أكد وزير الدولة بوزارة الثقافة السودانية سيد هارون، دعم بلاده التام لمبادرة "أبناء النيل"، التي يتبناها نخبة من الفنانين والمثقفين بمصر والسودان، مشيدا بما يملكه شعبي وادي النيل من تراث فني وفكري وثقافي مشترك، يساهم في تحقيق المزيد من التعاون بين الفنانين بشمال وجنوب الوادي. جاء ذلك خلال لقاء الوزير السوداني، اليوم /الأربعاء/ بالفنانين المصريين من أعضاء مبادرة أبناء النيل، وهم الفنان سامح الصريطي، والمخرج سعيد حامد، والفنان إبراهيم فرح، الذين يزورون السودان حاليا، بحضور الفنان السوداني لؤي محترم، رئيس المبادرة عن الجانب السوداني، والبشير سهيل، أمين عام المصنفات الفنية بوزارة الثقافة السودانية، والمستشار الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم عبد الرحمن ناصف. وأعرب الفنان سامح الصريطي - في تصريح عقب اللقاء لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم اليوم- عن سعادة أعضاء مبادرة أبناء النيل وفناني مصر، بلقاء وزير الدولة بوزارة الثقافة السودانية، مشيرا إلى أن الوزير أكد حرصه التام على تأييد ودفع تلك المبادرة، مؤكدا ضرورة العمل والتنسيق المشترك لاستمرارها وعدم تعثرها مثل بقية المبادرات السابقة، وصولا لتحقيق المصالح المشتركة والتقارب الفني والثقافي بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان. وأكد الصريطي، أنه تم الاتفاق على وضع برنامج عمل لتنفيذ ودعم المبادرة على أرض الواقع لكي تحقق نتائجها المرجوة، معربا عن أمله في أن تشهد مبادرة أبناء النيل خلال شهر إبريل القادم بالقاهرة، احتفالية تليق بمكانة دول حوض النيل، وأن تتسع لتستوعب كافة شعوب دول القارة الأفريقية. وثمن الفنان المصري، جهود شباب السودان الذين أطلقوا المبادرة من الخرطوم، واستقبلها الجانب المصري بترحاب وإرادة، مؤكدا على أهمية دور الفن والثقافة في مصر والسودان، في مواجهة أية دعاوى ومخططات تحاول النيل من ترابط ولحمة الشعبين الشقيقين. وأكد الصريطي أن الهدف من تلك المبادرة هو أن تدعم التفاف واصطفاف دول حوض النيل، لتحقيق مصالحهم المشتركة من خلال التعرف على الثقافات والعادات والتقاليد والفنون في كل دولة، مما يصب في النهاية لصالح شعوب القارة الأفريقية، وتدعيم أواصر وصلات التقارب والتعاون والتكامل المشترك للجميع، مشيرا-في هذا الصدد-إلى دور الفنون والموسيقى والدراما والأفلام الوثائقية في دعم تلك الجهود. وأشار إلى ان مصر تتبنى نهجا جديدا يتمثل في دعم التواصل والتقارب مع الدول الأفريقية، لافتا إلى ان تقارب وتعاون مصر والسودان هو المدخل الرئيسي للوصول لشعوب القارة، وتحقيق الطموحات المنشودة، معربا عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة في ظل هذا التوجه الواعي. وفي سياق متصل، قام فنانو مصر، يرافقهم أعضاء مبادرة أبناء النيل، بزيارة تفقدية لمعرض الكتاب في دورته الثالثة بالخرطوم، والذي تضم أجنحته نحو 80% من دور النشر المصرية الشهيرة، فضلا عن دور نشر من بعض الدول العربية، والذي تم افتتاحه مؤخرا تحت رعاية النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح. وكان في استقبال وفد الفنانين المصريين والسودانيين، رئيس اتحاد الناشرين السودانيين محمد الحسن عباس، الذي رافقهم في جولة على أجنحة وأقسام المعرض الذي يضم نخبة من أمهات الكتب والإصدارات الثقافية والأدبية والسياسية والاقتصادية المتنوعة، تثري الحياة الثقافية بالسودان الشقيق، حيث أثنى أعضاء الوفد على المعرض المتميز، ودور النشر المشاركة، لدورهم الهام في دعم الثقافة العربية والأفريقية.
