيع نطاق نفوذه في تلك المنطقة، بشكل ربما يزيد من احتمالات تعرضها لعمليات إرهابية، واستهداف اقتصادات دول المنطقة، لا سيما أن التنظيم يحرص بصفة مستمرة على استهداف المقومات الاقتصادية للدول، حيث يعتقد قادته أن ذلك يمثل الآلية الأهم لدعم انتشاره، خاصة القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثرًا بالعمليات الإرهابية مثل قطاع السياحة، ولذا ركزت عمليات التنظيم بشكل مباشر على قطاع السياحة في دول جنوب شرق آسيا خلال الفترة الماضية، كذلك تبني إجراءات أمنية مشددة، حيث اتجهت الأجهزة الرسمية في دول تلك المنطقة نحو تشديد إجراءاتها الأمنية لمنع التنظيم من القيام بعمليات إرهابية جديدة وتقليص قدرته على تجنيد بعض المقاتلين المحليين.