لاتسخروا من أنصار الفريق أحمد شفيق ولا تضايقوهم في مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " ولا "تويتر " ولا في الشارع ولا في العمل وأدعوكم أن تترفقوا بهم وتتواصلوا معهم وتفهموا مخاوفهم واستوعبوهم ، وعلينا تحيتهم للروح التي تعامل بها مرشحهم الذي كاد أن يكون رئيساً لمصر وحصل علي أكثر من 12 مليون صوت من أصوات المصريين وبعد إعلان النتيجه أرسل برقية تهنئة لمنافسة ولم يعترض أو طعن في نتائج الانتخابات رغم الأصوات الهائلة التي حصل عليها مثلما فعل آخرون عقب الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية فسقطوا من نظرنا . وعلي أنصار المرشح الفائز ألا يتعاملوا بتعال كما حدث من قبل عقب انتخابات مجلسي الشعب والشوري والتي حصلوا فيها علي أكثرية المقاعد فكانت سبباً مباشراً لتراجع أصوات تيار الإسلام السياسي في جولتي الانتخابات الرئاسية الأولي والثانية والتي أكدت لنا جميعاً أنهم ليسوا أكثرية بل مثلهم مثل من أيدوا الفريق شفيق في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بزيادة ضئيلة حسم بها كرسي رئاسة مصر . وهذا مؤشر يجعل من تصرفاتهم السابقه التي أدت إلي تراجع شعبيتهم في الشارع المصري عبرة لما هو قادم لأنهم شاهدوا عناد المصريين وعليهم أن يعوا من الآن فصاعداً لن يسكت الشعب المصري علي خطأ مسئول أياً كان حجمه فليعلم أنه يمكن أن يجد نفسه وفي أقل من لحظة خارج الملعب لأن اللاعب الرئيسي أصبح الشعب وكل المسئولين سيتناوبون دكة الاحتياط . الفريق أحمد شفيق لم يكن أملي أو أمل الكثيرين من أبناء الشعب المصري ليكون رئيساً متفقاً عليه بنسبة كبيرة من الشعب المصري وكذلك الدكتور محمد مرسي ، ولكن هذه هي إرادة الصناديق التي أطاحت ب11 مرشحا لتبقي علي الاثنين وقلنا جميعاً أن أحلاهما مر فالاثنان جاءوا من خارج المعادلة وفي الوقت الضائع أي أن الرئيس سيكون رئيساً من خارج المعادلة حيث كانت تنحصر المنافسة بين الدكتور البرادعي والسيد عمرو موسي وبعد إنسحاب الأول انحسرت بين الأخير والدكتور أبوالفتوح الذي خسر هو ومناظره السيد موسي في مناظرة لم يكن لها داع فكسب من خسارتهما حمدين ومرسي وشفيق . حمدين الذي كسب من أصوات أبوالفتوح وجزءا من أصوات موسي ومرسي الذي كسب من أصوات أبوالفتوح الذي وضع تيار الإسلام السياسي في مأزق بعد أن كشف موسي في المناظرة بينهما أسراراً عادت بالسلب علي تاريخ الإخوان وقادتهم ، وكسب شفيق من أصوات موسي الذي كان ناقماً علي رموز النظام السابق الذي كان يعمل معه وظل يدافع عن مواقفه الوطنية التي أدت لإقصائه من الخارجية والإطاحة به لجامعة الدول العربية فخسر أصوات النظام السابق وفلوله التي ذهبت بالكامل لشفيق الذي أعلنها واضحه بأنه مرشحهم ، ومن هنا تأكد لنا أن موسي كان يمكن أن يكون الشخصية التوافقية التي لا تنتمي لهذا أو ذاك وإنما ينتمي لمرجعية وطنية . المنافسة في الجولة الأولي تختلف عن الثانية حيث أن من كان يستطيع المنافسة في الأولي بات صعباً علية المنافسة في الثانية لأنها كانت تحتاج مرشحاً ليس له خلفية عسكرية أودينية في مواجهة مرشح الجماعة الذي حصد كرسي الرئاسة بفارق ضئيل لا يمثل ما كانت تدعيه جماعته ولو كانت المنافسة بين موسي ومرسي لحسمت لموسي لأنه كان سيحصل علي أصواته وأصوات شفيق وحمدين مجتمعه وبهذا كان سيحقق نجاحاً كبيراً وبفوارق كبيرة وليس كما حدث بين شفيق ومرسي في جولة الإعادة . لو كانت الجماعة قد رشحت أي شخصاً آخر من قادتها كان سيحصل علي ما حصل عليه مرسي لأن من انتخبه انتخب تنظيماً وليس شخصاً ومن هنا يأتي القلق علي مصير البلاد في هذه الأثناء التي ستشهد انقساماً بين الرئيس الذي أتي من مكتب الإرشاد وبين القوي السياسية من ناحية والمجلس العسكري الذي يمسك بتلاليب الأمور والسلطات الفعلية من ناحية أخري وكل هذا لايصب في مصلحة البلاد لأن الرئيس المنتخب مقيد السلطات وهذا سيحدث تصادمات كثيرة بين جماعته وحزبها وحلفائها من تيار الإسلام السياسي وبين المجلس العسكري الذي أظن أنه لن يتراجع في قراراته التي سبقت إعلان النتيجه النهائية للانتخابات الرئاسية وهذا يدعونا للترقب والمتابعة ومراقبة أداء شريكي الحكم الجماعة والمجلس العسكري .