تباينت آراء قيادات الحركة العمالية تجاه ترشيح الدكتور سيد فؤاد البسطاويسي لتولي حقيبة وزارة القوى العاملة والهجرة خلال المرحلة المقبلة، حيث رحبت به بعض القيادات، معربين عن أملهم بأن يسهم اختياره في استقرار الأوضاع بين العمال في ظل الانشقاق الكبير الذي جاء عقب إطلاق الدكتور أحمد البرعي، وزير القوى العاملة السابق، للحريات النقابية. في حين رفض أعضاء النقابات المستقلة هذا الترشيح وهددوا باتخاذ إجراءات خلال الساعات القليلة المقبلة للرد علي هذا الاختيار. وأكد سيد طه، رئيس عضو اللجنة المشرفة على نقابة العاملين بالبناء، أن الدكتور سيد البسطويسي لدية القدرة على استيعاب الوضع العمالي بحكم الخبرة التي يتمتع بها والتدرج في العمل بالوزارة. وقال عبد الحميد بلال، رئيس اللجنة القانونية التي أعدت مشروعي قانون الحريات النقابية وتعديلات قانون العمل، إن الوزير الجديد مطالب باستكمال منظومة الحريات النقابية ودعمها وعدم التراجع عنها في ظل الهجوم الذي كانت تتعرض له الحكومة السابقة من إطلاقها للحريات النقابية في مصر. من جانبه، أكد جبالي محمد جبالي، رئيس النقابة العامة للنقل البري، أن الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، أحسن الاختيار بتكليف "البسطاويسي" بملف القوى العاملة، خاصة أنه من الملفات شديدة الأهمية ويحتاج إلى أحد العالمين ببواطن الأمور، مشيرا إلى أن هناك حالة من الارتياح العمالي بين القيادات النقابية لهذا الاختيار. وأشار جبالي إلى أن وزير القوى العاملة الجديد شخصية محاورة تمتلك مرونة كبيرة في التعامل بما يسمح لها باستيعاب الرأي والرأي الآخر، خاصة أن الوزير مقبل على مهمة شاقة وهى التوفيق بين النقابات المستقلة واتحاد عمال مصر. في المقابل، أكد كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، أن ترشيح سيد فؤاد في حكومة الإنقاذ الوطني هو أمر محبط ومخالف لجميع التوقعات، موضحًا أن الجنزوري فضل اختيار وزراء بيروقراطيين خلال هذه المرحلة للتحكم في أدائهم بدلا من اختيار شخصيات سياسية أو تكنوقراطية.
وتوقع عباس أن تتوقف الحركة خلال المرحلة المقبلة في بعض الملفات المهمة مثل الحريات النقابية والمفاوضة الجماعية والتي قطع فيها الدكتور أحمد البرعي شوطا كبيرا، موضحًا أن الدار أعلنت رفضها لهذا الترشيح، خصوصًا أن هناك حالة غضب بين الحركة العمالية وموظفي وزارة القوى العاملة، لرفض عدد كبير هذا الاختيار، خاصة أنه كان موظفًا على المعاش.
وتحفظت العديد من القيادات على إبداء رأيها فيما يتعلق بترشيح الوزير الجديد، مؤكدين ضرورة استقرار الأوضاع في ظل المرحلة المهمة التي تمر بها مصر اقتصاديا دعما للعمل والإنتاج.