كشف خلاف حول الإعفاء من الخدمة العسكرية عن تصدعات في الائتلاف الحاكم في إسرائيل يوم الاثنين عندما أقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لجنة مسئولة عن صياغة إصلاحات في القانون الخاص بهذه القضية الحساسة. وهدد نائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز رئيس حزب كاديما الشريك في الائتلاف بإنهاء تحالف قائم منذ شهرين ما لم يضغط نتنياهو باتجاه إصلاحات لجعل مزيد من المتدينين الإسرائيليين والعرب مؤهلين لأداء الخدمة العسكرية أو الوطنية. وجاء تهديد موفاز خلال اجتماع حزبي عقب إعلان نتنياهو في وقت سابق من يوم الاثنين أن لجنة يرأسها عضو من حزب كاديما مكلفة بصياغة مقترحات لإصلاح نظام التجنيد العسكري قد "حلت فعليا". ويتعرض نتنياهو أيضا لهجوم من الأحزاب الدينية المتشددة المشاركة في ائتلافه والتي تهدد بالانسحاب إذا مضى قدمًا في الإصلاحات التي من شأنها أن تجعل أتباعهم يؤدون الخدمة العسكرية. ويظهر نتنياهو دعمًا حذرًا للاصلاح. وهيأ الخلاف المسرح لشهر من المناقشات الحامية قبل أن تنتهي في الشهر المقبل مهلة إصدار قانون جديد يحل محل "قانون تال" الذي يعود لعام 2002 ويعفي المتدينين المتشددين من الخدمة العسكرية. وحكمت المحكمة العليا في فبراير الماضي بأن "قانون تال" غير دستوري وسينتهي العمل به في أول أغسطس. وانضم حزب كاديما لحكومة نتنياهو التي يهيمن عليها اليمين في مايو أيار ما ساعدها على تجنب انتخابات مبكرة بعد ان وعدت بإصلاح قوانين التجنيد. والخدمة العسكرية مسألة بالغة الحساسية بالنسبة للإسرائيليين حيث يفرض التجنيد الإجباري على معظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا. ويشعر كثير من الإسرائيليين بالغضب لأن الآلاف من المتدينين المتشددين يعفون من الخدمة العسكرية كل عام لمواصلة الدراسة الدينية. وشكا البعض من أن معظم عرب 48 يعفون ايضا من الخدمة العسكرية. ويشكل عرب 48 حوالي خمس السكان ويعارض كثيرون منهم أي محاولة لحملهم على أداء الخدمة العسكرية على الرغم من أن البعض يتطوعون في الجيش. وكثيرون منهم اقارب لفلسطينيين يعيشون في الأراضي المحتلة والدول العربية المجاورة. وقال رئيس اللجنة التي جرى حلها يوحنان فلسنر -وهو نائب بالبرلمان عن حزب كاديما- إنه سيمضي قدمًا وسيصدر توصيات اللجنة في الأيام القادمة مضيفا أن هذه "فرصة تاريخية" للإصلاح. واستقال عضو قومي متشدد من لجنة بلسنر الأسبوع الماضي احتجاجا على ما اعتبره نقص في التصميم على تجنيد المزيد من العرب في الجيش. وهدد بعض من حلفاء نتنياهو المتدينين التقليديين بالاستقالة بسبب الجهود الرامية لإرغام ناخبيهم على الانضمام للجيش.