تابعت الأوساط الفنية بكثير من الترقب نتائج الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب وتباينت آراؤهم ومواقفهم تجاه صعود التيار الاسلامى وسيطرته المتوقعة على مقاعد البرلمان القادم .. تقول الفنانة الكبيرة نجلاء فتحي إن الاخوان المسلمين من حقهم التواجد في مجلس الشعب بعد ان دأب النظام السابق على تهميشهم لدرجة وصفهم بالجماعة المحظورة بالرغم من إنهم في الاساس جزء لا يتجزأ من الشعب المصري لا يجب التخوف منهم , واستطردت انه في حال وصولهم للحكم فبالتأكيد ستكون هناك محظورات في الفن متمثلة في منع القبلات والاحضان والمشاهد الساخنة مضيفة ان الالتزام ليس معناه الحجر على حرية الابداع وتقييد الفكر , وهو ما ترفضه تماما و واذا احدث شىء من هذا قسوف تكون العواقب وخيمة . ويرى الفنان الكبير يحيى الفخرانى ان اى مخاوف من تأثير وصول الاخوان الى الحكم على الفن مبالغ فيها فالفن المصرى بطبيعته فن ملتزم لا يقوم على الإباحية , والفنان الحقيقى لا يقدم فنا تلفظه جموع الشعب الذى تحكمه الاعتبارات الاخلاقية والتقاليد العامة . واشار الفخرانى الى انه لا يخشى على الفن والابداع من التيارات الدينية مؤكدا ان كل ما فى الامر اننا نخاف عادة الشىء الجديد , ولا بد من انتظار ما ستسفر عنه التجربة . واكد الفنان الكبير يوسف شعبان ان الفن المصرى لا يتاثر بأى نظام حكم حتى لو تولى الاخوان مقاليد الامور رافضا التسرع فى اعتبارهم فائزين بأغلبية مقاعد مجلس الشعب رغم انه ما زالت هناك جولتان كاملتان , وعندما يتم التأكد من فوز الاخوان ساعتها نرى ما هو شكل الفن الذى سيتم تقديمه مبديا ثقته فى انه لن يختلف فى اى شئ لان حرية الابداع مكفولة للجميع . وقال الفنان احمد عيد انه يري أن نسبة تواجد الاخوان في مجلس الشعب في دورته الحالية لن تتعدي حاجز ال 50% بأي حال من الاحوال وذلك علي غرار حزب النهضة في تونس الذي حصل على 40% بحسب كلامه , وأضاف ان الإخوان في حال وصولهم للحكم سيكون لهم بالتأكيد اعتراضات كثيرة في مجال الفن وبصراحة شديدة هناك تجاوزات عديدة في الوسط الفني يجب أن تحدث فيها ثورة تصحيح مثل مشاهد القبلات والاحضان في السينما المصرية والتى ستكون محظورة تماما وهو الامر الذي يعارضه بشكل شخصي بحكم أن القبلات والمشاهد الساخنة بشكل عام حرام شرعا من وجهة نظره , ومع ذلك فهو سيكون اول الرافضين في حال إجبار الاخوان لاي فنانة علي ارتداء الحجاب اثناء التمثيل لإنه بذلك سيقيدها في طبيعة الدور الذي تؤديه . " ربنا يستر " بهذه الكلمة بدأت الفنانة الشابة نسرين امام كلامها قائلة بإن هناك حالة تخوف تنتابها بمجرد إعلان نتائج الفرز الأولي والتي اظهرت اكتساح جماعة الاخوان للعديد من الدوائر الانتخابية , واكدت ان الاخوان سيعطون الفنانين الحرية في ممارسة مهنتهم ولكن ليس بالشكل الذى اعلنوه في مؤتمرهم الصحفي الذي عقدوه منذ عدة اشهر واكدوا من خلاله ان الحرية في الفن ستكون متاحة في شركتهم