ذكر الكاتب الأمريكى توماس فريدمان فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه فى حال تعلم محمد مرسى، الرئيس المنتخب، أن يعمل مع العلمانيين والليبراليين والسلفيين والمسيحيين وجميع أطياف المجتمع المصرى، سيكون لذلك أثر ضخم فى جميع دول الربيع العربى. وأضاف: "وإن استطاع المصريون التوصل إلى عقد اجتماعى فعال يسمح لهم بحكم أنفسهم، سيضعون نموذجا لكل من فى المنطقة، ورغم أن أمريكا ساهمت فى إيجاد هذا العقد فى العراق، فإن ما تحتاجه مصر هو نموذج نيلسون مانديلا". وقال فريدمان إن السبب الرئيسى وراء الربيع العربى كان توقف الناس عن الشعور بالخوف تجاه زعمائهم. واستبعد أن تكون الشعوب العربية توقف لديها الشعور بالخوف من بعضها البعض، فالقبائل لا تزال تخاف من القبائل الأخرى فى ليبيا واليمن، والطوائف تخشى بعضها البعض فى سوريا والبحرين، والعلمانيون والمسيحيون يخشون الإسلاميين فى مصر وتونس، لافتا إلى أن زوال هذا الخوف يتطلب اعتناق ثقافة التعددية والمواطنة. ورأى فريدمان أن الأمر يعتمد على الإخوان المسلمين للتواصل مع ال50% الآخرين من المجتمع المصرى مثل العلمانيين والسلفيين والمسيحيين، وطمأنتهم بأنهم لن يتعرضوا لأى أذى، وأن أفكارهم وطموحاتهم ستحترم مثل أفكار وطموحات الجماعة، وهذا يتطلب ثورة فى طريقة تفكير قيادة الإخوان المسلمين حتى تعتنق التعددية السياسية والدينية فى طريق تحولها من المعارضة إلى القيادة. وأشار إلى أن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، ولكن إن لم يحدث، فتجربة الديمقراطية فى مصر ستفشل وتكون لها عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.