* خبير: روسيا لن تنسحب فعليا من سوريا.. وهدف بوتين إحياء المفاوضات * خبير عسكري: انسحاب القوات الروسية من سوريا «إجراء تكتيكي» * مدير «دراسات الشرق الأوسط»: انسحاب موسكو من سوريا «بتنسيق مع واشنطن» * استراتيجي: الروس حققوا أهدافهم العسكرية بسوريا.. ولن يسحبوا قواتهم بالكامل بعدما تمكن الدب الروسي من تغيير ميزان القوي في سوريا وأعاد التوازن للجيش السوري العربي ومكنه من السيطرة علي الكثير من الاراضي السورية بعدما احتلتها العناصر التكفيرية "جيش النصرة وداعش" أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارا بسحب القوات العسكرية الروسية من سوريا، وهو الامر الذي فسره الكثير من الخبراء بأنه امر طبيعي بعدما حقق أهدافه. قال الدكتور محمد مجاهد، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، إن الحضور الروسي في سوريا متعدد المستويات، فيوجد قاعدة بحرية وأخرى جوية، وقوات أخرى جوية تقوم بالقصف، إلى جانب مجموعات مدرعة تعمل كظهير للنظام السوري، موضحًا أن انسحاب قوات روسية من سوريا جاء بتفاوض مع أمريكا، ولن يتجاوز ذلك الانسحاب المدرعات والمعدات البرية وسوف تظل القوات الأخرى كما هي. وأضاف "مجاهد"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن النظام السوري لم يعد يحتاج إلى قوات روسية تدعمه، موضحًا أن انسحاب جزء من القوات الروسية من سوريا لن يغير من توازنات القوات الموجودة في سوريا، كما أنها خطوة لتمهيد الانتخابات في سوريا خلال الفترة المقبلة، إلا أنه يبقى تساؤل، هل سيكون بشار جزءًا من العملية القادمة أم لا؟ وهو ما يلقى خلافًا كبيرا بين المعارضة والنظام الروسي والأمريكي. كما قال اللواء نصر سالم، الخبير العسكري، إن معنى انسحاب القسم الأكبر للقوات الروسية من سوريا بداية من غدٍ، ليس معناه تنازل روسيا عن مكاسبها التي حققتها في سوريا، مشيرا إلى أنه إذا تطلب الأمر إعادة هذه القوات مرة أخرى إلى سوريا سيتم ذلك. وأضاف "سالم"، أن بوتين ربما رأى أنه من الأفضل توفير قواته خلال هذه المرحلة لإجراء عمل آخر، موضحًا أن ذلك التصرف ستتضح ملامحه أكثر خلال اليومين القادمين، لافتا إلى أن الترحيل للقوات مؤقت. وفي ذات السياق قال اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الاسبق ،تعليقا علي تصريحات بوتين بسحب القوات الروسية من سوريا بداية من الغد ، ان القوات الروسية لن تنسحب بشكل كامل من الاراضي السورية بل انها ستبقي علي قوات جوية وبحرية لمساندة الجيش السوري والحفاظ علي ما حققه السوريون من مكاسب، مشيرا الي ان سحب بوتين لقواته البرية من روسيا امر طبيعي بعدما تمكن من تحقيق كل الاهداف التي سعي اليها. وأوضح الغباري، ان القوات المسلحة الروسية تمكنت من تحقيق اهدافها بسوريا حيث الحفاظ علي اللاذقية والمخطط لها ان تكون عاصمة الدولة العلوية الشيعية والتي سيقيم فيها بشار الأسد من السقوط في أيدي داعش والعناصر الارهابية. وأضاف "الغباري":"كما تمكنت القوات الروسية من اقامة قاعدة بحرية لها في طرطوس بالاضافة الي قاعدة جوية وهو ما يضمن لها الحفاظ علي مصالحها في سوريا"، وتابع قائلا "ايضا من ضمن اهداف القوات الروسية والتي تمكنت من تحقيقها هو اعادة بناء الجيش السوري العربي واعادة توازنه من جديد لإعادة سيطرته علي الاراضي السورية". ومن جانبه قال الدكتور مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته من سوريا قرار سياسي وليس عسكريا ولن يتم الانسحاب بشكل فعلي على أرض الواقع"، مشيرا إلى أنه "من المستحيل الانسحاب الفعلي من سوريا قبل القضاء على العناصر الإرهابية في سوريا". وأوضح "الغباشي"، أن "الهدف من تصريحات بوتين بسحب القوات هو إيحاء المفاوضات بالتزامن مع مفاوضات جنيف 3_ وأن روسيا تريد حل الأزمة السورية بشكل فعلي، بالإضافة إلى أنه في حال فشل تلك المفاوضات تُبين روسيا للعالم أنها لم تكن السبب في إفشالها بل إنها سعت بكل ما لديها لحل تلك الأزمة". وتجدر الاشارة الي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد امر جيشه اليوم الاثنين ببدء سحب الجزء الرئيسي من القوة الروسية في سوريا قائلا إن التدخل العسكري الروسي حقق أهدافه إلى حد كبير. وقال بوتين خلال اجتماع في الكرملين مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين إن الانسحاب سيبدأ اعتبارا من يوم غد الثلاثاء. وأمر بوتين بتكثيف الدور الروسي في عملية السلام الرامية لإنهاء الصراع في سوريا. وذكر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن بوتين تحدث هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد لإبلاغه بالقرار الروسي.