صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب، ديوان البابا شنودة، والذى جمع مادته وقدم له بدراسة مستفيضة، الدكتور محمد سالمان، ويضم الديوان اشعار البابا شنودة المكتوبة فقط باللغة الفصحى، وتبلغ 38 قصيدة ومقطوعة فى اكثر من 600 بيت شعرى، كتبها البابا على مدار نحو سبعين عاما ..اذ تعود تاريخ أقدم قصيدة الى عام 1939 اما القصيدة الأخيرة فتعود الى عام 2009 وقال سالمان : ان الديوان يضم مسرحية شعرية صغيرة مكونة من منظرين اثنين وهى تحكى قصة آدم وحواء ..كما يضم الديوان بعضا من ذكريات البابا مع شعره فنجده كتب قصيدة وهو على باب المترو ..وقصيدة وهو يسبح فى البحر وكادت تودى بحياته ..اضافة الى النشيد الوطنى الذى كتبه للمدرسة وتم عزفه ..والديوان مصحوب بدراسة تضم حياة البابا شنودة منذ ولادته حيث ماتت والدته وارضعته الحاجة "صابرة" المسلمة فجمع بذلك بين المسيحية والاسلام فى تكوينه الجسدى، كما تضم دراسة نقدية مهمة لشعره من ناحية الموضوعات واستلهام التراث وكذلك دراسة موسيقية لتلك الاشعار. وقدم الدكتور سالمان بعض نماذج من قصائد البابا مثل قوله فى قصيدته / تائه فى الغربة/ غريبا عشت فى الدنيا.....نزيلا مثل آبائى غريبا فى أساليبى....وأفكارى وأهوائى غريبا لم أجد سمعا...أفرغ فيه آرائى ي،حار الناس فى ألفى ....ولا يدرون ما بائى ويقول فى قصيدة /سائح/ انا فى البيداء وحدى ..ليس لى شأن بغيرى لى جحر فى شقوق التل ..قد أخفيت جحرى وسأمضى منه يوما ...ساكنا ما لست أدرى وقال فى قصيدة " حنانك يا رب يغزو القلوب ..فأنت الصديق وانت الحبيب. ويشير سالمان الى ان اهم ميزة فى شعرالبابا شنودة استلهام التراث العربى القديم.. وضح ذلك عندما عارض الامام الحصرى القيروانى فى قصيدته الرائعة : ياليل الصب متى غده ..أقيام الساعة موعده وقال شنودة :ان جاع عدوك أطعمه ..واذا ما احتاج تساعده ... وبكل سخاء تعطيه... ومن الخيرات املأ يده . كما استلهم بعض القصص التاريخية مثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيزقال : هو ذا الثوب خذيه ..ان قلبى ليس فيه أنا لا أملك هذا.... الثوب بل لا أدّعيه هو من مالك أنت ..لك أن تسترجعيه كما تأثر شنودة بشعر الاندلسيين من خلال الموشح الاندلسى وتغيير القافية ولد "البابا شنودة" فى 3 أغسطس 1923 م فى قرية سلام مركز منفلوط بأسيوط، والبابا شنودة شخصية مصرية وعالمية رفيعة المستوى فقد شغل بطريرك الكرازة المرقسية فى مصر والسودان وسائر أفريقيا والخمس مدن الغربية وبلاد المهجر، وهو رجل دين بارز وشجاع هادئ ومتسامح مثقف كانت حياته سرًا من الأسرار يعشق العزلة والاغتراب، ويهوى حياة الجبال والمغارات ويعشق التأمل والتفكير.