الانتاجية التي لم تظهر لها ملامح حتي الان بحسب كلامها مؤكدة ان كلامهم وهم بعيدون عن المناصب سيكون مختلفا حينما يصلون اليها حيث سينقلب الحال وقتها و ستحدث حالة تشدد من جانبهم تجاه الفن والفنانين مع فرض رقابة صارمة غير عادية علي جميع الأعمال الفنية . واشارت الفنانة حنان مطاوع الى ان الديموقراطية التي طلبناها منذ قيام الثورة تقتضي منا احترام نتائج الانتخابات حتي ولو جاءت علي عكس رغباتنا مؤكدة ان الاخوان المسلمين في النهاية مسلمون وليسوا يهودا لكي نخشاهم أو نخاف منهم . واضافت ان إعلان الجماعة منذ عدة اشهر عن نيتهم في تأسيس شركة للإنتاج الفني يعني انهم مدركون لأهمية الفن ودوره في تقدم المجتمعات ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض الاعتراضات التي سيكون لهم تحفظات عليها وقتها كمشاهد القبلات والأحضان علي سبيل المثال وهى تتفق معهم في ذلك لأنها دائما تؤمن بحرية الفكر وتعارض حرية الجسد رغم التقدير والتحية لكل من يقدم هذه المشاهد . وقالت الفنانة وفاء عامر انها تخشي من تشدد الاخوان في حكم مصر اذا وصلوا لذلك مشيرة الى ان بعضهم يتمتع بالاعتدال في افكاره ومعتقداته وهو ما يلقي من الجميع كل التقدير والاحترام , واضافت ان شكل الفن في مصر سيتغير بالتأكيد وهذا هو الواقع الذي يجب أن نرضخ له في النهاية ولكنها رفضت التعليق علي اعتراض الاخوان علي بعض الاعمال الفنية التي قد تحتوي علي مشاهد ساخنة حيث عللت رفضها بأنها اصبحت لا تقدم هذه الاعمال وبالتالي ليس من حقها الحديث عن أعمال يقدمها عدد من زميلاتها . واوضح الفنان احمد بدير ان الفن لن يختلف فى ظل اى نظام يمكن ان يتولى مقاليد الامور فى مصر سواء كانوا اخوانا او سلفيين او ليبراليين او اى فئة اخرى لان الفن المصرى المعبر الحقيقى عن الشعب واى قوة اختارها الشعب سيتوافق الفن معها خاصة و ان ما يحكم الفن المصرى الرقابة الذاتية للمبدع الذى يلتزم بالعادات و التقاليد و الرافض للاسفاف والخروج عن ما هو دون اخلاقياتنا فلا يوجد خوف على الفن المصرى مضيفا ان مصر لا يمكن ان تكون نسخة من ايران و ان كان يتمنى ان يصل الفن المصرى فى التقنية و الجودة التى وصل اليها الفن الايرانى الذى حصد العديد من الجوائز فى المهرجانات الدولية . واكدت الكاتبة د لميس جابر ان شيئا ما لا تعرفه يبعث بداخلها الاحساس بالطمأنينة بان مصر لن تكون ابدا مثل افغانستان , واذا حدث اى خروج على ما يرضى عنه الناس فان صناديق الانتخاب لن تعيدهم الى الحكم مرة اخرى , كما انها لم تر منهم ما يقلقها حتى الآن على الابداع وربما يكونون جزءا من حركة استنارة واسعة يعيشها الفن المصرى . وأوضح المخرج محمد فاضل ان تفوق حزب الحرية والعدالة فى الجولة الأولى من الانتخابات جزء من الغموض الذى يحيط بالمشهد المصرى مشيرا الى ان الاخوان سربوا مرة بانهم ليسوا ضد الفن المحترم مضيفا انه لا يعلم هل هذه قناعاتهم ام مجرد دعاية انتخابية , ولفت فاضل الى ان