* مجمع «الإهمال».. التحرير سابقاً * سرنجات "المكس" داخل الحمامات تعوم في المجاري * الرطوبة تضرب أسقف المبنى ويتنظر الانهيار * فوضى الطوابير وكاميرات المراقبة تتصدّر المشهد * المواطنون: العذاب أشكال وألوان والمعاناة يومية.. والموظفون رفعوا شعار «لازم تدفع علشان تمشى» مُجمّع التحرير يعاني كباقي المصالح والهيئات الحكومية من البيروقراطية والفساد والإهمال، رغم عمليات التطوير الظاهرية التي تستهدف تجميل المبنى إلَّا أن المجمع داخليَّا يحتاج إلى "ثورة حقيقية" لتطويره وإعاده تأهيل الموظفين به وإنشاء نظام تواصل حديث وهيكلة لعمليات التعامل اليومي بين المواطن والموظفين. الكارثة الأخرى التى يشهدها المجمع عند دخوله هى ملاحظة تسرب المياه من المواسير الخلفية للمبنى، وزيادة نسب الرطوبة بأسقف معظم أدوار المجمع وهو ما يهدد بانهياره.. "صدى البلد" رصد حالة الإهمال والفوضى التى يشهدها المجمع. بداية التفكير فى هذا الموضوع جاءت عندما ذهبنا إلى مجمع التحرير الذى يحتوى على العديد من المصالح الحكومية والإجراءات الاستثنائية التى تستهدف خدمة المواطنين بينما الإجراءات التى يجب أن تطبق للمواطنين لا تتم.. كنا نتوقع إجراءات أمنية للحفاظ على المجمع الذى يخدم 30 ألف مواطن بحسب التقديرات الرسمية، أغلبهم لا يعرف سوى الجهة التى يتعامل معها، أو الطابق الذى يتوجه إليه للحصول على الخدمة الحكومية التى يحتاجها، يعمل به أكثر من 10 آلاف موظف ويضم مجمع التحرير 1309 حجرات للموظفين ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور على مساحة 28 ألف متر مربع، وارتفاعه 55 مترًا ويتكون من 14 طابقاً داخل المجمع طوابير المواطنين أمام الشبابيك.. الآلاف أمام شبابيك الهجرة والجوازات وأمام استخراج شهادة مراقبة وأمام إدارات التعليم يحاولون تخليص مصالحهم واستخراج أوراقهم إلا أنهم يصدمون بهذه الحالة المزرية من الفوضى فيضطرون إلى "تفتيح الدماغ" علشان المصلحة تقضى، فيدفعون الرشاوى لبعض الموظفين المتواجدين بجوار الطوابير الطويلة. الغريب هو الدخول من باب الخروج الذى لا توجد به إجراءات تفتيش رغم ضرورة مرور أى شخص يدخل المجمع على بوابة مُجهّزة بجهاز الكشف المعدنى وهو ما أظهر حالة التسيب الأمنى الذى ينذر بكارثة ضخمة، بالإضافة إلى أدوار وغرف المجمع التى تبعث بالمشاهد البشعة التى تحتل دورات المياه وغرف الموظفين، ناهيك عن التعامل السيئ من جانب الموظفين للمواطنين. عندما تتحدث مع موظف يتعامل ب"أنف مرفوع" ويرد بطريقة غير لائقة، أما المشهد الثانى فكان صدمة بالنسبة لنا حيث سرنجات المكس الملقاة على أرضيات دورات المياه، بداية من الدور الرابع، والأمر لا ينتهى على ذلك، فعدسة "صدى البلد" التقطت مجموعة صور لانتشار القمامة ومياه المجارى داخل المبنى العريق الذى يظهر أمام المسئولين بصورة ولكن الداخل والواقع صدمة. * كعب داير قسم "الجوازات والهجرة" يشهد ازدحامًا مُتواصلاً من جميع الجنسيات منذ بدء ساعات العمل حتي انتهائه في الثالثة عصرًا وتتباين آراء المواطنين بين الارتياح والغضب حول معاملة الموظفين وتيسير الخدمات المقدمة إليهم من المجمع، حيث قال نبيل محمد -سورى الجنسية ويحمل الجنسية المصرية عن والدته ولديه عشرة أبناء تسعة منهم يحملون الجنسية المصرية وآخر يحاول الحصول عليها-: إن ابنه البالغ من العمر 24 سنة مازال يعاني من أجل الحصول علي الجنسية المصرية ويشكو من سوء معاملة الموظفين وعدم تقديم المساعدة الكافية حيث ذكر أنه يتردّد علي المجمع منذ ما يقرب من الأسبوع للحصول علي الجنسية المصرية لابنه وفي كل مرة يطلب منه أوراقًا جديدة، فهو يتساءل: لماذا لا يتم طلب الأوراق جملة واحدة بدلاً من المُماطلة في الأوراق المطلوبة وعلي حسب قوله إن ذلك يضيع الكثير من الوقت والجهد دون جدوى. وأضاف أحمد منصور، لبنانى الجنسية، أنه جاء لاستخراج إقامة في مصر منذ أربعة أيام تقريبًا ولم يحدث أي جديد في طلبه وذلك لكثرة طلبات الموظفين لأوراق جديدة كل مرة يذهب إليهم أو كنتيجة لكثرة الزحام يوميًا لا يستطيع الوصول إلي الشباك وعند الوصول له تكون قد انتهت ساعات العمل وغادر الموظف.. وقد يأتي الحظ حليفاً لآخر حيث ذكر محمد شعبان أانه حالفه الحظ واستطاع بعد عناء كبير وتردد أكثر من مرة لاستخراج الأوراق استطاع أخيرا استخراج الإقامة. السيدة ميرفت حسن، حالة أخرى عانت فى مجمع التحرير.. حضرت إلى المجمع من الفيوم للحصول علي طلب تقدمه إلي وزارة التربية والتعليم لالتماس الموافقة على إجازة بدون راتب حيث إنها تعاقدت للعمل بالخارج كمدرسة.. وكما تقول فإن رحلة الحصول علي الإجازة بدون راتب ستبدأ بعد تقديم طلب الالتماس بالمجمع، ثم تذهب إلي التنسيق، ثم إلي وزارة شئون العاملين، ثم إلي وكيل وزارة التربية والتعليم، وبعده إلي قسم الإجازات، وأخيراً إلي الإدارة التابعة لها جهة عملها. وهذه الرحلة لن تقل عن ثلاثة أسابيع.. فغالبًا ما يكون المسئول عن التوقيع غير موجود لظروف عمله وتضطر للحضور له في اليوم الثاني أو الثالث من زيارتها الأولى له. مأساة أخري يعيشها الشاب مرتضي عبده، من أب سوداني وأم مصرية.. حضر إلي مجمع التحرير لاستخراج طلب إقامة له خاصة أنه يدرس بالجامعة ويسكن في النوبة جنوبأسوان في المرة الأولي لزيارته مجمع التحرير طلب منه الموظف المختص في إدارة الجوازات بالمجمع بعض الأوراق، ومنها بطاقة والدته الشخصية.. وفي المرة الثانية طلب منه بطاقة والده.. وفي المرة الثالثة سأله عن بطاقته هو نفسه!! ويقول "مرتضي" إن مجمع التحرير يعانى أيضًا من إهمال بنظافة المبنى وإلقاء القمامة على سلالم المجمع وانتشار الباعة الجائلين ماهيك عن حقن المكس داخل الحمامات والحيوانات الضالة.