◄ سيد القمني يطالب بإدراج الأزهر مؤسسة إرهابية.. * البحوث الإسلامية: القمني يبحث عن الأضواء وكلامه يدعو للإرهاب * «مدير عام الوعظ»: من يدعي أن الأزهر يصدر الإرهاب «مختل عقلياً» * الدراسات الإسلامية: من يشوه صورة الأزهر لا يعلم شيئًا عن الدين أثار الدكتور سيد القمني، غضب علماء الدين، بعد مطالبته بإدراج الأزهر مؤسسة إرهابية، مدعيًا أن الرئيس أخطأ بتكليفها بتجديد الخطاب الديني، واصفًا الفتوحات الإسلامية بالاحتلال، مهددًا بأنه "سيقلب الدنيا" لو تعرض للمحاكمة. فقرر الأزهر الشريف التقدم بدعوى قضائية جنحة مباشرة، ضد الدكتور سيد القمنى، لتعمده الإساءة وتشويه مؤسسة الأزهر بالسب العلنى، وذلك بعد خروجه أمس، فى أحد البرامج، وشنه هجومًا على الأزهر. من جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن «كلام سيد القمني في شأن الأزهر عار عن الصحة ولا أساس له والمؤسسة الدينية منه براء»، منوها بأن له كثيرًا من التصريحات والإساءات للدين الإسلامي، وتدعو للإرهاب، مؤكدًا أنه يحارب في الاتجاه الخاطئ. وأضاف المفكر الإسلامي، أن «القمني» يبحث بآرائه الشاذة عن الأضواء كلما خفتت عنه، فيصدر رأيًا لا أساس له من الصحة ويدعي فيه أنه يحرر الدولة فكريًا، وهذا محض افتراء ولا يستند إلى حقيقة دينية أو اجتماعية أو سياسية. وأكد الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الأزهر الشريف أول من حارب الإرهاب فكريًا، فعقد مؤتمر عالميًا العام المنصرم ودعا فيه كافة الأديان لنبذ التطرف والغلو الفكري، مشددًا على أن مناهج الأزهر وسطية وتدعو لتعاليم الإسلام السمحة. وأوضح أن الأزهر أول من هاجم أفكار داعش والجماعات الإرهابية التي تهلك الحرث والنسل، وأكد أن أفعالهم لا علاقة لها بالإسلام، وطالب بإقامة أشد العقوبات عليهم، مصداقاً لقول الله تعالى: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» المائدة (33)، متسائلا: «أين الأزهر من الإرهاب، فهو أول من دعا إلى وحدة الصف العربي والإسلامي؟». وعن ادعاء «القمنى» بأن الرئيس السيسي أخطأ بتكليف الأزهر بتجديد الخطاب، نبه عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن الأزهر الوحيد القادر على تجديد الخطاب الديني، فهو صاحب المرجعية وأقدم مؤسسة دينية في العالم ولديه آلاف العلماء. وتهكم الجندي، على القمني قائلاً: «يبدو أنه كان يريد أن يكلفه الرئيس بتجديد الخطاب، لأن الأزهر الشريف لن يسمح بأن تكون أفكار القمنى الهدامة للإسلام موجودة على الساحة ويتأثر بها أصحاب النفوس الضعيفة». وعن وصف «القمنى» الفتوحات الإسلامية باحتلال، شدد «الجندي» على أن كلامه تزييف للدين ورسالة الإسلام السمحة وتاريخه، منوهًا بأن الإسلام أدى خدمة كبيرة للشعوب التي فتحها فحررها من ظلم الفرس والروم، ولم يجبر أحدًا على اعتناق الدين، مضيفًا: «فالإسلام جاء ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام». وعن تهديد القمني: «هقلب الدنيا لو تعرضت للمحاكمة»، أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، أن هذا حديث المفلس فكريًا، موجهًا له رسالة: «فإذا كنت صاحب حجة فلمَ تخشى من أي شيء حتى لو كانت المحاكمة؟ فأنت تعتقد أنك ستغير كتابة التاريخ، فعليك أن تتحلى بالشجاعة إذا كنت متأكدًا مما تقول حقًا وصدقًا». بدروه، قال الدكتور عبد العزيز النجار، مدير عام الوعظ الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن كل من يدّعي أن الأزهر مؤسسة إرهابية فهذا دليل على أنه إما أن يكون مختلاً عقليًا ونفسيًا أو ينتمى إلى جهة أو منظمة إرهابية. وبين «النجار» أن الأزهر منذ إنشائه إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها يتبنى الفكر الوسطى السمح الذى يستوعب جميع الآراء الفكرية، وبالتالى لايمكن لعاقل أن يدعى أن الأزهر مؤسسة تصدر الإرهاب وإلا فمن المعتدل أو الوسطى. وأشار إلى أن من يقول إن الفتوحات الإسلامية كانت بغرض الاحتلال وأنها كانت بمثابة الفساد فى الأرض، عار تمامًا عن الصحة وليس له أى دليل أو أصل تاريخى يرتكز إليه بل هو من خياله المريض الذى أطلق له العنان لكى يتخيل أشياء لا وجود له ويطعن فى صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفى نواياهم ومقاصدهم. وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة ماجدة هزاع، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن من يهاجم الأزهر أو يحاول تشويه صورته لا يعلم شيئا عن الدين. ونوهت «هزاع»، بأن الأزهر منذ نشأته لم يخرج إرهابيين بل خرج علماء نشروا الإسلام الوسطى فى ربوع العالم، مشيرة إلى أن الدراسة في الأزهر وسطية ومنهجهه معتدل، مصداقًا لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «ما خيرت بين أمرين إلا واخترت أيسرهما». ولفتت إلى أن الفتوحات الإسلامية عظيمة وليست احتلالاً لأنها حافظت على أصحاب الديانات الأخرى كما تقول كتب التاريخ، منوهة بأن أن الاحتلال يدمر ويهدم ويطمس معالم الحضارات السابقة وهذا لم يحدث فى الفتوحات الإسلامية بدليل وجود آثار القدماء المصريين فى مصر بعد فتوحات عمرو بن العاص وكذلك حضارات الدول الأخرى.