الفن لا يتحمل القيود وعلينا ان ننتظر حتى تتضح الصورة . واشار المخرج داوود عبد السيد الى انه لا يخشى المد التصاعدى للاخوان او حصولهم على اغلبية فى البرلمان القادم او حتى دخولهم عالم الانتاج السينمائى كما اكدوا بل اعتبر دخولهم اضافة لانهم لن يمنعوا احدا من انتاج اعمال مختلفة و من هنا يأتى التنوع و الاختلاف فى الاراء لان الاخوان اطلقوا قناة فضائية و لم يكن لها تأثير وسط الفضائيات . واكد المخرج مروان حامد ان الفن المصرى يشكل موروثنا الفكرى و الثقافى منذ عهد الفراعنة وسيظل كما هو لن يتغير مع اى متغيرات قد تطرأ على المجتمع لانه مستمد من الشارع المصرى , فلن يكون أسوأ مما كان عليه فى النظام السابق الذى كانت تقيده الرقابة واجهزة وامن الدولة و التيار الدينى و عوامل اخرى تحد من حرية المبدع , واضاف ان الاخوان عندما يدخلون مجلس الشعب سوف يعون جيدا انه لا وصاية على الابداع من احد . اما الشاعرالكبيرعبدالرحمن الأبنودى فقال ان الغناء سلوك انسانى ورغبات نعيشها ونشعر بها فى لحظات معينة وكل من يحب ان يغنى فليغن "كل واحد متعلق من عرقوبه" وهو شخصيا لا يتخيل انه بامكانه كتابة اغنية عاطفية لمطربة محجبة فاذا غنت فى هذا لاطار سيصبح الامر مضحكا واذا ارادت اى مطربة محجبة ان تبقى على الساحة فعليها ان تبتعد عن الغناء العاطفى وتتجه فقط الى الغناء الدينى والاناشيد القومية حتى يتقبلها الجمهور ، وبما ان الامور تتجه نحو سيطرة التيار الاسلامى فمن حق المطربات –المحجبات-ان يسعين نحو مستقبلهن طالما ان التيار السائد فى البلد هو تيار الجماعات الاسلامية من السلفيين والاخوان وبما ان الغناء مهنة فهم يتلونون فى سبيل الحفاظ على مهنتهم وبحثا عن لقمة العيش. وبعفويته المعروفة قال المطرب الشعبى سعد الصغير:- عن نفسي سأترك الفن لو دخله الإخوان فأنا منذ فترة وأنا ادعو الله أن اترك الفن لكن لم يستجب لدعائى الى الآن ، الإخوان سيقولون الغناء حرام والرقص حرام فاذا لم اتركه بإرادتى سيجعلوننى اتركه رغما عنى ، المفروض ينصحوننا بالحلال والحرام وليس منعنا بالقوة والا كيف سيأخذون الثواب؟ فالرسول عليه الصلاة والسلام نصح الأمة باللين كما انك اذا اردت من ابنك ان يفعل شيئا ما باللين سيفعله واذا قسوت عليه فلن يفعله او سيفعله لمجرد انه مضطر لفعله وليس من حق احد ان يحتكر الدين ولن يعرف ديننا احد كما فعل رسولنا الكريم ،كما لو طلب منى الإخوان العمل فى فيلم أرحب جدا طبعا اذا كان الموضوع مهما وكان حوارهم معي باللين بل وربما اشارك فى انتاج الفيلم اذا كان سيكسبنى حسنات فنفسي اقدم عملا مثل شخصية الشيخ الشعراوى رحمه الله ،التى قدمها النجم الكبير حسن يوسف خاصة وهذا المسلسل جعلنى اعرف اشياء لم اكن اعرفها فى الدين.وللعلم لقد سبق لي الغناء فى افراح شيوخ وقدمت نفس الأغانى التى اغنيها فى كل الافراح والمناسبات كما اذكر ان واحدا منهم قال لى انت جاى جاى , وكان يقصد توبتى عن الغناء حسب وجهة نظرهم .
