- تصويت العرب والمسلمين ل"ساندرز" اليهودى يربك حسابات الانتخابات الأمريكية - الناخبون من أصول أفريقية ومن الجاليات العربية والمسلمة صوتوا ل"ساندرز" المنافس لكلينتون - "كلينتون" أصيبت بنكسة انتخابية من الناخبين السود في "ديترويت" - الخطاب الاشتراكي ل"ساندرز" ودعوته إلى ثورة سياسية ضد النظام المالي الفاسد تلقى صدى لدى الشباب - ساندز قرر اعتماد "اللغة العربية" فى حملته وابراز مواقفه المنددة بالعنصرية والإسلاموفوبيا - مواقفه الرافضة للاحتلال والاستيطان ورفضه الحرب على العراق أسباب لالتفاف المسلمين والأقليات حوله أربكت نتائج الانتخابات التمهيدية التي شهدتها ولاية ميتشجن الأمريكية قبل أيام قليلة وسائل الإعلام الأمريكية ومراكز استطلاعات الرأي بعد أن صوت العرب والمسلمين لمرشح يهودي. صحيفة "صدى الوطن" التي تصدر باللغة العربية في الولاياتالمتحدة أشارت إلى أن نجاح السناتور "بيرني ساندرز" في استقطاب الصوت العربي يتلخص فى خطابه المعتدل حول قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها دعوته لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وموقفه المعارض لغزو العراق فضلا عن خلو سجله من أي مواقف معادية للإسلام. وأظهرت نتائج الانتخابات التمهيدية التي شهدتها ولاية ميتشجن الأمريكية قبل أيام قليلة إن الناخبين من اصول عربية الذين يشكلون 40% من سكان مدينة ديربورن صوتوا لصالح السيناتور "بيرني ساندرز" - وهو ابن عائلة بولندية يهودية هاجرت الى الولاياتالمتحدة مع صعود النازية في اوروبا في عشرينيات القرن الماضي - المرشح المنافس لهيلاري كلينتون على نيل تمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية المنتظرة في نوفمبر المقبل. ووفق وسائل الإعلام الامريكية فان فوز "ساندرز" على كلينتون في ميتشجن بمثابة تحول في الرأي العام الامريكي ومفاجأة لم تتوقعها استطلاعات الرأي التي كانت تجزم قبل الانتخابات بأن وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ستحظى بتأييد كبير في الولاية خصوصا من الناخبين من اصول افريقية ومن الجاليات العربية والمسلمة المقيمة في ضواحي مدينة ديترويت احدى اكبر مدن الولاية. ففي ولاية ديربورن حصل "ساندرز" على تأييد 59% من اصوات الناخبين ذوي الاصول العربية مقابل 39 % لكلينتون ومن هؤلاء العرب مسلمون ومسيحيون من لبنان واليمن والعراق وفلسطين وسوريا ؛ وهو ما أربك وسائل الإعلام الأمريكية التي اعتادت تقديم صورة نمطية عن المسلمين والعرب ؛ وهو ما وصفته بعض المحطات التليفزيونية المحلية مفارقة في تصويت العرب- الأمريكيين- لمصلحة مرشح يهودي، معتبرة أن ذلك لا ينسجم مع الاعتقاد السائد بعداء المسلمين لليهود، ولذلك فإن تصويت العرب والمسلمين لمصلحة المرشح اليهودي يكسر تلك الصورة النمطية ويقدم صورة أخرى تثبت هوية المسلمين الأمريكية واندماجهم بالمجتمع وانتقاء خياراتهم السياسية على أسس وطنية. وبالاضافة الى العوامل السابقة، فإن "ساندز" قرر اعتماد اللغة العربية في الرسائل الدعائية الموجهة للناخبين العرب – الأمريكيين- فضلا عن إبراز مواقفه المنددة بالعنصرية والإسلاموفوبيا وبخاصة موقفه – التاريخي- في الكونجرس المعارض للحرب على العراق 2003. ووفق وسائل الإعلام الأمريكية فإن المفارقة هى تسجيل "ساندرز" سابقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الامريكية لانه اول امريكي- من أصل يهودي- يفوز بالانتخابات التمهيدية؛ واذا استمر فى تحقيق الفوز فقد يكون اول رئيس امريكي من اصول يهودية لا تربطه علاقات جيدة بالمنظمات اليهودية الامريكية؛ خاصة وان حملته أعلنت أنها ضد وول ستريت واللوبيات المالية والمنظمة اليهودية الامريكية "ايباك" المعروفة بنفوذها القوي وتمويلها الحملات الانتخابية لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ المؤيدين لإسرائيل والمدافعين عن مصالحها في الولاياتالمتحدة. فضلا عن مواقفه الثابتة ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضد "سياسة الاستيطان" خاصة أنه من اول المنادين بوقف المساعدات الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل والضغط الأمريكي عليها من اجل وقف الاستيطان وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة. وخلال ثمانينيات القرن الماضي كان للسيناتور "بيرني ساندرز" مواقف علنية شاجبة للعنف الإسرائيلي ضد الانتفاضة الفلسطينية وقد توج هذه المواقف عام 1988 بإعلان تأييده ترشيح القس الأمريكي الأسود "جسي جاكسون" للانتخابات الرئاسية وهذا الأخير معروف ايضاً بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل. يشار إلى أن المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا "هيلارى كلينتون" اصيبت بنكسة انتخابية غير متوقعة من الناخبين السود في مدينة ديترويت وضواحيها وهو ماله دلالات وتداعيات في الجولات المقبلة من الانتخابات خصوصاً ان تقدم"كلينتون"على "ساندرز" وفوزها الكبير بولايات الجنوب الامريكي يعود الفضل فيه الى اصوات الأقلية الأفريقية التي تشكل ثقلا انتخابي وازن في تلك الولايات. فيما يجد الخطاب الاشتراكي للمرشح "ساندرز" ودعوته الى "ثورة سياسية" في الولاياتالمتحدة ضد وول ستريت والنظام المالي الفاسد واللوبيات التي تمول السياسيين ومطالبته بتعليم جامعي مجاني وتأمين صحي لجميع الأمريكيين ؛ تجد صدى جيد فى أوساط الشباب والعمال في كل الولاياتالامريكية. وهذا يبرر تلك النتائج فى ولاية "ميتشجن" الفقيرة التي اعلنت إفلاسها قبل سنوات بعد الازمة الاقتصادية 2008 والتي أدت الى انهيار صناعة السيارات الامريكية التي كانت ديترويت معقلا لها وخسارة مئات آلاف الامريكيين لوظائفهم وهو ما جعلها بيئة مثالية لخطاب ساندرز الانتخابي.