مهمة صعبة تنتظر رئيس الوزراء شريف إسماعيل اليوم، الأحد، حيث تتوجه الأنظار إلى بيانه الذي من المفترض أن يلقيه أمام مجلس النواب لعرض برنامج الحكومة، فعدم وجود أغلبية للحكومة داخل البرلمان يضعها في مأزق لم يسبق للحكومات السابقة التي استطاعت أن تحصل على ثقة البرلمان خوضه، وذلك على الرغم من الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها بعضها. ونرصد هنا بعض أبرز المقتطفات في بيانات الحكومات السابقة أمام البرلمان، وردود أفعال النواب عليها. عاطف صدقي: "الحكومة ملهاش دعوة بالبوس" يعتبر عاطف صدقي أكثر من تولى رئاسة وزراء مصر، حيث قضى في رئاسة الحكومة مدة عشر سنوات متتالية في الفترة بين عامي 1986 إلى 1996. ولكن صدقي كان من أكثر رؤساء الوزراء الذين خلقوا لنفسهم قاموسا خاصا به فى مواجهة المعارضة فى البرلمان، وكان يجنح فيه إلى الفكاهة أحيانا، كما حدث منه فى تعليقه على ما أثير تحت قبة البرلمان حول قضية لوسى أرتين الأرمنية العرق وصاحبة العلاقات المتنفذة، حين قال: «واحد بيبوس واحدة تحت السلم الحكومة مالها»، فضحك النواب. بيان "عبيد" عرضه لهجوم نواب الحزب الحاكم أما عاطف عبيد، والذي تولى رئاسة وزراء مصر من أكتوبر 1999 إلى يوليو 2004، فألقى بيانه الأول أمام البرلمان في 1999، وقد وعد حينها بعدد من الوعود، أبرزها تحمل عبء سداد مليار جنيه هي قيمة الأزمة التي خلفتها شركات توظيف الأموال. وتعرض عبيد، أثناء إلقائه بياناته المتتالية أمام البرلمان، لعدد من الانتقادات، حيث هاجمه النائب كمال أحمد خلال إلقائه بيان الحكومة، واتهمه بعدم المصداقية أمام برلمان 2000. وحظى آخر بيان ألقاه عبيد بيان بالعديد من الانتقادات العنيفة التي وجهها أعضاء البرلمان المصري لحكومة رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد، والتي وصلت إلى حد دعوته من أكثر من نائب لتقديم استقالته، وتعرض عبيد لهجوم عنيف وغير مسبوق خلال مناقشات بيان الحكومة، وجاءت أشد الاتهامات من نواب الحزب الحاكم الذين اتهموا الحكومة بالمسئولية عن حالة الغلاء التي تعيشها مصر، والتي فشلت الحكومة في مواجهتها. "سرور" أنقذ "نظيف" من لافتة "لا للغاز" تولى أحمد نظيف رئاسة مجلس الوزراء المصري بالفترة من 14 يوليو 2004 إلى 29 يناير 2011، وجاء في البيان الأول لنظيف أمام مجلس النواب أن خطة عمل الحكومة في المرحلة المقبلة تقوم على 7 محاور، أهمها توفير الخدمات للمواطنين، وزيادة فرص العمل، وتنشيط الاستثمارات، وإجراء إصلاحات تشريعية وتنظيمية. وقد لاقى بيان نظيف ترحيبا من قبل أعضاء النواب، وذلك لما كان يتمتع به المجلس من أغلبية من الحزب الوطني الحاكم الذي انبثقت منه الحكومة، إلا أنه كانت هناك بعض الاعتراضات القليلة من قبل جماعة الإخوان وبعض المعارضين للنظام. ولم يكن هذا البيان الأخير الذي ألقاه أحمد نظيف أمام البرلمان، حيث ألقى عددا من البيانات الأخرى. وقد شن نائب البرلمان المصري زكريا عزمي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية المصري، هجوما حادا على بيان الحكومة الذي ألقاه نظيف أمام البرلمان بسبب الحديث عن مشاكل الحكومة، وقال إن البيان خلا من أي إجراءات واضحة ومحددة لمواجهة التحديات طبقا لجدول زمني حتى يمكن للبرلمان محاسبة الحكومة. وفي واقعة أخرى، رفع النائب الإخوانى حمدى حسن لافتة فى جلسة مجلس الشعب المنعقدة فى 15 ديسمبر 2008 مكتوب عليها "لا لتصدير الغاز ولا لحصار غزة"، وذلك خلال إلقاء الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، بيانًا أمام البرلمان حول الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد المصرى. وحذر فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب السابق النائب آنذاك، وهدده بالتحويل للجنة القيم، مطالبا أمن المجلس بإزالتها قائلا: "إن اللافتات