ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن سكان من مدينة الرمادي العراقية، أن إرهابيي تنظيم "داعش" يمنعون المدنيين من الفرار من المدينة، ويهددون بقتل من يحاول ذلك، بعدما حثت القوات العراقية قاطني المدينة على المغادرة قبيل هجوم وشيك. وأفادت الصحيفة الأمريكية -في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني- بأن القوات العراقية تسقط منشورات من طائراتها منذ يوم الأحد الماضي تحث فيها السكان على الخروج قبل شن عملية لاستعادة السيطرة على معقل التنظيم، ونقلت عن سكان المدينة أن تنظيم "داعش" الإرهابي يريد استخدام المدنيين كدروع بشرية. وقال رجل من داخل المدينة -في رسالة صوتية أرسلها إلى الأصدقاء باسم مستعار هو أبو أحمد- إن "(داعش) يطوقنا من جميع الجوانب مما يمنعنا من مغادرة المدينة.. ونحن في حالة بائسة حاليا ولا نستطيع القيام بأي شيء فلدينا مرضى بلا دواء ولا يوجد غذاء نأكله". وأضاف أبو أحمد الذي يعيش بالقرب من وسط المدينة أن قناصة "داعش" حاولوا، مع مئات من إرهابيي التنظيم الذين بقوا في المدينة، حجب طريق خروج المدنيين المخصص من جانب الحكومة عبر الطرف الجنوبي من الرمادي.. كما دعا القوات العراقية للإسراع بالعملية لكن بوضع المدنيين في الحسبان عند دخول المدينة. وكثفت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" في أعقاب هجمات الثالث عشر من شهر نوفمبر الماضي الإرهابية في باريس، والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا. وأشار وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في تصريحات أمام المشرعين الأمريكيين، أوردتها الصحيفة، إلى أن أمريكا ستدعم قوة عملياتها الخاصة في العراق من أجل شن مداهمات في كل من العراق وسوريا. وأضاف كارتر أن الولاياتالمتحدة تجمع قوة خاصة في العراق لحملة من أجل مساعدة القوات العراقية والكردية، كذلك لكي تقوم بمداهمات وتجميع معلومات استخباراتية وإنقاذ رهائن وتعقب قادة "داعش". ونقلت الصحيفة عن نعيم القاعود، أحد شيوخ القبائل في محافظة الأنبار التي تقع بها مدينة الرمادي، قوله "لقد هدد تنظيم (داعش) بقتل المدنيين المهتمين بتحذير الجيش والفرار من المدينة". وطوق الجنود العراقيون ورجال الميليشيات السنية المدينة، قاطعين خطوط الإمداد لتنظيم "داعش" وعزلوا المنطقة استعدادا لهجوم بري تدعمه الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة. كان تنظيم "داعش" قد استولى على الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار التي تبعد عن بغداد نحو 60 ميلا، في شهر مايو الماضي. ووفقا للكولونيل ستيف وارين، المتحدث باسم التحالف الذي يحارب داعش في العراق وسوريا بقيادة الولاياتالمتحدة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تعي بأن "داعش" يستخدم المدنيين كدروع بشرية وتتوقع نفس الشيء في الرمادي. وبحسب مسئولين أمريكيين فإنهم يتوقعون من القوات العراقية الانتظار حتى مغادرة كافة السكان قبل بدء الهجوم البري.