قال دكتور وكيل الأزهر الشريف إن الجماعات المتطرفة أذرع استعمارية صنعها أعداء الأمة لإضعاف الإسلام وتمزيق صفوف المسلمين والقضاء عليهم، أن أمكنهم ذلك، وقد حاولت هذه الجماعات خداع الناس وإغواء الشباب، مستغلين العاطفة الدينية القوية لدى جموع المسلمين. جاء ذلك في محاضرة القاها شومان اليوم بجامعة بني سويف حول (المفاهيم المغلوطة التي تروج لها الجماعات المنحرفة)، بحضور جمع غفير من اساتذة وطلاب الجامعة. وأضاف وكيل الأزهر: أن علماء الأزهر يعملون من أجل خدمة الدين والمجتمع، فرسالة الأزهر رسالة إنسانية تعمل على خدمة البشرية جمعاء. مؤكدا أن الإسلام دين السلام جاء لحماية النفس البشرية حاملا مبدأ السلام ونابذا للعنف والتعصب والكراهية ، فالإسلام دين الرحمة والسلام لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال أن يكون كما تصوره بعض الجماعات التي أذهبت أمن الناس وكدرت صفو حياتهم . واشار إلى أن "الغزاة والمستعمرين انتبهوا قديما إلى أن القوة العسكرية لا يمكن أن تركع الشعوب الإسلامية مهما قويت فما نجح احتلال في إنفاذ أغراضه وتحويل البقعة التي احتلها إلي جزء من بلاده مهما طال الزمن ، ففي النهاية يرحلون ففطنوا إلى استغلال السلاح الفكري ونجحوا إلي حد بعيد في ذلك". وبين وكيل الأزهر أن "استغلال أعداء الإسلام للسلاح الفكري أمر قديم وليس جديدا فأعداء الأمة صنعوا جماعات كثيرة منها الموجود على الساحة حاليا يرفعون السلاح لإحداث الفتن في بلاد المسلمين للانقضاض عليهم ولكن هيهات لهم ما بقي الأزهر الشريف فهو لهم بالمرصاد" . وعن الفريق الثاني قال دكتور عباس شومان إنهم "تلك الجماعات التي ترعرعت في بلادنا ولديها مشكلات مع الدولة فقاموا باستغلالها عن طريق استغلال تلك الجماعات لمشاكل الشباب كالبطالة والزواج والطعام والشراب لاسيما وأن هؤلاء يملكون أموال لا حصر لها قويت شوكة تلك الجماعات بها ، ولا علاقة لهم بالإسلام وشريعته" . وأكد وكيل الأزهر أن "شريعة الإسلام وما جاء في كتاب الله وسنته التي بين أيدنا وتراث فقهاء الأمة الكل يثبت أن تلك الجماعات لا علاقة لها بديننا ،متسائلا: ماذا حققت تلك الجماعات بعد كل الدماء والأموال للإسلام والمسلمين ؟ لم يتحقق إلا تشويه صورة الإسلام، وللأسف انتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا وساهم في انتشارها فكر جماعات العنف والأفكار المشوهة فأحدثوا مضرَّة علي الإسلام والمسلمين". وحول قضية الخلافة افاد عباس شومان أن "الحق الذي يؤمن به من يدركون مقاصد الشريعة وطبيعة أنظمتها أن الخلافة نظام حكم دنيوي ليس من أساسيات العقيدة التي يجب الإيمان بها، وأنها وإن تعارف عليها السابقون وارتضوها نظاما لحكمهم يحقق مصالحهم ويضبط مسيرتهم ويراقب انتظام الحقوق والواجبات لينتهي الظلم ويسود العدل، إلا أنه نظام غير لازم ولا جامد على صورته الأولى، وأنه متى تراضى الناس على غيره من الأنظمة انتقلوا إليه دون أن يكون في ذلك مخالفة لشريعة الإسلام، فهي تستوعب جميع الأنظمة التي يتعارف عليها الناس في زماننا وما يستجد في أزمنة مقبلة، والعبرة بانتظام الناس على مبادئ شرع الله، ولا يضرهم اسم النظام الذي يحتكمون إليه". مشددا على أن "التذرع بمسألة الخلافة وأنها نظام ديني وأن النظم الأخرى لا طاعة لها افتراء في الدين". أما التكفير فهي قضية "لا أعلم من أين أتوا بها وهل في الإسلام ما يتيح إطلاق حكم الكفر على الناس، الشرع لم يقل بهذا، لماذا نعرض أنفسنا لهذا الأمر؟ إن كان كافرا فالله أعلم به وإن كان مؤمنا فستتحمل وزره". وافصح شومان قائلا ان "الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن الحكم على المنافقين بالكفر مع أن المولي عز وجل أطلعه علي ما قلوبهم، وطلب الصحابة منه عليه السلام قتالهم فقال لهم لا (ما أقاموا الصلاة) فكيف نحكم بكفر الناس؟ هل نحن أعلم من الرسول ولدينا صلاحيات أعظم منه ؟ أليس هو مرجعنا؟ هل قتل الرسول أحدا لعقيدته؟". وتابع وكيل الازهر ان "القاضي فقط هو من يملك حكم التكفير ولا يملك الأزهر ولا الإفتاء ذلك، دورنا بيان الحكم الشرعي فقط .الأزهر لا يحكم إرضاء للعواطف لا نقدر على ذلك لدينا منطلقات علمية فما الفرق بيننا وبين داعش إذا أطلقنا حكم الكفر !؟" لافتا الى ان "كل من يرفع السلاح على الآمنين مفسد في الأرض حتي ولو كتب على رايته لا إله إلا الله ، كل من يخوف الناس ويرهبهم يجب كف بأسه وقتاله لأنه مفسد في الأرض" . وعن الجهاد قال وكيل الأزهر إنه "شرع في الإسلام لدفع الاعتداء وشر المعتدين ، فالعدل الرد عليهم بمثل الاعتداء علينا طالما بدءوا بالأمر، معظم الآيات (قاتلوا) وليس ( اقتلوا) هذا هو ديننا عاش الرسول مع اليهود وعقد معهم المعاهدات ولم ينقضها". ووجه شومان النصيحة للطلاب قائلا "هذه الجماعات ضالة لا تسعي إلا لجلب الشر لكم انتم ثروة الإسلام لذلك يستهدفونكم كونوا على حذر استمعوا للعلماء فقط" . من جانبه قال دكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف إن "الإرهاب لا يمكن مواجهته إلا فكريا والجامعات عليها دور كبير في هذا الأمر بالتعاون مع الأزهر الشريف من أجل توعية وحماية الطلاب والطالبات" ، مشيرا إلى أن "الأزهر هو المؤسسة الوحيدة القادرة على تصحيح المفاهيم وحماية الطلاب". وحذر رئيس جامعة بني سويف من خطورة الإساءة لمؤسسات الدولة لأن ذلك يمثل يؤدي إلي تشكيك الشباب في مؤسساتهم الوطنية التي تعمل ليل نهار من أجل تقدم الوطن.