مكانها خارج المجلس فلتذهب بها إلى الشارع". ترحيب "الجنزوري" بالإخوان لم يعفيه من انتقادهم هو رئيس الوزراء الأول الذي أدلي ببيان للحكومة أمام أول برلمان عقب ثورة 25 يناير، وقد جاء في البيان عدد من المفارقات، حيث خرج عن نصه وقال: "سبحان الله إنى أرى وجوها غير الوجوه، بعدما وقفت لعقدين متتاليين في سنوات 82 و83 و84، ثم 90 و95 والحمد لله أنى أرى وجوها كان الحديث عنها محرما، وجوها ناضلت بعدما استبعدت لسنين طويلة، وجوه أهل فكر وأنا معكم اليوم واتظلمت مثلكم". وكان يقصد بذلك أعضاء جماعة الإخوان، وسرد بعض المواقف والصعوبات التى واجهها عبر مدة خدمته فى العهود السابقة. وقد بدأ مجلس الشعب مناقشته لبيان الحكومة، وحدد الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس النواب، حين ذاك عشر جلسات للمناقشة، واعترض عدد من النواب على البيان، حيث تشكلت لجنة برئاسة أشرف ثابت، وكيل المجلس، وقالت اللجنة إن البيان هزيل وسطحي ولم يأت بجديد، إضافة إلى أنه تكرير لبيانات سابقة كانت تلقيها الحكومات السابقة أمام المجالس في عهد الرئيس المخلوع، ووصف الحالة دون تقديم أى حلول للمشاكل الموجودة. فيما شهدت الجلسات التي عقدت لمناقشة البيان مفارقات غريبة، حيث دافع ممثل الهيئة البرلمانية لحزب الوفد محمود السقا عن الحكومة وسط اعتراض من نواب الوفد الذين أكدوا أنه لا يعبر عن رأيهم. وقال السقا، موجها حديثه لنواب "الحرية والعدالة": "هل أنتم من جئتم بالحكومة "فبأى آلاء ربكما تكذبان"، ولأن الحديث كان مفاجئا كان رد فعل نواب الحرية الضحك، فيما انفعل نواب الوفد ووقفوا معترضين على حديث السقا، مؤكدين أنه لا يعبر عن رأيهم. وقال السقا، موجها حديثه لنواب "الحرية والعدالة": "هل أنتم من جئتم بالحكومة "فبأى آلاء ربكما تكذبان"، ولأن الحديث كان مفاجئا كان رد فعل نواب الحرية الضحك، فيما انفعل نواب الوفد ووقفوا معترضين على حديث السقا، مؤكدين أنه لا يعبر عن رأيهم. 7 محاور لبيان إسماعيل يذكر أن حكومة إسماعيل ستقدم برنامجها إلى مجلس النواب، حيث يلقي المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، كلمة يستعرض فيها ملامح البرنامج وأهدافه ومشروعاته، كما يتم توزيع البرنامج تفصيليا على النواب. ويشمل البرنامج، الذي تعرضه الحكومة تحت عنوان "البداية والأمل"، 7 محاور رئيسية تتضمن الحفاظ على الأمن القومي، وترسيخ الديمقراطية، وتحسين الأداء الاقتصادي، وتحقيق العدالة الاجتماعية وخدمات المواطنين، وتطوير البنية الأساسية، وتنفيذ الإصلاح الإداري، واستعادة دور مصر الريادي. ومن المقرر أن يشكل مجلس النواب لجنة لدراسة البرنامج والرد عليه، حيث يعتبر قبول البرنامج بمثابة منح الثقة للحكومة، بينما يمثل رفضه سحبا للثقة منها. ويركز البرنامج على تحقيق أهداف العدالة الاجتماعية ومساندة محدودي الدخل من خلال برامج مثل تكافل وكرامة وغيرها، وتحسين الخدمات، ومكافحة الفساد وخفض عجز الموازنة وعجز الميزان التجاري، وتخفيض فاتورة الاستيراد، وزيادة الصادرات، ورفع كفاءة المنتج المحلي وتشجيع المواطنين على الإقبال عليه، بما يحقق دعم الصناعة المصرية ويساهم في توفير فرص عمل حقيقية، وزيادة قدرة المنتج المحلي على المنافسة في الأسواق العالمية. وانتهى رئيس الوزراء أمس، السبت، من المراجعة النهائية لبرنامج حكومته بعد الحصول علي ملاحظات الوزراء الجدد عليه، ومن المتوقع أن يستغرق رئيس الوزراء نحو ساعة في عرض البرنامج الذي تم إعداده في كتيب من 200 صفحة لتوزيعه على النواب. وسبق تقديم برنامج الحكومة تمهيد استغرق عدة أسابيع تمثل في اجتماعات عقدها رئيس الوزراء مع أعضاء مجلس النواب من جميع المحافظات ومع ممثلي القوى السياسية والائتلافات، ومع رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين والكتاب لعرض ملامح وأهداف برنامج حكومته.