تواصل الأكاديمية المصرية للفنون بروما فعالياتها الثقافية والفنية تحت رعاية وزير الثقافة حلمى النمنم، حيث أقيمت احتفالية فنية ثقافية تجمع بين الفن والموسيقى والتراث الثقافي. استضافت الاحتفالية البروفيسور الإيطالي «باولو ماتيا»، أستاذ الآثار وتاريخ الفن في الشرق الأدنى القديم في جامعة «روما سابينزا»، والدكتورة فايزة هيكل، أستاذ علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، للحديث عن التعاون الثقافي بين مصر وإيطاليا عبر العصور. اختتمت فعاليات الاحتفالية ب«كونشرتو» موسيقي سداسي شرارة من دار الأوبرا الذي عزف مقطوعات من تأليف الفنان عطية شرارة بقيادة الفنان الكبير حسن شرارة، حيث تعانقت فيها «الميلوديا» الشرقية والغربية، مما لاقى استحسان الجمهور الإيطالي الذي شعر بمدى التقارب بين الشعبين الإيطالي والمصري، وحقق هدف الفعالية التى أرادت خطابا دبلوماسيا ثقافيا ملموسا وفعالا. وقالت الدكتورة جيهان زكي، رئيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما إنه في ظل اللحظة الراهنة، ارتأت الأكاديمية إقامة فعالية تجمع بين الفن والموسيقى والتراث الثقافي، التف تحت لوائها لفيف من أبرز شخصيات المجتمع الإيطالي ونخبة من علماء الحضارة المصرية القديمة والمستشرقين من أوروبا، بالإضافة إلى عدد كبير من رواد الأكاديمية. وأضافت زكي: "تأتي هذه الاحتفالية تأكيدا على أهمية دور الدبلوماسية الثقافية في دحض المفاهيم المغلوطة ودرء الأفكار النمطية وإزالة الشوائب الفكرية التى ترسبت أخيرا في وجدان المجتمع الغربي"، مؤكدة أن الأكاديمية المصرية للفنون بروما تعلي صوت الدبلوماسية الثقافية. وأشارت إلى عمق العلاقات الثقافية والتاريخ الإنساني الذي يربط مصر بإيطاليا منذ فجر التاريخ وأهمية الثقافة كطوق نجاة في هذه اللحظة الحرجة التى يمر بها العالم والأمل المتبقي لمواجهة الفكر المتخلف والبربرية. كما تحدثت عن الثلاث شخصيات الكبرى التى فقدتها مصر وإيطاليا مؤخرا، وهم الدكتور بطرس غالي والكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل والأديب الإيطالي أومبرتو أيكو، وما تركوه من إرث للإنسانية من مفاهيم التسامح والحث على معرفة الآخر. وتطرقت إلى مسيرة العالم الإيطالي الكبير سيرجو دونادوني، الذي وهب حياته للحفاظ على ذاكرة التاريخ المصري، ولعل أبرز إنجازاته قيادته لعملية إنقاذ آثار النوبة على يد البعثة الإيطالية.